ننشر موقع ناشيونال جيوغرافيك اليوم تحليلًا مطولًا عن حديقة "أوبيان هيل" الإيطالية، التي يستغلها الشباب الإيطالي الآن في لعب كرة القدم، ويخرج بها المسنون لتمشية كلابهم، لا يعلمون أن تحت هذه الحديقة يوجد جزء كبير من أكبر القصور في التاريخ. يعود القصر إلى حقبة نيرون، الذي وصفه بعض المؤرخون بالجنون، لقيامه بتل اثنين من زوجاته وربما والدته أيضًا، كما أمر حاشيته برشق خنجرًا في رقبته عام 68 م إلى جانب حريق روما، وكان عمره حينئذ 30 عام. قام نيرون بتأسيس القصر الذهبي " دوموس أوريا" بالرومانية، لكنه مات قبل أن يكمله، واستخدم الأباطرة من بعده جدران وخزائن القصر لبناء أساسات مناسبة للحمامات الرومانية الشهيرة، وتجاهل الأباطرة أمر القصر تمامًا على مدى 1400 سنة كاملة. وجرت أول عملية حفر لمنطقة أوبيان هيل في عام 1480 م، حينها ظن البعض انهم عثروا على أنقاض حمامات تيتوس، ولكن سقوط أحد العاملين بالحفر أدى إلى اكتشاف القصر، حيث وجد العامل نفسه تحت سقف مغطى بالرسوم الجدارية لأشهر الرسامين الإيطاليين في عصر النهضة، أمثال رافاييل، بينتوريكيو. أعلنت الحكومة الإيطالية إغلاق القصر أمام الجمهور لحين إشعار آخر، وذلك بعد تعرض سقف القصر الذهبي لانهيار جزئي عام 2010، ووصف المهندس المعمار، المشرف على عملية ترميم القصر، لوتشيانو ماركيتي، أحد الغرف الثمينة ذات السقف المقبب من ثماني أركان، وهذه الأركان مدعمة بأقواس تأتيها من الغرف المجاورة، وأضاف ماركيتي أن ذاكرة الشعوب السيئة تلغي إنجازات نيرون. حاول الإيطاليين الفاظ على تراثهم بالتبرع لإعادة ترميم القصر، وقد تبرعت شركة ديلا فالي وحدها بمبلغ 34 مليون دولار، حيث يأتي إلى إيطاليا أكثر من 10000 سائح سنويا لزيارة تمثال نيرون البرونزي الذي بناه له فيسباسيان في السنوات التالية لانتحاره، ويبلغ الرتفاع التمثال أكثر من 100 قدم، ويصور التمثال نيرون على أنه إله الشمس.