"الشعب الصيني يحترم التاريخ والثقافة العربية، ويحترم الطرق التنموية التي اختارتها الشعوب العربية" وصفت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني في تعليق نشرته يوم الاثنين الانتقادات الامريكية لموقف بكين ازاء الازمة السورية بأنها تمثل "قمة الغطرسة." وشككت الصحيفة في تعليقها بالنوايا الامريكية تجاه سوريا، وقالت "الولاياتالمتحدة تمثل دور "المدافع" عن الشعب العربي لأسباب معروفة. ولكن ما هي الدعامة الاخلاقية لهذا الكبرياء؟ فقد شنت واشنطن حربا على العراق بدون اي مبررات حتى ان الشعب العراقي مازال لا ينعم بالأمن والاستقرار حتى الآن وهذا الامر وحده يضع علامة استفهام حول نية الدبلوماسية الأمريكية ودور العم سام في العالم." "لكل بلد الحق في تقرير مصيره بنفسه، وليس فى امكان أي بلد فرض إرادته الخاصة ليتحكم في مصائر الآخرين" صحيفة الشعب اليومية وكانت وزير الخارجية الامريكية قد وصفت استخدام روسيا والصين لحق النقض في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لاسقاط مشروع قرار طرحته جامعة الدول العربية لمعاقبة الحكومة السورية بأنه موقف "خسيس" على حد تعبيرها. وقالت صحيفة الشعب اليومية في تعليقها "لا نعرف هل تجرؤ الولاياتالمتحدة على اجراء استفتاء عام في دولة عربية أو العالم العربي برمته لمعرفة صورتها الحقيقية لدى عامة الشعوب العربية؟ سيصدر التاريخ حكمه فى نهاية المطاف ليوضح لنا ما اذا كان التدخل الأمريكي الصارخ سيعود بالخير أم بكارثة شديدة على الشعوب العربية." وأكد المقال ان "لكل بلد الحق في تقرير مصيره بنفسه، وليس فى امكان أي بلد فرض إرادته الخاصة ليتحكم في مصائر الآخرين." وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في وقت لاحق إن التعليقات التي ادلت بها كلينتون في مؤتمر عقد مؤخرا في العاصمة التونسية حمل اسم "مؤتمر اصدقاء سوريا" غير مقبولة بالمرة. وقال الناطق هونغ لي "إن هذه التعليقات غير مقبولة من جانبنا، فالصين تحدد موقفها ازاء المسألة السورية اعتمادا على رغبتها في حلول الامن والاستقرار في سوريا وعموم منطقة الشرق الاوسط، وعلى حماية المصالح الاساسية وطويلة الامد للشعب السوري والشعوب العربية." وعبر الناطق الصيني عن امل حكومته في ان يفتح الاستفتاء الذي اجري في سوريا يوم امس على دستور جديد الباب لحل سلمي للازمة. وكانت المسؤولة الامريكية قد قالت في سياق تعليقها على موقف روسيا والصين "إنه من المحبط رؤية عضوين في مجلس الامن يستخدمان حق النقض بينما يقتل المواطنون السوريون. انه لامر خسيس، واني اتساءل، بجانب من يقفان؟ من الواضح انهما لا يقفان الى جانب الشعب السوري." وقالت الصحيفة "إن الشعب الصيني يحترم التاريخ والثقافة العربية، ويحترم الطرق التنموية التي اختارتها الشعوب العربية، ويهتم بما يصب فى صالح الشعوب العربية، ويحرص على الصداقة العميقة بينه وبين الشعوب العربية. فقد صمدت الصداقة الصينية العربية امام اختبارات الزمن لأنها تقوم على أساس واقعي متين، ولا يمكن لاحد ان يفسدها على الاطلاق." ويقول مراسل بي بي سي في بكين مارتن بيشنس إن الحكومة الصينية ترى بوجوب اتاحة الفرصة الكافية للرئيس السوري بشار الاسد لاجراء اصلاحات وانهاء العنف. ولكن ثمة مراقبين يقولون إن القدرة على انهاء العنف هي في ايدي موسكووبكين اللتين "توفران الغطاء الدبلوماسي للحكومة السورية." المصدر: BBC World