الجريدة - قامت فرقاً من القوات المسلحة والشرطة العسكرية بصحبة أفراد مدنيين، مساء الثلاثاء، بتمشيط منطقة وسط البلد بحثًا عن معتصمي التحرير في مقاهي المنطقة وشوارعها، وفقاً لأفادات شهود عيان، فيما قد شهد ميدان التحرير تواجداً مكثفاً لقوات الجيش وسط تظاهر المئات من مؤيدي المجلس العسكري ومنتقديه. وأضاف الشهود أن القوات تتحرك ومعها "مرشدون" يدلون على أشخاص بأعينهم، مشيرين إلى أن نشطاء وصحفيين منعوا ضابطاً حاول احتجاز شاب وفتاة أكد أحد "المرشدين" أنهما كان من المعتصمين، أثناء جلوسهما على أحد مقاهي وسط القاهرة. وأكد الشهود أن الأمر نفسه تكرر في مقاهٍ مختلفة وتم القبض بالفعل على مجموعة من الشباب، لم يتم تحديد عددهم بدقة. ويأتي في القائمة التي نشرها مركز "النديم" لحقوق الإنسان، أسماء 13 شخصاً اعتقتلهم قوات الجيش والشرطة العسكرية بينهم الإعلامي أحمد منصور بقناة الجزيرة، وتضم القائمة أيضاً: عبد الرحمن عز – مراسل قناة 25 يناير، وسيف فراج، وعمر فتحي ومحمد صبري الطراز ومحمد خليل، وأسامة فؤاد، وأحمد سعيد، وأحمد رمضان، وأبانوب جمال، ومروة كامل وسارة محمد والسيد الصراف جميعهم من رابطة فناني الثورة. وعلى موقع "تويتر" ردد نشطاء أنباء عن اقتحام قوات من الجيش مقر الحزب الناصري لإلقاء القبض على معتصمين احتموا بالمقر. في رسالة له على صفحته بموقع "فيس بوك" أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أنه تم الإفراج عن جميع المعتقلين من ميدان التحرير، اليوم، بعد التحقق من شخصيتهم، وأن وجود عناصر من القوات المسلحة بميدان التحرير حتى الآن "يهدف إلى حماية شباب الثورة من أي اعتداءات قد يتعرضون لها"، هذا بالإضافة لرسالة بعنوان "شكر وتقدير"، جاء فيها أن المجلس يقدم "تحية إعزاز وتقدير لجهود النشطاء، وشباب الثورة والتي أدت لإعادة فتح ميدان التحرير، وإعادة الحياة إلى طبيعتها". كان هذا عقب نشوب اشتباكات عنيفة بين مواطنين توافدوا على ميدان التحرير لإعادة فتحه وإخلائه، وبين المعتصمين، الذين أصروا على استمرار الاعتصام حتى محاكمة جميع رموز الفساد، ونجح مؤيدو إخلاء الميدان في فتحه أمام حركة المرور. وفي بادرة لمساعدة القوات المسلحة قام مواطنون بإلقاء القبض على عدد من المعتصمين وسلموهم للشرطة العسكرية في شارع قصر العيني بعد أن وجدوا معهم أسلحة لم يحددوها. هذا وقد رفع عشرات المواطنين الأسلاك الشائكة والحواجز التي كان المعتصمون قد أغلقوا بها الميدان، منذ الأحد الماضي، عقب فض الجيش لاعتصامهم، فجر السبت، بالقوة، مما تسبب في سقوط قتيل و71 مصابا، حسب بيانات وزارة الصحة، فيما قال المعتصمون إن العدد أكبر من ذلك.