حرص جاليري مصر أن يستهل موسمها الجديد بعرض كبير لكوكبة من الفنانين تضم 10 من أهم الفنانين في الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة، قد تختلف أجيالهم أو مجالاتهم أو مدارسهم الفنية ، ويسير كل منهم في مشواره الفني بُغية هدفٍ ما يرصده ويتتبعه، ولكن تظل على الطريق محطات لا يضلها أي منهم تُمثل نقاط " تقاطع" تتلاقى فيها الطرق ثم تفترق لتعود وتلتقي من جديد وهكذا، هي محطات الإبداع، الحُلم، الأمل،الأسلوب المتفرد، وغيرها من محطات العمل الفني رفيع المستوى، وها هم مُجدداً في محطة جديدة على طريقهم، محطة باتت الحاضنة للعروض الفنية المتميزة والقوية منهم .. الفنان الراحل عبدالهادي الوشاحي، الفنان أحمد شيحة، الفنان عصام معروف، الفنان فتحي عفيفي، الفنان إبراهيم الدسوقي، الفنان خالد زكي، الفنان مصطفى الرزاز، الفنان محمد رضوان، الفنانة نازلي مدكور، الفنان رضا عبدالرحمن، ودعت الفنانين والنقاد والجمهور لمُشاركتها إفتتاح هذا الحدث الفني المتميز وذلك في تمام السابعة من مساء يوم الأحد القادم 28 سبتمبر. ويضم المعرض أعمالاً يُشاهدها الجمهور للمرة الأولى متنقلاً بين عوالم من الإبهار والمتعة البصرية، ففي مجال التصوير نجد أعمال الفنان الدكتور أحمد شيحة المعروف بإستخدامه خامات متنوعة تضفي على أعماله عمقاً بصرياً وثراءاً في المضمون، وكذلك لوحات الفنان الكبير الدكتور مصطفى الرزاز وأسلوبه التصويري المتفرد الضارب بجذوره في أعماق التراث ولكن في صياغات معاصرة شديدة الخصوصية، وفي مجال التصوير أيضاً هناك أعمال الفنانة الدكتورة نازلي مدكور وهي دائماً أعمال تحمل طابعاً إبداعياً خاصاً سواء في بنائية العمل أو تكويناتها اللونية التي تخرج بها عن المُعتاد مُخاطبةً وجدان المُتلقي وعقله في آنٍ واحد، وهناك لوحات الفنان الدكتور رضا عبدالرحمن الذي استطاع أن يجعل الأسلوب الرمزي رغم ندرة عناصره حكاءاً يسرد ويروي مواضيع وقضايا مجتمعية ولكن في إطار من الخيال الأسطوري غاية التشويق، وتتواجد أيضاً أعمال الفنان عصام معروف ذات السطوح الغنية بالعناصر والرموز عميقة الدلالة وعادة ما يأخذ وجه المرأة دوراً محورياً في أعماله في لغة تشكيلية تميز بها، وكذلك لوحات الفنان فتحي عفيفي الذي يتصف بقدرته على استخدام عدد كبير من المفردات في عمل واحد يحملها معاني كثيرة أيضاً للمتلقي دون أن يفقده ذلك متعته البصرية كونه أمام عمل فني جمالي في المقام الأول. أما في مجال النحت فيضم المعرض مجموعة من روائع "الوشاحي" وأعماله الفريدة التي أقل ما توصف بها أنها خوالد الوشاحي النحتية، وتتجوار معها تماثيل "زكي" البرونزيه وتكويناته غاية الجمال المعبرة عن هموم واهتمام الإنسان في صور نحتية بليغة، وكذلك أعمال "رضوان" بأسلوبه السهل الممتنع القادر على إخضاع خاماته المختلفة طوعاً لأفكاره ورؤيته، إنه مثال من طراز رفيع. كل هذا الإمتاع البصري والوجداني وكل هذا الثراء الفكري وهذا التنوع الفني إنما هو قليلُ من كثير ينتظر جمهور هذا المعرض، الذي بالتأكيد سيخرج من هذا العرض بإنطباعه وقراءته الخاصة، هو عرضُ كبير سيكون من أهم العروض التشكيلية هذا الموسم وهو بالفعل فرصة لا تفوت وجدير بالزيارة مراتٍ عدة حتى يمكن للمُتخصص والمتلقي العادي أن يوفي أعماله التي تُقارب ال30 عمل حقها، ولهذا خصص الفنان محمد طلعت مدير جاليري مصر ( 4 أ ش أبن زنكي – بجوار سفارة هولندا – الزمالك) شهرُ كامل لهذا المعرض الهام .