تتعاون إسرائيل مع الهند لتطوير منظومة متكاملة للدفاع الصاروخي تغطى الأراضى الهندية، وذلك لمواجهة أي تهديدات صاروخية نووية أو تقليدية تتعرض لها الهند التي تعد أحد مشتري السلاح الرئيسيين من إسرائيل. وطبقا لتقارير أمريكية دفاعية، وافقت وزارة الدفاع الهندية على تنفيذ برنامج تعاون مشترك بين مؤسسة الصناعات الجوية الدفاعية الإسرائيلية المملوكة للدولة ومؤسسة رافائيل الإسرائيلية لنظم الدفاع المتطورة مع مؤسسة البحوث والتطوير العسكري الهندية ومؤسسة باهرات دياناميكس ليمتد للصناعات الإلكترونية وهي مؤسسة مملوكة للحكومة الهندية، إلا أن واشنطن تساورها مخاوف كبيرة من عواقب نقل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة إلى الهند خشية وقوعها في أيدي مخابرات بلدان تناصب العداء لأمريكا وإسرائيل. ويهدف هذا البرنامج إلى قيام إسرائيل بتطوير منظومة للدفاع الصاروخي بالتعاون مع الجانب الهندي وستكون المنظومة الجديدة مكونة من أربعة نطاقات للدفاع الصاروخي كانت إسرائيل قد طورتها في العام 2006 في أعقاب عدوانها على لبنان وهو الأمر الذي ولد لديها الحاجة إلى ضرورة تطوير منظومة متكاملة للدفاع. ووفقا لخطة التعاون الهندية الإسرائيلية سيتم دمج منظومة الدفاع الصاروخي طويل المدى الهندية المعروفة باسم / Prithvi air / وهى المنظومة التي قررت الهند نشرها في العام 2015 مع منظومة رادارية متطورة من إنتاج هندي إسرائيلي مشترك فضلا عن تنفيذ برامج تعاون مماثل لتحييد خطر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، ويأتي تنفيذ هذا البرنامج التطويري في إطار مخطط متكامل لتطوير الهند لقدراتها الدفاعية الذاتية وهي البلد التي تعد أحد أكبر مستوردي السلاح الكبار على مستوى العالم. وتتلقى مؤسسة الصناعات الدفاعية الجوية الإسرائيلية تمويلا أمريكيا كبيرا استطاعت بفضله تطوير منظومة / ارو / الدفاعية الصاروخية منذ العام 2000 وفي مطلع العام الجاري استطاعت إسرائيل الانتهاء من تجريب الجيل الثالث من منظومة الدفاع الصاروخية / ارو – 3 / Arrow-3 وذلك بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومؤسسة بوينج العالمية الأمريكية للصناعات الجوية. وأبدت الهند اهتماما كبيرا بالحصول على صواريخ / أي أيه أي / المعروفة تجاريا بالاسم / ارو / الإسرائيلية الصنع وتحدثت صحف هندية في نوفمبر 2012 عن تطلع الهند إلى شراء / ارو / وكذلك الحصول على أنظمة دفاع القبة الحديدة من إنتاج مؤسسة رافائيل للصناعات الدفاعية الجوية في إسرائيل، وفى المقابل أبدت الشركات الإسرائيلية تعطشا شديدا لإبرام اتفاقات سخية مع الهنود لكن الولاياتالمتحدة باعتبارها شريكا في برامج تطوير المنتجات الدفاعية الإسرائيلية يساورها قلق كبير من تصدير التكنولوجيا المتقدمة التي بنيت على أساسها تلك المنظومات الدفاعية تحسبا لوقوع تلك التكنولوجيا في ايدى دول معادية للولايات المتحدة مثل إيران وكوريا الشمالية. ويبدى المراقبون تخوفا من احتمالية عرقلة واشنطن لأية اتفاقات تصديرية تراها غير أمنة تنتجها إسرائيل التي كان أول ظهور تجارى لمنظومتها " القبة الحديدية " في سوق ايرو اينديا الدولى للصناعات العسكرية الذي اقيم في البنجاب وكان ذلك في فبراير من العام 2013، وفى حالة تدخل الولاياتالمتحدة في صفقات البيع الإسرائيلية للهند من المحتمل أن تلجأ الهدف إلى إقامة برامج تطوير مشترك مع الشركات الإسرائيلية لإنتاج نسخا هندية خالصة من نظم الدفاع الإسرائيلية المشار إليها. ورصدت الهند 150 مليار دولار أمريكى لتطوير قدراتها الدفاعية والتسلحية