مظاهرة مؤيدة للنظام في دمشق يثير موقف الحكومة اللبنانية الحالي المؤيد لدمشق انتقادات لاذعة من المعارضة في لبنان. وتحدث نواب فيها عن احتمال طرح الثقة في اول جلسة لمجلس النواب اللبناني بوزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، الذي مثل لبنان في الجامعة العربية واعترض على قرار الجامعة العربية بحق سوريا معلنا ان لبنان لن يسحب سفيره من دمشق. لكن وزير الخارجية سارع للاعلان ان ما قام به في الجامعة العربية هو تعبير عن موقف الحكومة اللبنانية وليس موقفه الشخصي، مع الاشارة الى ان رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي دافعا عن الخطوة اللبنانية التى وصفها سعد الحريري واقطاب في الرابع عشر من اذار ب "المخجلة". لكن ميقاتي وسليمان اعتبرا ان موقف لبنان هدفه "صيانة المصلحة اللبنانية". ف "لبنان ضد العزل" كما قال سليمان، في حين قال ميقاتي ان الموقف يستند الى اعتبارات ومواقف تاريخية وجغرافية تراعي الخصوصية اللبنانية. لكن التقاء رئيسي الجمهورية والحكومة مع موقف حزب الله وحلفاء سوريا في الحكومة الى جانب دمشق قوبل بتمايز لافت من النائب وليد جنبلاط. وقال جنبلاط ان لبنان "لم يكن بحاجة الى موقف شبيه بموقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح"، كما ان تبرير رئيسي الجمهورية والحكومة وهما سبق ان اعتبرا نفسيهما في خط وسطي بين حزب الله وحلفائه والمعارضة، دفع الاخيرة الى الحديث عن توجه لطرح الثقة بالحكومة بكاملها. واضيف موقف الحكومة اللبنانية في الجامعة العربية الى عناوين داخلية عدة تثير انقساما حادا مع بدء تلويح معارضين بدرس احتمال رفع شعار اسقاط الحكومة الحالية. وقد دعا احد وجوه المعارضة النائب السابق سمير فرنجية المعارضة الحالية الى "وضع استراتيجية لعملها" لمرحلة ما بعد الرئيس السوري، معتبرا ان "سقوط النظام السوري سيشكل تغييرا هو الاول من طبيعته منذ اربعين عاما بالنسبة للبنان". في حين تشير البيانات الاخيرة للمعارضة سواء في الامانة العامة لقوى الرابع عشر من اذار او لكتلة المستقبل بزعامة سعد الحريري الى ان الوضع في سوريا بات العنوان شبه الوحيد الى جانب العنوان الثابت حول المحكمة الدولية بالنسبة للمعارضة. ويشمل ذلك أمورا مثل ملاحقة السوريين المعارضين في لبنان وحوداث الخطف التى حصلت مرورا بموضوع النازحين السوريين الى لبنان وما قالت المعارضة انهم لا يلقون المساعدة المطلوبة من الحكومة، وصولا الى الموقف الرسمي في الجامعة العربية والمحافل الدولية المؤيدة للنظام السوري. كما ان التعاطي مع الوضع في سوريا بات مادة انقسام داخلي وهو انقسام مرشح لان يتصاعد مع ارتفاع الحدة في الخطاب السياسي المتبادل على هذه الخلفية. وقد شمل السجال الداخلي مصير الرئيس السوري بشار الاسد مع اجماع تصريحات قوى المعارضة ان العد العكسي لسقوط النظام بدأ، في حين تعتبر الاكثرية الحاكمة ان الرهان على سقوط النظام خائب وان الاسد باق. وذلك ما اكد عليه حسن نصر الله امين عام حزب الله قبل ايام في حين سبق للعماد ميشال عون حليف حزب الله الرئيسي ان قال ان الوضع سائر الى نهايته، داعيا الصحافيين الى سؤاله بعد ايام ليتثبتوا من ذلك.