نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب الثالث والثلاثون، ندوة "الرواية وصورة المكان" وتناولت أهمية ومكانة المكان في الرواية، وأنه قد يكون البطل الأقوى والأكثر أهمية في العمل الإبداعي، باعتباره جزء من الذاكرة والهوية، وأن القارئ يمكن له التعرف على مختلف تفاصيل المكان قبل زيارته بحكم قراءته للرواية. وشارك في الندوة الروائي المصري أحمد مراد، والروائية السعودية الدكتورة بدرية البشر، والروائية الإماراتية أسماء الزرعوني، وأدار الندوة، عبد الفتاح صبري. وقال الروائي أحمد مراد، الذي اتخذ من التصوير مدخلًا لكتابة الرواية: "في التصوير يكون المكان حاضرًا وأساسيًا بقوة ووضوح"، وعرض مراد تجربته الروائية ومحطاتها الأساسية، مؤكدًا أنه من خلال الكتابة يحاول تقديم صورة كاملة للقارئ عن المكان". وأضاف: "المكان والتاريخ حاضران أساسيان في عالم الكتابة والرواية بشكل خاص، وجئت للرواية من عالم التصوير". ومن جانبها، قالت الدكتورة بدرية البشر، إن معرض الشارقة الدولي للكتاب يعتبر أحد المحطات المهمة التي تعيد الأمل للكتاب والكتابة، وتؤشر على وجود جمهور حريص على القراءة. وأكدت أن هناك فلسفة تخص مفهوم المكان في الرواية، وعرضت تجربتها مع الكتابة ومدى حضور المكان في الرواية وضرورة ذلك، لما له من دور في الكشف عن تاريخ وذكريات ومشاهد ومواقف مهمة. وأضافت: "المكان في الرواية جزء من الهوية وله حضور رئيسي في الرواية، ومن خلال الرواية نتعرف على الأمكنة ونعيشها بكل تفاصيلها، فالمكان في الرواية ذاكرة وصور ومشاهد متحركة، وهو استحضار واستدعاء للذاكرة بكل ما فيها"، لافتة إلى أن الرواية ليست قطعة فنية عن الواقع، وليست عملًا توثيقيًا، بل كلاهما وأكثر، مع حضور كبير للمكان، والإنسان لا يمكن أن يعش من دون مكان، وعادة يعرف نفسه من خلال المكان، ما يعني أن المكان جزء من هويته ووجوده. وبدورها، قالت الروائية أسماء الزرعوني: "قديمًا قالوا الشعر ديوان العرب، واليوم هناك من يقول إن الراوية هي ديوان العرب، ما يؤشر على أهمية ومكانة الرواية، والمكان حاضر في الرواية ومن خلاله يعيش القارئ مختلف تفاصيل المكان ويتعرف عليه بوضوح قبل أن يزوره، فروايات نجيب محفوظ مثلًا عرفت القارئ المصري والعربي على المكان وتفاصيله قبل أن يصل إليها القارئ، وكان يتنقل فيها بين الأسطر والصفحات، وعندما تتاح له الفرصة لزيارة مصر مثلًا، فإن أول ما يتذكره ويسأل عنه تلك الأماكن والتفاصيل". وعرضت الزرعوني تجربتها عن المكان في رواياتها، وكيف يتذكر الناس تفاصيل المكان فيها، مشيرة إلى أن الروائي يستطيع أن يقدم للقارئ صورة تفصيلية عن المكان، لافتة إلى "أننا عرفنا الشارع المصري بكل تفاصيله من خلال الروايات وقبل أن نزوره". وأوضحت أن المكان قد يكون البطل الأساسي في الرواية، فقد يفرض نفسه على العمل الإبداعي أكثر من أي بطل آخر.