أكد مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن، العالم المصري الدكتور فاروق الباز، سعادته بالنسبة الكبيرة التي شاركت في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، مشددًا على أهمية الفصل بين الدين والسياسة، مشيرا إلى أن ما يهم شعوب الدول العربية هو المنجزات التي تقدم لهم من قبل الأنظمة السياسية بعيداً عن أي جوانب دينية. وأشاد الباز في تصريح لصحيفة الرأي الأردنية الصادرة اليوم الثلاثاء بدور جماعة الإخوان المسلمين، معتبرا أن الأخوان الذين تسلموا مراكز متقدمة على مستوى صناعة القرار في ليبيا ومصر وتونس لا خوف منهم. وحول صعود الإسلاميين في مصر وتونس، قال الباز: " ليس هناك أي مخاوف من صعود الإسلاميين خاصة في مصر، لأن الشارع المصري لديه الشرعية وأصبح الآن على وعي ودراية كافية بمن هو الأصلح لإدارة شئون البلاد، خاصة وأن الشعب قادر على الإطاحة بأي نظام فاسد كما حدث في 25 يناير". وبين الباز: "أن جماعة الإخوان المسلمين لديهم برامج ناجحة لكن العبرة في التطبيق على أرض الواقع وليس بالأوراق والأقلام فقط".. مشيرا إلى: "أن الإخوان سريعو التطور لأنهم تعبوا أكثر من أي فصيل آخر أثناء حكم النظام السابق، وعندما يصلون للحكم سيكون لديهم مخاوف من المطالب الأساسية للشعب مثل الأكل والشرب وتوفير العمل". وحول المخاوف من انتشار السلفيين في الحياة السياسية، قال العالم المصري : "لا مخاوف على الإطلاق لأن الإسلاميين أيضا هم من سيقومون بالرد من وجهة نظري خاصة في كبت الحريات فمثلا السائحون الذين يأتون لمصر لديهم طرق في ملابسهم ولا أحد قادرا على منعهم من ارتداء ما يريدون أو فرض أكل أو شرب معين لأن هذا يسبب ضرراً للسياحة وبالتالي سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد، فسيكون 30% من المصريين بلا وظيفة وهذه مسئولية كبيرة لا يمكن لأحد أن يتحملها". وأضاف: "إن أكبر نسبة دخل في مصر هي السياحة فإذا توقفت فلا بديل لها، لذلك كل الحكومات ذات الاتجاه الإسلامي سيقولون "العمل هو الحل" بدلا من شعار"الإسلام هو الحل". وأعرب الباز عن اعتقاده بأن التيارات الإسلامية ستقل تدريجيا، خاصة وأن جميع التيارات السياسية الأخرى ستدرك سريعا كيف صعد الإسلاميون وما هي طرقهم، وسيتبعونها ويطورون من أنفسهم لاكتساب مساحات واسعة في الشارع المصري، كما أن الحكومات فاشلة بطبيعتها وعندما يكون التيار الإسلامي في الحكومة ستقل شعبيته، وكذلك أيضا في باقي الدول العربية التي قامت بها ثورات مثل تونس وليبيا. وطالب الأنظمة السياسية بدمج العلم مع مجريات الأحداث السياسية، محملاً رؤساء دول عربية مسئولية عدم اهتمامهم بالعلم، باعتبار العلم ترف من وجهة نظرهم، وأن الإنفاق الهائل عليه لا مبرر له، واعتبر أن الاهتمام بالعلم والمعرفة يدعم الاقتصاد الوطني، وأن على رؤساء الدول العربية الاهتمام بهذا الجانب.