تحسبا لمواجهات مع الصين في شمالى الهند وهو ما يجعل الهند سوقا هاما لبيع إسرائيل لأنظمتها القتالية إليها، وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الصناعات الدفاعية الجوية الإسرائيلية كانت قد ابرمت عقدا قيمته 1.1 مليار دولار أمريكي مع الهند لتوريد انظمة صواريخ / بحر – جو / تكتيكية من طراز / باراك – 8 / للقوات البحرية الهندية. وتأتى التخوفات الأمريكية من مبيعات سلاح إسرائيلية فائقة التكنولوجيا للهند على الرغم من كون الهند شريكا تجاريا هاما لواشنطن تتنافس مع روسيا على اجتذابه والعمل فيه، وبحسب البيانات الصادرة عن مجلس الأعمال الأمريكي الهندى بلغ حجم التجارة العسكرية بين أمريكاوالهند خلال الاعوام العشرة الماضية 14 مليار دولار أمريكي كانت في اغلبها مبيعات سلاح أمريكية للهند. ويعد الصاروخ / السهم - 3/ أو / ارو-3 / هو صاروخ اعتراضى قادر على ضرب الصاروخ الايرانى – شهاب -3 وهو صاروخ باليستى / ارض – ارض / وكذلك التصدى لمنظومة المقذوفات / ارض – ارض / الإيرانية المتطورة المعروفة باسم / سجيل – 2 / وبحسب مطورى برنامج / ارو-3 / الاسرائيلى فان نظام عمل هذه المنظومة تقوم على تنفيذ مهمة اعتراض صواريخ شهاب وسجيل في مجال خارج الغلاف الجوى الارضى، وسيتم تعميم منظومة / ارو – 3 / للدفاع الصاروخى الإسرائيلية بحلول العام 2016. وبالنسبة للصاروخ الاسرائيلى المضاد للصواريخ / ارو – 2 / فهو منظومة مماثلة لنظام / ارو – 3 / لكنه يعنى بالتعامل مع الصواريخ المعادية الأقل ارتفاعا بينما يتصدى / ارو-3 / للصواريخ المعادية ذات الارتفعات العالية ويعد بذلك الصاروخ / ارو – 2 / مكملا لمهمة الصارويخ / ارو -3 / ويشرح الخبراء ذلك بقولهم أنه إذا افلت الصاروخ المعادى في حالة كونه في أقصى ارتفاع قوس التحليق من منظومة ارو -3 يتكفل الصاروخ / ارو – 2 / بالتدمير الصاروخ المعادى وهو في مرحلة الهبوط إلى الارض التي يكون عندها قوس ارتفاعه اقل ارتفاعا في النطاقات المتوسطة. وبالنسبة للهجمات الصاروخية القصيرة المدى فتقوم مؤسسة رافائيل الإسرائيلية ببناء منظومة متطورة للدفاع الصاروخى المتحرك تعرف باسم القبة الحديدية التي اشتهرت بالتصدى للهجمات الصاروخية القادمة من قطاع غزة، وتتمتع الصوارخ المضادة للصواريخ العاملة في منظومة القبة الحديدية بنظام كمبيوتر يقدر على التمييز بين الهجمات الصاروخية المعادية التي تستهدف مناطقا سكنية مأهولة بالسكان وتلك التي تستهدف المناطق الخالية وقد تم تعميم هذا النظام في مطلع العام 2011 وأثبتت البيانات العملية للتشغيل أن صواريخ / تامير / الاعتراضية في منظومة القبة الحديدية تبلغ قدرته الاعتراضية للصواريخ المعادية 2ر84 في المائة. وتقوم مؤسسة رافائيل الإسرائيلية للصناعات الدفاعية الجوية كذلك بتطوير منظومة دفاع صاروخى باسم حبل داوود / دافيد سلينج / يقوم على اعتراض الصواريخ الباليستية / ارض – ارض / المعادية المتوسطة الارتفاع إذا افلتت من صواريخ الاعتراض / ارو -3 / أو / ارو – 2 / وتتعاون مؤسسة رافائيل الإسرائيلية مع الجانب الهندى في بناء نظام هندى مكمل لنظام الدفاع الصاروخى اطلق عليه الاسم الكودى / سى -41 / الذي يشمل منظومات كشف وانذار وقيادة وسيطرة واتصالات وحاسبات متصلة بحواسب المخابرات وهو النظام الذي تقدمت الهند بعرض تطويره على الجانب الهندى وابدت نيودلهى أشارات قوية على الموافقة على هذا العرض وتوقيع عقد اتفاق مع إسرائيل بشأنه في غضون الاشهر الستة القادمة ليكون / سى -41 / نظاما مكملا لنظام الدفاع الصاروخى الهندى الذي تقوم إسرائيل بتطويره أيضا.