توارثنا عن والدينا وجدينا طريقة تقميط الرضيع الصغير بقطعة قماشية صغيرة وذلك بهدف حمايته عند النوم، ولكن هل من الممكن أن تكون هذه الطريقة خاطئة؟ كشفت دراسة جديدة ان تقميط الاطفال بالطريقة التقليدية، والتي تظهر راس الطفل فقط، قد ترفع من خطر الموت السريري او ما يدعى بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS) وبالاخص في حال وضع الرضيع على معدته وليس ظهره.
واشار الباحثون في دراستهم التي نشرت في المجلة العلمية Pediatrics ان تقميط الرضع يتم تعريفه بطرق مختلفة، ولكن بشكل عام يعود لعملية لف الطفل ببطانية ما بشكل مريح، مع ابقاء اليدين داخل الغطاء وظهور الراس منه فقط.
اذ كان يعتقد ان تقميط الرضع بهذه الطريقة يساعدهم في النوم بطريقة افضل، الا ان هذا الامر من شانه ان يكون خطيرا على صحة الاطفال حسبما وجد الباحثون.
حيث علقت الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة رايتشل مون Dr. Rachel Moon قائلة: "ان الاطفال الذين تم تقميطهم اثناء النوم واجهوا خطر الوفاة بسبب متلازمة الرضع المفاجئ بنسبة وصلت الى 50-60% تقريبا".
وتمكن الباحثون من التوصل الى مثل هذه النتيجة من خلال مراجعتهم لاربع دراسات سابقة مختلفة ناقشت الموضوع نفسه في مناطق مختلفة مثل الولاياتالمتحدة البريطانية واستراليا وحتى ولاية شيكاغو الامريكية.
ولاحظ الباحثون ان خطر موت الرضيع سريرا ارتفع في حال تقميطه، كما كان الخطر كان اكبر في حال تم وضع الطفل لينام على معدته وليس ظهره.
وبينت النتائج ان الاطفال الذين تم تقميطهم، ارتفع لديهم خطر الوفاة المفاجئ بحوالي 13 مرات اكثر مقارنة باولئك الذين لم تقم امهاتهم بتقميطهم.
كما لاحظ الباحثون ان خطر الموت المفاجئ يرتفع لدى الرضيع عند تقميطه ومع تقدمه بالعمر، حيث يكون قادرا ما بين الشهر الرابع والسادس على الحركة والتدحرج في السرير، معرضا حياته للخطر بسبب ذلك.
ولم يستطع الباحثون تفسير هذه العلاقة ما بين تقميط الطفل الرضيع وارتفاع خطر وفاته بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ، الا ان الدكتورة مون عقبت: "النتائج تدعم النصائح الطبية الجديدة التي تشير بضرورة تجنب وصع الطفل على معدته او جنبه اثناء النوم"، واضافت: "من المهم تجنب تقميط الطفل فور البدء بالحركة والتدحرج في المكان وذلك حفاظا على سلامته وصحته".