أكد باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، اليوم الثلاثاء، أن دعم الولاياتالمتحدة لمصر سيكون معتمدًا على نجاح مصر في السير على طريق الديمقراطية، وأن الدعم الأمريكي يعكس العديد من النقاط، محذرًا من فرض الديمقراطية بالقوة العسكرية، واصفًا إياها بأنها "مهمة جيل". وخلال كلمته في افتتاح الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، والتي نقلتها شبكة "سي. إن. إن"، شدد أوباما على ضرورة إصدار قرار قوي من مجلس الأمن لضمان التزام الرئيس السوري، بشار الأسد، بنزع السلاح الكيميائي. وقال أوباما إن امكانية عودة سوريا لحالة ما قبل الحرب مجرد "وهم"، مشددًا على أن السوريين وحدهم هم من سيقررون من عليه أن يقود بلادهم في الفترة المقبلة. وأوضح الرئيس الأمريكي، بحسب وكالة أنباء الشرق الاوسط، أن الولاياتالمتحدة والعالم بأسره شعروا بصدمة إزاء سرعة التحول في كل من مصر وتونس، وذلك بعد أن كانت ثورتاهما مبعث أمل للجميع. وشدد على أن الولاياتالمتحدة اختارت أن تدعم أولئك الذين طالبوا بالتغيير، وذلك اعتقادًا منها أن هذا التحول سيكون صعبًا وسيأخذ وقتًا طويلًا، معقبًا بقوله: "منذ سنوات قليلة، وعلى الأخص في مصر، رأينا كيف كانت صعوبة هذا التحول". وأشار إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسي تم انتخابه بشكل ديمقراطي، إلا أنه ثبت عدم قدرته على أن يحكم كرئيس لكل المصريين، ولذلك جاء من عزله استجابة لمطلب الملايين من أبناء الشعب المصري الذي وجد أن ثورته تتخذ منحى خاطئًا، على حد قوله. وقال أن المجتمعات المبنية على أسس من الديمقراطية والانفتاح والكرامة الإنسانية تكون أكثر استقرارًا وازدهارًا وسلمًا، مطالبًا السلطة المصرية الحالية باتخاذ قرارات في إطار الديمقراطية. كما انتقد أوباما فرض حالة الطوارئ في مصر وكذلك فرض قيود على الصحافة ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية. كما استنكر ما وصفه ب"الهجمة" التي تم شنها ضد الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالشأن المصري، حيث تم اتهامها بأنها تدعم جماعة الإخوان المسلمين، وفي نفس الوقت يتم اتهامها بالتخطيط للإطاحة بها من الحكم. وأكد أن الولاياتالمتحدة اختارت ألا تتحيز إلى فصيل بعينه في مصر، وأنها لا ترغب إلا في أن تكون هناك حكومة مصرية ترضي تطلعات الشعب المصري وتحافظ على الحقوق والحريات، وهو ما يشكل بؤرة اهتمامها في الوقت الراهن. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستظل تحافظ على علاقتها بالحكومة الانتقالية المصرية، ولاسيما فيما يتعلق بنقاط الاهتمام المشترك، مثل الالتزام بمعاهدة كامب ديفيد ومواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية ستواصل دعمها أيضًا لمصر في نقاط مثل التعليم.