قطر تبذل جهوداً استثنائية وصادقة لحشد الدعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية الدبلوماسية العربية والفلسطينية حققت نجاحاً.. وهناك اختراق للموقف الأوروبي تقدم في مواقف بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن..لكنه ليس حاسماً بعض الأطراف الدولية تسعى لإجهاض المصالحة الوطنية.. لكنها خيار لا رجعة عنه
أشاد سعادة السفير الفلسطيني لدى قطر منير غنام بالجهود التي تبذلها قطر، من خلال رئاستها للجنة المبادرة العربية، وجهود الدول العربية والإسلامية الداعمة للمطلب الفلسطيني بالحصول على عضوية الأممالمتحدة، مضيفاً، في حوار مع الراية : إن دولة تبذل جهداً استثنائياً وصادقاً لإيصال الملف إلى مبتغاه، بفضل السياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجهود معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بهذا الصدد.
كما أكد السفير غنام نجاح الدبلوماسية الفلسطينية والعربية في حشد تأييد دولي كبير للمطلب الفلسطيني بقبول عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، إلا أنه أشار إلى وجود معركة شرسة مع إسرائيل على الساحة الدولية للحدّ من الاختراق الذي تحقق في هذا المضمار.
وحول موضوع المصالحة الفلسطينية قال السفير غنام: إن ملف الانقسام الفلسطيني قد طُوي وإن المصالحة أصبحت واقعاً، وسيتم تجاوز بعض العقبات التي ما زالت تعترض سبيلها.
وفيما يلي نص المقابلة: في البداية، هناك من يصف الوضع الفلسطيني في هذه المرحلة بأنه غامض. كيف تُصوّر أنت من موقعك الوضع ؟
- الوضع الفلسطيني الآن امتداد للحراك الذي كان سائداً منذ فترة وتكثف بعد وقف المفاوضات مع إسرائيل بسبب إصرارها على مواصلة الاستيطان وعدم التزامها بمرجعيات عملية السلام.
ولأن المفاوضات أصبحت بلا جدوى فنحن نبحث عن بدائل، وأدركنا ضرورة التحرك نحو الأممالمتحدة للحصول على عضوية فيها لفلسطين كدولة، وهو حق قانوني لأن قرار التقسيم 181 الذي صدر عام 1948م، وشكّل شهادة ميلاد لإسرائيل ينص - شرطاً - على قيام دولة فلسطينية، وكلنا نعرف الملابسات التي حالت دون قيام الدولة الفلسطينية حتى الآن، فالقرار الأممي في ذلك الوقت نصّ على قيام دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية وتم تنفيذ الشق المتعلق بإسرائيل ولم ينفذ الجانب الخاص بالدولة الفلسطينية، لذلك نحن نسعى الآن للحصول على عضوية الأممالمتحدة بناء على هذا القرار، الذي يعتبر مستندا قانونيا لم يأت من فراغ، وعضوية فلسطين في الأممالمتحدة تنفي حق إسرائيل فيما تقوم به من عمليات توسع واستيطان في الأراضي الفلسطينية، وإذا حصلنا على العضوية، ولو كدولة تحت الاحتلال لأن الحصول على العضوية لا يعني أن إسرائيل ستخرج من الأراضي المحتالة، فسنثبت من جديد، وبقرار من المجتمع الدولي، أن كل ما تقوم به إسرائيل من إجراءات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 67 غير قانوني وبالتالي لا بد لها أن تُزال عندما يُزال الاحتلال .
هذا هو المسعى الذي نقوم به حالياً، ونجد دعماً دولياً كبيراً، والدبلوماسية الفلسطينية في الفترة الأخيرة تقوم بحملة واسعة ونشيطة على مختلف الصُّعد من أجل حشد المزيد من الدعم لقبول عضوية فلسطين في الأممالمتحدة والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحققنا حتى الآن إنجازاً كبيراً ولدينا اعتراف من 117 دولة ومن المتوقع أن يصل عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 130 دولة، ونحن نسعى إلى إقناع القوى الفاعلة لدعمنا.
الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت صراحة بأنها ستستخدم حق النقض "الفيتو" ضد السعي الفلسطيني للحصول على الاعتراف من طرف الأممالمتحدة. كيف ستتعاملون مع هذا الأمر الذي سيكون عقبة أمام طموحاتكم ؟
- الولاياتالمتحدة تدعم إسرائيل في كثير من المواقف ولا يخفى علينا ذلك، واللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة يؤثر على القرار السياسي للبلاد، ورغم أننا استمعنا إلى كلام من الرئيس أوباما جعلنا نعتقد بأن لديه نوايا حسنة حول الموضوع، إلا أنه من الواضح أن الموقف الأمريكي معادٍ للخطوة الفلسطينية ولا يؤيدها ونحن نسعى لتوضيح موقفنا للولايات المتحدة والرباعية وروسيا والدول الأعضاء في مجلس الأمن.
