دول التجمع الجنوب الإفريقي "سادك" تدعو لسرعة إجراء انتخابات الرئاسة في ليسوتو

دعا تجمع دول الجنوب الإفريقي إلى سرعة إجراء انتخابات الرئاسة في ليسوتو قبل موعدها خلال عام 2017 في محاولة لتخفيف حدة الأزمة السياسية في البلاد الناجمة عن حدوث انقلاب واضح .
وكان رئيس وزراء ليسوتو توماس ثاباني قد توجه لجنوب إفريقيا ، بعدما اتهم نائبه موثيتوا مستينج بتخطيط انقلاب ضده وطلب من دول الجنوب الإفريقي ارسال قوات حفظ سلام ، وقامت الشرطة في جنوب إفريقيا بتأمين عودة ثاباني إلى ليسوتو وتوفير الحماية له مع عدم نشر قوات حفظ سلام.
وذكرت صحيفة /الاندبندنت/ البريطانية أن حدة التوتر داخل الائتلاف الحكومي زادت منذ تعليق ثاباني أعمال البرلمان في شهر يونيو الماضي في خطوة لقيت معارضة قوية من جانب ميستنج..مشيرة إلى أن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي تحيط بلاده بمملكة ليسوتو قد دعا لعقد اجتماع لقادة دول التجمع الجنوب إفريقي ؛ لبحث التطورات الأمنية في المملكة.
ودعا بيان قادة التجمع ليسوتو لالغاء تعليق أعمال البرلمان واستعادة العملية الدستورية..موضحا أن قادة الائتلاف الحكومي وافقوا على تقديم موعد الانتخابات من عام 2017 إلى موعد مبكر يتم الاتفاق عليه من خلال المشاورات.
يشار إلى أن ليسوتو التي يبلغ تعداد سكانها مليوني نسمة قد تعرضت للعديد من الانقلابات منذ استقلالها عن بريطانيا في عام 1966 .
وليسوتو أو مملكة ليسوتو، هي مملكة في داخل اتحاد جنوب إفريقيا حيث تحيط بها من جميع الجهات، وتبلغ مساحتها 355 ألفا و30 كيلو مترا مربعا ، وأرضها جبلية في مجملها، وتتمتع بمناخ معتدل في المناطق المنخفضة ، بارد على المرتفعات ولاسيما فصل الشتاء ،ليس لها على حدودها منفذ بحري أهم وأعلى جبالها هو جبل دراكينسبيرج، أعلى قمة هي قمة ثابانا نتلينيانا وأهم الأنهار نهر ماخالينج، معظم سكانها من الأفارقة، وقدر عددهم في سنة 2009 م بحوالي مليونين و67 ألف نسمة وعاصمتها (ماسييرو)، وتبادلت كل من بريطانيا وجنوب إفريقيا السيطرة عليها حتي نالت استقلالها عام 1966 وأهم منتجاتها المنسوجات والحرف اليدوية والقمح والذرة والسرجوم، وتربية الأبقار والماعز والأغنام، لغة سكانها (السبوتو) وهي لغة محلية، هذه إلى جانب اللغة الإنجليزية، وهي اللغة الرسمية.
وكان ثاباني قد هرب إلى جنوب آفريقيا بعد أن اتهم جيش بلاده بالانقلاب عليه ودانت جنوب آفريقيا تحرك الجيش ودعت إلى تسوية سلمية، حتى أن سكان ودبلوماسيين قالوا إنهم سمعوا دوي إطلاق نار في ماسيرو عاصمة ليسوتو وأن وحدات من الجيش احتلت مقر الشرطة وأحاطت بمقر إقامة رئيس الوزراء.
وقال ثاباني الذي حل البرلمان ليتجنب اقتراعا بسحب الثقة وسط خلافات في حكومته التي مر على تشكيلها عامان إنه عبر الحدود إلى جنوب إفريقيا لأنه يخشى على سلامته وكان هناك بوضوح جهد للقيام بانقلاب، وأنه في بيت ابنته في جنوب إفريقيا.
وتابع "نتخذ خطوات رصينة لوأده في مهده" مشيرا إلى أن مجموعة تنمية الجنوب الافريقي تبحث الموقف.
وأدانت جنوب افريقيا باسم المجموعة تحركات جيش ليسوتو قائلة إنها "تحمل علامات انقلاب" وطالبت قائد الجيش بإعادة الوحدات إلى الثكنات.
وقال المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب افريقيا كلايسون مونييلا في تصريحات للصحفيين في بريتوريا "أي تغيير غير دستوري في الحكومة لا يمكن تحمله".
وفي وقت سابق نفت القوات المسلحة في ليسوتو محاولتها الانقلاب على ثاباني وقال متحدث باسم الجيش إن القوات تحركت ضد عناصر في الشرطة يشتبه بأنها تخطط لتسليح فصيل سياسي.
وقال الميجر نتليلي نتوي "لا يوجد شيء كهذا عاد الوضع إلى طبيعته.. عاد الجيش إلى ثكناته".. مؤكدا أن القوات المسلحة في ليسوتو تدعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا"..مشيرا إلى أن جنديا و4 من أفراد الشرطة أصيبوا أثناء تحرك الجيش.
وأدان كومنولث الدول الافريقية الانقلاب أيضا وقال الأمين العام للكومنولث كاماليش شارما في بيان "لا تسامح البتة في الكومنولث مع أي إطاحة غير دستورية بحكومة منتخبة".
وقال ثاباني إنه أقال قائد قوات الدفاع في ليسوتو اللفتنات جنرال كندي تلالي كامولي وعين آخر في مكانه لكن المتحدث باسم الجيش قال إن كامولي لا يزال في منصبه.
وقال ثاباني إن قادة الجيوش معينون من قبل الحكومة وليس لهم أن يسألوا عمن يدير الأمور، وأضاف أنه يعتزم العودة لكن لم يقل متى.
ومنذ استقلالها عام 1966 شهدت ليسوتو عددا من الانقلابات العسكرية. وفي 1998 قتل 58 شخصا على الأقل من مواطني ليسوتو وثمانية جنود من جنوب افريقيا وتضررت أجزاء كبيرة من العاصمة ماسيرو بسبب الصراع السياسي والقتال الذي أعقبه.