سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد 25 يوما من القصف.. هدنة مؤقتة في غزة لمدة 72 ساعة.. مصر تدعو السلطة وإسرائيل لمفاوضات بالقاهرة.. حماس تستجيب للدعوة بعد سقوط 1457 شهيدًا و4 مليارات خسائر العدوان على غزة
بعد عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر لمدة 25 يومًا وخلف 1457 شهيدا فلسطينيا في مقابل مقتل 61 جنديا إسرائيليا، بدأ صباح الجمعة سريان هدنة مؤقتة لثلاثة أيام على أن تجرى خلالها مفاوضات في القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقبل بدء سريان هذه التهدئة الإنسانية، الأولى التي يوافق عليها طرفا النزاع إسرائيل وحركة حماس منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 8 يوليو، سجل قصف مكثف وإطلاق صواريخ؛ لكن عند الساعة الثامنة ساد هدوء في القطاع. وفي غزة، أعلنت حركة حماس أن الفصائل الفلسطينية وافقت على تهدئة إنسانية متبادلة مع إسرائيل لمدة 72 ساعة تبدأ صباح الجمعة، وذلك "استجابة" لدعوة من الاممالمتحدة. ولاحقًا، أعلن مسئول في فصائل المقاومة الفلسطينية أن وفدًا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي سيتوجه من غزة إلى القاهرة الجمعة للمشاركة في مباحثات تتعلق بالتهدئة مع إسرائيل. وبدوره أعلن مسئول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الدولة العبرية وافقت على التهدئة. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: إنه "بموافقة الحكومة الأمنية المصغرة ووزير الدفاع، قبلت إسرائيل بمقترح الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة بشأن هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، تبدأ صباح الجمعة في الساعة الثامنة" بالتوقيت المحلي. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم قد قالا اليوم في بيان مشترك: إن إسرائيل وحماس اتفقتا على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة في الصراع بينهما في قطاع غزة على أن تبدأ الهدنة بينهما صباح الجمعة، تتبعها محادثات في القاهرة. وقالا في بيان مشترك: إن وقف إطلاق النار سيبدأ في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) أول أغسطس. مشيرا إلى أن "القوات على الأرض ستبقى في مكانها" في أثناء الهدنة ما يعني أن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من القطاع. وبحسب البيان، فإن بنود وقف إطلاق النار الإنساني هي: 1- يبدأ وقف إطلاق النار الإنساني الساعة 8 صباحًا بالتوقيت المحلي لإسرائيل وفلسطين (5:00 ت.غ) منذ يوم الجمعة 1 أغسطس الجاري، ويستمر لمدة 72 ساعة ما لم يتم تمديده. 2- تبقي القوات في مكانها على الأرض خلال هذا الوقت (فترة ال 72 ساعة). 3- يجب أن تلتزم الأطراف ب"ضبط النفس حتى يبدأ وقف إطلاق النار الإنساني"، وب"التقيد بشكل تام بالتزاماتهم خلال وقف إطلاق النار". 4- وقف إطلاق النار يمنح المدنيين الأبرياء "مهلة تشتد الحاجة إليها من العنف"، يتلقون خلالها "مواد الإغاثة الإنسانية العاجلة، ويمنحون فرصة القيام بأعمال حيوية، بما في ذلك دفن الموتى، ورعاية المصابين". 5- يذهب على الفور وفدان إسرائيلي وفلسطيني إلى القاهرة لإجراء مفاوضات مع الحكومة المصرية، بناء على دعوة من مصر، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومناقشة جميع القضايا ذات الاهتمام في هذه المفاوضات. وأضافا أن "هذه الهدنة مهمة لمنح المدنيين الأبرياء وقفة من أعمال العنف تشتد حاجتهم إليها". وقال البيان المشترك: إن مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط روبرت سري تلقى تأكيدات من أن كل الأطراف وافقت على الهدنة الإنسانية. وقال كيري وبان: "نحث جميع الأطراف على ضبط النفس حتى تبدأ الهدنة الإنسانية والالتزام التام بتعهداتهما في أثناء وقف إطلاق النار". مصر تتجاهل حماس في دعوتها لمحادثات القاهرة ودعت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، السلطة الفلسطينية وإسرائيل لإرسال وفديهما التفاوضيين إلى القاهرة لبحث كل القضايا ذات الاهتمام لكل منهما ضمن الإطار الذي تناولته المبادرة المصرية. وتجاهل البيان المصري حركة حماس تمامًا، فيما قالت الحركة: إنه ستستكمل الترتيبات اللازمة لتشكيل وفد فلسطيني للذهاب إلى العاصمة المصرية القاهرة من أجل إجراء مفاوضات خلال فترة التهدئة الإنسانية التي تبدأ صباح الجمعة وتستمر لمدة 72 ساعة. ولم تتحفظ حماس هذه المرة على تجاهل مصر لها، رغم أنها سبق وأعلنت أن السبب الرئيسي لرفضها المبادرة المصرية كان بسبب تجاهلها وتوجيه الدعوة للسلطة الفلسطينية. وشهدت العلاقة بين مصر وحماس توترًا كبيرًا في أعقاب الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي الذي ينتمي لتنظيم الإخوان الموالي لحماس، واتهمت مصر الحركة بتسليح السلفية الجهادية التي نفذت عمليات عديدة استهدفت الاستقرار الأمني في مصر. وقال البيان: إن "مصر تدعو السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية لإرسال وفديهما التفاوضيين إلى القاهرة لبحث كل القضايا ذات الاهتمام لكل منهما ضمن الإطار الذي تناولته المبادرة المصرية". وتؤكد مصر، حسب البيان، على "أهمية احترام الجانبين لالتزاماتهما بموجب إعلان كل منهما عن وقف إطلاق النار حتى يتسنى بدء المفاوضات في ظل ظروف مواتية ولتحقيق النتائج المرجوة منها". واعتبرت مصر أن دعوتها تأتي على ضوء ما أعلنه ممثل الاممالمتحدة والممثل الخاص روبرت سري حول تلقيه ضمانات بقبول الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف إطلاق النار الإنساني اعتبارًا من الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي لفلسطين وإسرائيل (5:00 ت.