إذا نفذت الولاياتالمتحدة تهديدها باستخدام الفيتو ضدكم، ماهي الخطوة التي تنوون القيام بها عندئذ ؟
- سنلجأ إلى الجمعية العامة، وهناك إجراءات لابد من القيام بها تتمثل في تقديم طلب للأمين العام، الذي يرفع توصياته إلى مجلس الأمن لدراستها ثم يُعيد التوصية إلى الجمعية العامة، ونحن نعرف أن المسالة ليست سهلة، ولكننا نسعى لإقناع كل الدول، بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدم الوقوف ضدنا في حال لم تُصوّت لصالحنا.
هل تعلقون آمالاً على اجتماع الرباعية الدولية الأسبوع المقبل بواشنطن ؟ وهل ستشاركون فيه ؟
- نحن لا نغيب عن أي اجتماع نُدعى له ونسعى ونبذل الجهود مع كل الأطراف لتعزيز موقفنا والحصول على الدعم، لكننا نعرف أن مواقف كل الأطراف تُبنى على الحسابات السياسية والمصالح، ومع ذلك فنحن ونحن نكثف جهودنا للحصول على دعم أكبر من هذه الدول.
الرئيس أبومازن تحدث عن أنه في حال استخدام واشنطن ل" الفيتو" أمام المساعي الفلسطينية سيلجؤ إلى خيار آخر .. ما هو هذا الخيار؟
- الشعوب المظلومة لا تعدم الخيارات للدفاع عن حقوقها، ونحن اتبعنا وسائل كثيرة في دفاعنا عن حقنا وسعينا للحصول عليه، وإن أُغلق باب لن تنتهي الدنيا ولا بد من فتح أبواب أخرى، ولكن نحن دائماً نُعطي أولوية للحصول على حقوقنا من خلال الشرعية الدولية ودعم المجتمع الدولي ونأمل أن يتم ذلك.
ماذا سيجري إذا تم استخدام الفيتو؟ ..لا نعرف ولكن الرئيس يقول: إننا أصحاب حق ولن نترك حقنا وسنسعى بكل الوسائل التي تُتاح لنا لاسترداده.
آخر اجتماع للجنة المتابعة للمبادرة العربية عقد في الدوحة وتم فيه تشكيل لجنة برئاسة قطر لمتابعة موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية..ماهي التطورات على هذا الصعيد؟.
- نعم . تم خلال الاجتماع وضع خطة للتحرّك ويتم تفعيلها الآن، والاجتماع المقبل للجنة سيكون من المراحل المفصلية ونحن نقترب من موعد تقديم الملف للأمم المتحدة. ولا يفوتني هنا أن أُشيد بالجهد الكبير الذي تقوم به قطر، وجهود الدول العربية والإسلامية في دعم المطلب الفلسطيني بالحصول على عضوية الأممالمتحدة، فقطر تقوم بجهد استثنائي، وصادق، من أجل إيصال هذا الملف إلى مبتغاه بفضل السياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده الأمين سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبفضل جهود معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.
كيف سيكون شكل التحرّك المقبل؟ هل سيتم تشكيل وفد لزيارة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لحشد التأييد؟
- الاتصالات مستمرة في هذا المجال ولم تتوقف، والاجتماع المقبل ستتم خلاله مراجعة ما تم انجازه. والجهد المبذول في هذا الصدد كبير ومشكور، وقطر تقوم بدورها برئاسة اللجنة بدبلوماسية راقية وعلى أعلى مستوى، ونحن واثقون أننا سنتمكن من كسب تأييد معظم دول العالم، ولكن في مثل هذه الظروف تتم ممارسة ضغوط على الدول المؤيدة لنا ولهذا نحن نكثف جهودنا لضمان ألا يحدث تراخٍ في مواقف الدول المؤيدة لنا.
ما هو الشكل الذي سيتم تقديم الملف فيه إلى الأممالمتحدة ؟
- المجموعة العربية هي التي ستقدم الملف إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن.
هل نستطيع أن نقول: إن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، باستثناء أمريكا، موافقة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م.
- هناك تقدم في مواقف تلك الدول، ولكن لا نستطيع أن نقول: إن هذه المواقف حاسمة حتى الآن، روسيا مثلاً تدعم الموقف وفرنسا تؤيده، وهناك دول أخرى تُؤيّدنا وتنصحنا بالتفاوض مع إسرائيل والتروي وعدم اللجوء إلى خطوة ستكون معنوية ولكن ستكون لها انعكاسات سلبية على العملية السياسية، ونحن نقول: إننا مع أي جهة تدعم العملية السياسية وتسعى لإنجاحها شريطة أن يكون لنا شريك في العملية السياسية، والذي لا نجده في نتنياهو وحكومته التي ترفض أبسط أسس ومرجعيات عملية التفاوض.
