قال الكاتب نيكوس ريستوس إن المجلس العسكري بمصر خطف الثورة المصرية بطلب من الولاياتالمتحدة لحماية مصالح الأخيرة في المنطقة العربية. ورأى ريستوس ،في مدونته الملحقة بصحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الربيع العربي اختفى وتلاشى ولم يبق منه شيء. واصفا من شهدته المنطقة العربية من ثورات بفقرة يقدمها ساحر حيث يبرز للعيان شيء ثم يخفيه فجأة كأن لم يكن. ويرجع الكاتب امتثال قادة الجيش المصري للأوامر الأميركية إلى اعتمادهم الكبير على المساعدات التي تأتي إليهم من الولاياتالمتحدة، والتي بدونها سينكشف ظهر الجيش المصري. وقال أن الجيش هو مؤسسة اقتصادية في مصرتستحوذ على 20% من الاقتصاد المصري. متسائلا عما اذا كان بإمكان جنرالات مصر الاستغناء عن كل ذلك. وفي تحليله للوضع الحالي، وبروز شفيق المفاجئ على الساحة، يقول "وما بين صخب ميدان التحرير والضجة التي أحدثها القبض على أميركيين في مصر بتهمة تمويل منظمات غير حكومية بشكل غير شرعي، ضربت الولاياتالمتحدة ضربتها وفي غفلة من الجميع فدفعت بأحمد شفيق إلى الواجهة" واعتبر ريستوس الهدف الاساسي ذلك هو "منع قيام دولة إسلامية في مصر على غرار النموذج الإيراني". ورأى الهدف الفرعي متمثلا في رغبة الولاياتالمتحدة في اختطاف الثورة المصرية مثلما فعلت في ليبيا، عندما أجبرت المجلس الانتقالي على تعيين مواطنين أميركيين ومغتربين ليبيين. فجاء "محمود جبريل" رئيسا للوزراء، و"خليفة حفتار" قائدا للجيش الليبي الجديد. مما أدى إلى معركة عسكرية شنها "عبد الحكيم بلحاج" بقواته الثورية التي قاتلت قوات معمر القذافي، ولم تنته إلا بصرف "حفتار". الا أنه يؤكد في نفس الوقت أن الوضع مختلف في مصر؛ فليس هناك قادة عسكريون للثوار يقومون على حماية الثورة، لأن قادة مصر العسكريين أزاحوا حسني مبارك وتربعوا هم على عرش السلطة. المصريون غاضبون على جنرالاتهم، ولكن الجيش المصري يسحقهم كلما رفعوا رؤوسهم بحجة الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد. ويشبه الكاتب المشير طنطاوي بأنه "بينوشيه" الولاياتالمتحدة في مصر. ويجدر بالذكر أن "بينوشيه" ،المشار اليه، هو حاكم تشيلي العسكري "أوغستو بينوشيه" الذي ساعدته الولاياتالمتحدة في الإطاحة بالرئيس التشيلي اليساري المنتخب "سلفادور الليندي" عام 1973.