خسرت إسرائيل حليفها الإستراتيجي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وبتنحيه راهنت على الجنرال عمر سليمان، لكنها وجدت ذاتها وجيشها في وضعية غياب حليف يساندها في مركز اتخاذ القرارات بمصر، وفقدانها لقوات عسكرية مدربة للقتال في صحراء سيناء. ويرى المراقبون العسكريون أن إسرائيل التي تعاني شح المعلومات الاستخبارية عن ضباط الجيش الذين تولوا إدارة شؤون مصر، لن تعي الرؤية السياسية والعسكرية للقاهرة. وأفاد الموقع الإخباري الإسرائيلي "تيك دبكا" المقرب من الاستخبارات العسكرية، أن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات وتجهز لحرب مع إيران وسوريا وحزب الله، لكنه يفتقد لفرق مدربة ومؤهلة للقتال والحرب بالصحراء. معلومات استخبارية ولفت الموقع إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي لم تر على مدار 32 عاما في مصر هدفا استخباريا، ولا تمتلك أي معلومات عن الضباط الذين سيحكمون مصر وسينتشرون بسيناء. وتعتمد إسرائيل بمختلف مستوياتها وقياداتها العسكرية والسياسية والاستخبارية في هذه المرحلة على فرضيتين، بأن الجيش المصري لن يتنازل عن المساعدات الأميركية التي تبلغ 1.3 مليار دولار في العام، ولن تستغني عن التكنولوجيا العسكرية المتطورة. ويرجح الموقع أن الإدارة الأميركية ستشترط لاستمرار هذا الدعم التزام وتعهد الجيش المصري بالحفاظ على اتفاقية السلام بين تل أبيب والقاهرة. وبحسب مصادر الموقع العسكرية من واشنطن فلا توجد ضمانات بقبول إدارة أوباما لهذه الفرضية والطرح، وهناك أيضا شكوك في قبول الجيش المصري لمثل هذه الشروط والإملاءات الأميركية. وتنظر إسرائيل بترقب إلى ما أسمته التقارب السعودي الإيراني المرتقب، الذي بادرت إليه الرياض ردا على ما وصفته بتخلي واشنطن عن نظام مبارك. ولا تستبعد إسرائيل محاولة السعودية إقناع القاهرة بملاءمة سياستها مع التحالف الإستراتيجي مع إيران عوضا عن واشنطن، مقابل دعمها المالي لمصر. الحليف سليمان ومضى الموقع إلى القول إن إسرائيل تعول في فرضيتها الثانية على الصداقة وعلى تعاونها لسنوات طويلة مع الجنرال عمر سليمان الذي يسيطر على أجهزة الاستخبارات المصرية. وباعتبار سليمان أحد الضباط الثلاثة إلى جانب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية محمد طنطاوي ورئيس الأركان سامي العنان، الذين يتولون قيادة الجيش، تأمل إسرائيل استمرار التعاون مع سليمان، وأن يكرس جهوده لعدم المساس بالمصالح الإسرائيلية بالقاهرة. وشدد الموقع على أن فرضية إسرائيل هذه لا توجد لديها أسس متينة، خاصة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اعتبرت تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس الأسبوع الماضي انتصارا لإسرائيل، لكن سرعان ما خسر سليمان هذا اللقب، وعليه فإن مكانته بالجيش المصري مبهمة. علاقات متوترة ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن علاقات سليمان مع طنطاوي مصحوبة بالتوتر، وأن حسني مبارك كان دائما رجل الحسم بينهما، وأنه كان على الأغلب ينحاز إلى جانب سليمان. وتصف إسرائيل نظرة طنطاوي إليها بأنها باردة جدا وعلاقته بها بأنها فاترة جدا، وتعتقد أجهزة استخباراتها أن سليمان بسبب مشاحناته وتوتر علاقاته بطنطاوي سيتراجع عن علاقاته الحميمة مع إسرائيل. وبحسب هذه التقييمات يؤكد الموقع نقلا عن القيادة العسكرية في الجيش الإسرائيلي أن "سليمان لن يرضى أن يتم اعتباره من قبل قيادة الجيش المصري حليفا لأميركا وإسرائيل، وعليه قد يفاجأ الكثير من الإسرائيليين في المستقبل بأن باب سليمان مغلق أمامهم". وقد بحث المستوى السياسي والعسكري بإسرائيل عدة خيارات لاتخاذ قرارات مفصلية بشأن إستراتيجية للتعامل مع ما يحدث في سيناء. وأفاد الموقع الإسرائيلي أن الطواقم بحثت عدة محاور، هل يستمر الجيش المصري في معالجة ما يحدث بسيناء؟ أم أن إسرائيل ستجد نفسها بين الحين والآخر مضطرة لتنفيذ عمليات عسكرية سرية بسيناء، عبر طائرات بدون طيار أو عبر الوحدات الخاصة. وخلص الموقع إلى أن "طنطاوي لم يول أهمية لمكانة الجيش المصري بسيناء، وكان مبارك قد صادر منه صلاحية معالجة هذا الملف وحولها إلى عمر سليمان، وعليه يعتقد أن يقوم طنطاوي بسحب هذه الصلاحيات من سليمان واسترجاعها لنفوذه"