وماذا عن الحملة الإسرائيلية الدولية ضد الجهود الفلسطينية والعربية في هذا الشأن ؟
- هناك حملة لمقاومة الجهد الفلسطيني والعربي لأن إسرائيل لاحظت مدى التقدم الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية المدعومة عربياً من خلال زيادة أعداد الدول التي تدعم الحق الفلسطيني وتدعم عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، وفي الشهور الأخيرة حدث اختراق كبير وتطوّر في الموقف الأوروبي، والذي لم يصل إلى الاعتراف الكامل ولكن جرى رفع مستوى التمثيل الفلسطيني وحصل تقدم في الخطاب الأوروبي أقرب ما يكون إلى الاعتراف.
هل يمكن القول: إن الدبلوماسية الفلسطينية والعربية قادرة على إلحاق هزيمة دبلوماسية بإسرائيل في هذا الشأن ؟
- نعم. حتى الآن نستطيع أن نقول: إن الدبلوماسية الفلسطينية أنجح من الدبلوماسية الإسرائيلية في هذا الشأن لأنها تستند إلى الشرعية الدولية وإلى مستندات قانونية دولية سليمة، وبالتالي فهي الأكثر إقناعاً، أما الحملة الإسرائيلية فتعتمد على الضغوط، وقد تكون هذه الضغوط مؤثرة لأنه في السياسية المصالح هي الأساس، ولكن حتى الآن الجهد الفلسطيني يحقق نجاحاً كبيرا ونأمل أن يتواصل، ولهذا تشنّ إسرائيل حملة شرسة من ناحية الضغوط ولغة المصالح وتستعين بمناصريها للتخفيف من الحملة العربية والفلسطينية والسجال لا زال قائما، ولكن من الواضح أن المجتمع الدولي قد ضاق ذرعاً بالصلف الإسرائيلي المتواصل لأن المطلب الفلسطيني والعربي مطلب منطقي ويستند إلى الشرعية الدولية ومرجعية مجلس الأمن وهذا يجعله أكثر إقناعاً.
ما الذي يُمكن أن يُغيّر الموقف الأمريكي ليصبح مسانداً أو على الأقل محايداً في هذه القضية ؟
- الاستطاعة موجودة إن توافرت لها شروطها، فأمريكا مثلها مثل أي دولة عظمى حساباتها الأساسية تعتمد على المصالح فإن كانت حسابات المصالح الأمريكية بأن دعم الموقف الفلسطيني يُحقق المصالح الأمريكية بالتأكيد ستُغيّر موقفها، ولكن لا نطمئن كثيراً لأن المعادلة بين المجموعة العربية والولاياتالمتحدةالأمريكية وصلت إلى أن من مصلحتها أن تعدل مواقفها خاصة في ظل القوى المؤثرة في السياسية الأمريكية ونحن على أبواب الفترة الثانية للرئاسة وتعرفون أن حسابات الأصوات أقوى من أي حسابات أخرى.
لو تحدثنا عن موضوع المصالحة الوطنية. هل سيصل الشعب الفلسطيني إلى استحقاق سبتمبر موحّداً أم أن حلم المصالحة قد تبخّر ؟
- المصالحة ليست مجرّد كلمة، وهناك حرص من كل الأطراف على إنجاحها، لكن التفاصيل تحتاج إلى جهد ووقت، وهناك أيضاً بعض العوائق، فبعض الأطراف الدولية ترى أن من مصلحتها ألا تنجح هذه المصالحة ونحن نحاول أن نتخلص من هذه العوائق قدر المستطاع، وهناك تفهم كبير من كل الأطراف الفلسطينية لهذا نتروى في إجراءات التنفيذ حتى لا نقع في هفوات قد تُؤدّي إلى إرباكات، ولكن المصالحة تسير بشكل جيّد مع الحرص على إنضاج الظروف التي تُؤدّي إلى المعادلة الصحيحة وبالتالي لا خوف على المصالحة، لأن كل الأطراف تُدرك أنها مصلحة فلسطينية وفيها فائدة لمجمل القضية والتفاصيل تحتاج إلى وقت، وتجاوز بعض العقبات، وملف الانقسام طُوي وبقي مجرّد بعبع نفسي أكثر منه واقعاً، والوضع يتغيّر لأن التغيّرات التي شهدتها المنطقة كان لها تأثير إيجابي على الوضع الفلسطيني ونأمل أن يتعزّز هذا المنهج.
يمكن أن أقول لك باطمئنان إنه لا رجعة عن المصالحة، خاصة أن الجميع يسعى في نهاية الأمر إلى جعل الكلمة النهائية للشعب الفلسطيني فهذه لمصالحة ستأتي بحكومة فلسطينية انتقالية ما بين 6 أشهر وسنة يتم في نهايتها انتخابات رئاسية وبرلمانية ومجلس وطني يعني أن يقول الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج كلمته ويُحدّد القيادة التي تتولى شؤون الشعب الفلسطيني في كل نواحيه وهذا الهدف لا يختلف عليه اثنان.نقلا عن الراية القطريه