غ) ولمدة 72 ساعة قابلة للتجديد بالتوافق. وقال البيان إن الدعوة تأتي أيضا "في إطار المبادرة التي أطلقتها مصر يوم 14 يوليو الماضي والتي حظيت بدعم الدول العربية في الاجتماع الطارئ للمجلس الوزاري للجامعة وكذلك بتأييد دولي واسع عبرت عنه العديد من الدول، فضلًا عن ترحيب مجلس الأمن بها، واتصالا بما يبديه الطرفان من التزام نحو الاستجابة للدعوة بوقف إطلاق النار وتنفيذه الأمين". وقال المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم: "لم يغادر أي وفد من الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة حتى الآن، وستستكمل الترتيبات اللازمة لتشكيل الوفد الفلسطيني المكون من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وبعض فصائل منظمة التحرير للتوجه إلى مصر للتباحث حول ما هو متعلق بالحرب على غزة ورفع العدوان والتهدئة". وقال مسئول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية: "لا إسرائيل ولا أمريكا ستجلس في الجانب المقابل لحماس على مائدة محادثات القاهرة، مضيفًا أن عباس سيكون مسئولًا عن تسمية الوفد الفلسطيني في المحادثات؛ لكنه لن يحضرها. من جانبه أكد جون كيري أن بلاده سترسل وفدًا صغيرًا للمشاركة في هذه المحادثات. اتفاق فصائل المقاومة من جانبه قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إنه إقرارًا بدعوة الأممالمتحدة وبالنظر إلى وضع الشعب الفلسطيني وافقت فصائل المقاومة على تهدئة إنسانية متبادلة تبدأ الساعة الثامنة صباحًا (0500 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة مادام الطرف الآخر يلتزم بها. وأضاف أبو زهري، في تصريحات صحافية، اليوم، "أن موقف الفصائل الفلسطينية موحد حول كل القضايا المتعلقة بهذا الأمر". 4 مليارات خسائر غزة جراء العدوان من جانبها، قدرت الحكومة الفلسطينية، خسائر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بأربعة مليارات دولار. وقال وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في مستشفى الشفاء بغزة، "إن خسائر العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا بلغت 4 مليارات دولار أمريكي". وأضاف أن العدوان طال أكثر من 40 ألف وحدة سكنية، منها 5238 وحدة سكنية مهدمة كليا و30 ألف وحدة مهدمة جزئيا، منها 4374 وحدة سكنية مهدمة جزئيا بشكل غير صالح للسكن. إدانة دولية لإسرائيل بعد قصف الأونروا من جهة ثانية أعلن البيت الأبيض الخميس أنه شبه متأكد أن القصف الذي طاول مدرسة للامم المتحدة مصدره الجيش الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أن "الأمين العام للامم المتحدة أعلن أن كل الادلة تثبت على ما يبدو أن المدفعية الإسرائيلية هي السبب. ليس لدينا أي عنصر يناقض ما تقوله الاممالمتحدة عن هذا الحادث"، معتبرا أن قصف مقار الاممالمتحدة التي لجأ اليها الفلسطينيون "مرفوض تماما ولا يمكن تبريره". ومن جهته دان الاتحاد الأوربي قصف المدرسة وطالب بإجراء تحقيق فوري حول هذا العمل "غير المقبول". واستدعت إسرائيل في وقت سابق الخميس 16 ألف جندي إضافي من قوات الاحتياط لتعزيز قواتها. وجاء أمر الاستدعاء بعدما أعلنت واشنطن موافقتها على تزويد إسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها. وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، قال مدير منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بيار كرينبول الخميس لمجلس الأمن الدولي أن الفلسطينيين في قطاع غزة باتوا "على حافة الهاوية".، مشيرا إلى أنه مع وجود نحو 220 ألف فلسطيني في مراكز الاممالمتحدة في غزة "تزداد الأوضاع المعيشية في هذه الملاجئ سوءًا يوما بعد يوم"، لافتا إلى مخاطر انتشار الأمراض. وفي جنيف نددت مفوضة الاممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي الخميس بالهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الاممالمتحدة قائلة أمام الصحافيين: "لا شيء من هذه الأمور يبدو لي عرضيًّا، يبدو وكأنه تحدٍ متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على إسرائيل". من جهتها طالبت مديرة العمليات الإنسانية في الاممالمتحدة فاليري أموس بالتوصل إلى مزيد من فترات الهدنة الإنسانية، اليومية والطويلة الأمد، من أجل إغاثة المدنيين بانتظار التوصل إلى وقف إطلاق نار.