حينما كان شيخ النقاد الرياضيين نجيب المستكاوي، يكتب معلقًا على لقاءات الأهلي والزمالك، كان يسمى لاعبى الأحمر ب"العناتيل" لما كانوا يتمتعون به من صغر سن وتألق وقدرة على الإنجاز وإحراز البطولات، والأبيض ب"العتاولة" لما كانوا يتمتعون به من خبرة ومهارة وقدرة على السيطرة على الكرة وامتلاك الملعب أغلب فترات المباراة. وخلال السنوات الأخيرة، أو بالأصح منذ العام 2004، لم يحصد "العتاولة" بطولة واحدة للدوري الممتاز، رغم إمتاعه الجماهير، إلا أن إخفاقاته في الأسابيع الأخيرة من كل بطولة كانت وراء "خيبة" جماهيره و"انكسارهم". أما "العناتيل" فكانت شوكتهم أكبر وأكثر حدة، فأسعدوا جماهيرهم باحتكار البطولات لناديهم محليًا وإفريقيًا، وكانوا عونًا ل"المعلم" خلال ست سنوات في حصد بطولة أمم أفريقيا لمصر ثلاث مرات متتالية، وتفوق عددهم في تشكيلة المنتخب، ومثلوا مصدر "السعادة" للناس كل. وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أصبح "العناتيل الجدد" مصدرًا ل"بهجة" الجماهير، وسعادة نوع من "الجنس الناعم" يصعب تمييزه بين أقرانه، فتارة تضبط الشرطة نائبًا "عنتيلًا" بأحضان "عنتيلة" على الزراعي، وتارة يفتضح أمر أنف "عنتيل" جرجرته راقصة "فلول" أمام جهات التحقيق، ثم تحول "العنتيل" إلى رمز للفحولة في ثوب مدرب للكاراتيه، قبل أن يعود مجددًا إلى صورته الأولى متمسكًا بوجهة "السلف" في ملاحقة النساء وتصويرهن وإذلالهن ببطولاته التي ظهرت زوجته مشجعة وحيدة له في مدرجات المشاهدين. ولأن "الجبلاية" ليس بها "عنتيل" لديه "القدرة" على قراءة أسباب غياب البطولات عن المنتخب وخروجه المتكرر من تصفيات أمم أفريقيا، تجاهل أعضاؤها اكتشاف المواهب الجديدة في طوخ أو السنطة والمحلة، ولم يكلف أحدهم نفسه بطرح التساؤل على اجتماعات المجلس، لماذا لا يتم تسريح "العناتيل" القدامى، واستقدام "عناتيل" جدد من السنطة، يعيدون لمنتخب "الساجدين" مجده المفقود؟