وجه توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، اليوم، الخميس، اتهامًا للجماعات المتطرفة المسلحة ب"الإساءة إلى الإسلام". بلير، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال أنه يجب وضع الإسلام في نصابه الصحيح على الصعيد السياسي حتى نهزم الإرهابيين ممن يضربون دونما تردد، ويقتلون بغير رحمة، ويموتون غير آسفين على حياتهم، مشددًا على أن هؤلاء "أعداء خادعون يصعب إلحاق الهزيمة بهم". ودعا إلى ضرورة مواجهة مشكلة التطرف القائمة على أساس من الفهم الخاطئ للدين، مشيرًا إلى الهجوم الذي شهدته سوق تجارية في كينيا قبل أيام، وإلى هجمات استهدفت مسيحيين في باكستان، وما تشهده منطقة الشرق الأوسط من حرائق. وكان رئيس الوزراء السابق قد دعا من قبل إلى ضرورة الترويج لمفاهيم التسامح واحترام الآخر والانفتاح على العالم لمواجهة هذا المد المتطرف، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط. وردًا على سؤال بشأن آماله بأن تكون نهاية أسامة بن لادن نهاية لتنظيم القاعدة، نفى بلير صحة هذا الربط، معللًا وجهة نظره بأن أيديولوجية القاعدة لم تمت بموت بن لادن، ووصف بلير هذه الأيديولوجية بأنها "نشطة وحيوية وقادة على الاستشراء والتوغل"، معربًا عن مخاوفه من تواجدها في دول بعينها. وضرب بلير مثالًا بمنطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن، قائلًا: "لو استطعنا أن ننحي جانبًا هؤلاء المتطرفين بتفسيرهم الخاطئ للدين، لاستطعنا التعامل بسهولة مع كافة الأوضاع المتردية بالمنطقة". وأشارت "ديلي ميل" إلى أن تصريحات بلير جاءت في أعقاب الإعلان عن اقتراب كل من الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا والصين من التوصل لقرار أممي للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية. كما رحّب بلير بإمكانية التوصل لاتفاق حول السلاح الكيميائي السوري دون حاجة إلى تدخل عسكري، ولكنه أكد في الوقت ذاته على أهمية الحاجة لتلويح الغرب باتخاذ إجراء رادع لإنهاء الحرب في سوريا، قائلًا: "إذا لم نفعل ذلك، فإن سوريا ستستمر في الانهيار الذي ستكون تبعاته وخيمة سواء على المنطقة أو علينا بالمناسبة".