هو ده الفرق حضرتك، لأن الشباب في أي بلد، "طاقة"، إلا عندنا احنا بس، بنكون عبء تقيل عالدولة، بنكون طاقة سلبية غير مرغوب فينا أساسا، ورغم كدة تلاقينا مجانين وحابين نعمل أي حاجة للجمهورية بتاعتنا دى... عالأرض كان الفرق بين مشهدين يادوب خطوة، لكنها بتعبر عن ملايين الخطوات والسنوات الضوئية بينا كشباب وبين جمهورية العواجيز، إحنا لوِنَّا سلالم الكوبري والحيطان ورسمنا شجر وعصافير وحاجات ثري دى هتنطق من جمالها وواقعيتها.. بعد الجمال دة بخطوة واحدة عملية حفر عالرصيف بتقوم بيها آليات عملاقة للدولة وحفاراتها الشرسة اللي بنتهش في حجارة الرصيف المستسلم تماما لعملية التنقيب عن اللاشيء تنتهى عملية الحفر البشعة وتنصرف الآلات والحفارات في اتجاه رصيف جديد جنبه أي حاجة متلونة أو شجرة بتقاوم العولمة في زحام المدينة... بعد ما الآلات تمشي وتملا الهوا بعادم إسود كثيف بيرسم سحابات شيطانية فى الجو، بيكون المشهد: حجارة متكسر مرمية في نهر الطريق، حفرة عميقة جواها مية صفرا وفردتين شبشب مختلفين عن بعض وقعوا من العمال، رسومات "ثري دي" مليانة تراب وهباب وعوادم عصافير مخنوقة وبتكح من التلوث وبتنتحر في النيل... هو دة الفرق حضرتك بين كراكة الحي وريشة الشباب.