" رامح صلاح " ضحية جديدة من ضحايا الإهمال الطبى في مصر بصفة عامة ومحافظة المنوفية بصفة خاصة، لقي مصرعه بسبب انعدام الضمير لدى طبيب التخدير، الذي أعطاه جرعة تخدير زائدة أثناء قيامه بإحدى العمليات الجراحية بمستشفى " المودة " بشبين الكوم. رامح، شاب في العقد الثانى من عمره طالب بكلية الهندسة، دخل إلى مستشفى "المودة " الخاص بعد سقوطه من الدور السادس بأحد المباني مصابا بإصابات في القدم، وبناء على التقارير التي تسلمها أهالي المريض بعد نقله لمستشفي شبين الكوم التعليمي أكدت استقرار حالته الصحية ؛ ولكن كان هناك بعض الكسور التي لا تشكل خطورة عليه وأوصت بعرضه على طبيب جراح وهو الأمر الذي لم يكن متوافرا في وقتها في المستشفي الحكومي الأمر الذي دفع أهليته إلى نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة لتبدأ رحلة معاناة للمريض وأهله. مستشفى خاص " تعنى الاهتمام.. رعاية افضل.. أطباء متخصصين " ولكن حدث العكس ؛ قام أهلية المريض بنقله لمستشفي خاص "المودة " على أمل توفير رعاية أفضل من المستشفي الحكومي، ولكن ما حدث أنهم فوجئوا بالأطباء يؤكدون احتياجة لعملية سريعة في الظهر والقدم، واستسلموا لأقوال الأطباء وبالفعل دخل غرفة العمليات.. الصدمة كانت بعد مرور 15 دقيقة وحدوث حالة من الهرج داخل المستشفى وفوجئوا بإحدى الممرضات تبلغهم بتدهور حالته الصحية وتوقف القلب، وأنهم استطاعوا إنعاشه مرة أخرى ولكن أصبحت حالته سيئة جدا خصوصا وان أصابع الاتهام تشير إلى أن طبيب التخدير قام بإعطائه جرعة إضافية فوق طاقته الأمر الذي تسبب معه تدهور الحالة الصحية فتوقف القلب وأثر على المخ. صلاح عباس والد المريض أكد أن الطبيب الذي قام بإجراء التخدير له مشكلات سابقه في عمليات التخدير التي قام بها وهناك حالات فارقت الحياة على يديه كما أن المستشفي يستخدم سياسة تعتيمية كبيرة؛ لافتا إلى أن الأطباء أكدوا لهم أنهم سيجلس في العناية المركزة لمدة يوم ؛ ولكن الأمر اختلف وظل في العناية لمدة 5 أيام في غيبوبة تامة وتدهور كبير بالحالة مما أدي إلى حدوث أضرار بالمخ ووفاته. وأضاف أنه قام بتحرير محضر بقسم شبين الكوم حمل رقم 5604 إداري قسم شبين الكوم ؛ اتهم فيه طبيبين بالتسبب في وفاة نجله. من جانبها قالت الدكتورة هناء سرور وكيلة وزارة الصحة بالمنوفية، إن لجنة مشكلة من مدير إدارة العلاج الحر ومدير الطب الوقائي ومكافحة العدوى قررت إغلاق جميع أقسام مستشفى "المودة " الخاصة بعد المخالفات العديدة التي شهدتها المستشفى خلال الفترة الماضية. وأضافت سرور أنها تلقت شكوى بصفة غير رسمية من أحد المواطنين وعدد من الأطباء بوجود حالة شاب في المستشفى مريض ودخل في غيبوبة بسبب جرعة تخدير زائدة، واشتكى المواطنون من وجود قصور في المستشفى، وبناء عليه تم تشكيل لجنة وتم تنظيم زيارة مفاجئة وتم إعداد تقرير بجميع المخالفات الموجودة في المستشفى وكان على رأسها عدم الالتزام بتطبيق معايير مكافحة العدوى خاصة في الآلات المستخدمة في غرفة العمليات إضافة إلى عدم وجود غرفة الإفاقة بالتجهيزات المتفق عليها، عدم ترخيص المعمل والأشعة برغم تفعيلهم، إضافة إلى وجود طبيب تكليف مسئول عن غرفة العناية المركزة وكانت تشمل ثلاثة من المرضى. وأشارت سرور إلى أن اللجنة تحفظت على الملف الخاص بغرفة العمليات وملف الأدوية التي تم إعطاؤها للمريض المصاب بغيبوبة في العناية المركزة وتم التحفظ على الأصول لإرسالها للنيابة العامة في حالة طلبها، مضيفة أنها قامت برفع مذكرة للدكتور أحمد شرين فوزي محافظ المنوفية، وتم الغلق الإداري لجميع أقسام المستشفى بالكامل عدا القسم الداخلي وتم بالفعل إغلاق المستشفى بالكامل بالشمع الأحمر.