امل علام ... القانون السعودي يسمح للسعودية بالزواج من غير مواطنيها في حالات استثنائية، لكنه يعاقبها على ذلك لاحقاً بحرمان زوجها وأبنائها من حقوقهم المدنية. آلاف السعوديات المتزوجات من الأجانب من مصاعب عديدة لعل أهمها عدم منح ابنائهن الجنسية السعودية مما يجعلهم في وضع لا يحسدون عليه. وتقول الناشطة النسائية د. سهيلة زين العابدين أن هناك حالات مأساوية لأبناء سعوديات متزوجات من أجانب لا يستطيع ابناؤهن من الحصول على العلاج المجاني لعدم حملهم الوثائق التي تثبت مواطنتهم. وتضيف"كما ان الأمهات لا يمنحن دعما ماليا عبر الضمان الاجتماعي لأن أزواجهن أجانب. كما لا يحصلن على قروض ولا منح ولا حوافز اقتصادية.ويزيد من معاناة هؤلاء النسوه أن نسبة كبيرة من أزواجهن فقدوا أعمالهم بسبب سعودة الوظائف". وتشير الدكتورة سهيلة زين العابدين في حملة تسهم فيها بمقالاتها في جريدة "المدينة" السعودية إلى ضرورة منح السعوديات المتزوجات حقوقهن كما تمنح الأنظمة السعودية الرجل المتزوج من أجنبية كامل الحقوق ويتمتع أولادهم بالجنسية الاجنبية دون عراقيل تذكر. ويسمح القانون السعودي للسعودية بالزواج من غير مواطنيها في حالات استثنائية، لكن تبعات ذلك توحي بأنه يعاقبها على ذلك لاحقاً بحرمان زوجها وأبنائها من حقوقهم المدنية. وتسلط زين العابدين الضوءعلى حالات معظمها لسعوديات متزوجات من أجانب ولدوا في المملكة وتربوا فيها ولا يعرفون أي بلد أخر غيرها، لكن لم يحملوا الجنسية السعودية لصعوبة القوانين. ويسمح النظام السعودي للزوجة بكفالة إقامة زوجها مما أوجد حلول مؤقتة لكن صعبة ففي بعض الحالات تكفل المرأة زوجها على أنه سائق خاص، ولا تزال الاوضاع النظامية غير مرتبة على الرغم من أن الأقاويل التي تشير إلى أن هناك إستثناء لأزواج السعوديات من شروط السعودة وابقائهم في وظائفهم إلا انه لم يتحقق لهم ذلك حتى اليوم. وتعرض زين العابدين تساؤلات أزواج لسعوديات عن حالتهم عبر اسئلة منها :كيف يسمح لهم بالزواج قانونيا من مواطنات دون ان يوفر لهم وضع قانوني سليم وقدرة على العمل للإنفاق على العائلة. لماذا إذا تزوج سعودي من أجنبية تستطيع الأجنبية الحصول على الجنسية السعودية دون شروط عسيرة في نفس الوقت الذي يعاني فيه الأجنبي المتزوج من سعودية؟. وتعتبر مشكلة السعوديات المتزوجات من أجانب مشكلة رئيسة تواجه المشرع السعودي لم يتم البت في قوانينها، وتستفحل المشكلة بسبب العمل على سعودة الوظائف ومحدودية الفرص التعليمية والصحية وحتى الإقتصادية لأبناء مثل هذه الزواجات. وتفقد السعودية الكثير من الكفاءات العلمية من الشباب الذين ولدوا وتعلموا على أرضها ولم تسمح لهم بالحصول على جنسيتها مما يدعوهم للرحيل إلى دول اخرى خاصة غربية والعمل هناك.