تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عددا من القضايا المهمة، والتي تشغل الرأي العام منها تطورات الأوضاع في العراق. فقال الكاتب محمد بركات في مقاله "بدون تردد" بجريدة " الأخبار" إنه حتى تستطيع أن تتفهم ما يجري في العراق الآن، لابد أن تلقي نظرة فاحصة ومتأملة على ما تعرض له العراق، وما جرى فيه من أحداث ووقائع خلال الأحد عشر عاما الماضية، والتي بدأت بالغزو والاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين، وانتهت إلى ما نحن أمامه اليوم. وأضاف " إذا ما دققنا النظر في المأساة العراقية، لوجدنا أنها بدأت بمجموعة من الادعاءات والأكاذيب الأمريكية، لتبرير ما اعتزمت القيام به من غزو واحتلال للعراق، بالمخالفة للقانون الدولي، والمبادئ الواردة في ميثاق الأممالمتحدة، والتي تحرم بل وتجرم احتلال أراضي الغير وانتهاك سيادة الدول". وتابع " كانت أكثر الادعاءات الأمريكية مخالفة للواقع التي استندت إليها الولاياتالمتحدة لشن الحرب على العراق واحتلاله في عام 2003 هي وجود ترسانة من أسلحة الدمار الشامل في حوزة صدام حسين، بما يجعله مصدر تهديد خطير لأمن وسلامة المنطقة العربية والشرق الأوسط، بل والعالم أجمع". وأكد الكاتب أن " أكثر الأكاذيب فجاجة التي أطلقتها الولاياتالمتحدة تبريرا للغزو والاحتلال، وروجت لها ونشرتها في العالم كله والمنطقة العربية على وجه الخصوص، فكانت القول بأن هدفها من الغزو هو مصلحة الشعب العراقي، وأنها تسعي لتحريره من حكم الطاغية صدام، وتحويل العراق إلى دولة ديمقراطية حرة متطورة وحديثة". ولفت الكاتب إلى أنه "باسم الحرية والديمقراطية، ولمصلحة الشعب العراقي، ولإنقاذ العالم من أسلحة الدمار الشامل، قامت ترسانة الأسلحة الأمريكية من الطائرات القاذفة، والصواريخ الكروز، والقنابل الفتاكة بتدمير العراق وهدمه وتخريبه، وتحويله إلى أشلاء ممزقة وبقايا ركام وانقاض، ثم دخلت جحافل القوات الأمريكيةالعراق واحتلته". وأوضح أنه " تحت شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، تم القضاء على الجيش العراقي بالكامل، وتحطيم وتسريح الشرطة وأجهزة الأمن، ونشر الطائفية وإشعال نيران الفتنة في المجتمع العراقي، وإشاعة الفوضى، وفتح الباب واسعا أمام العنف والإرهاب والاقتتال الداخلي والحرب الأهلية". واختتم الكاتب أنه " في ضوء ذلك كله كان من الطبيعي أن يصل العراق إلى ما هو فيه اليوم، فهذا هو حصاد ما زرعته أمريكا في الأرض العراقية منذ 2003 وحتي الآن". أما فاروق جويدة فقال في مقاله "هوامش حرة" بجريدة الأهرام إن أمريكا كانت وراء إقامة تنظيم القاعدة لتواجه بها الاحتلال السوفيتي في أفغانستان وشجعت الإدارة الأمريكية كل عمليات التمويل التي قدمت السلاح للقاعدة على أساس أنها تيار إسلامي عقائدي يحارب الشيوعية والإلحاد. وأضاف أنه بعد أن انسحبت القوات السوفيتية من أفغانستان انتشرت في العالم كوادر القاعدة ابتداء بالدول العربية والإسلامية وانتهاء بالغرب، وتحولت القاعدة إلى شبح يطارد كل دول العالم بما فيها أمريكا التي صنعتها وشجعتها وأطلقتها على بلاد العالم. وأوضح أنه بعد أحداث سبتمبر وسقوط البرجين الشهيرين قررت أمريكا أن تواجه القاعدة وأن ترصد كل تحركات زعيمها اسامة بن لادن واحتلت أفغانستان لكي تنطلق من هناك في حرب مع القاعدة لم تحسم حتى الآن. وتابع " ثم جاء احتلال العراق وتقسيمه إلى طوائف شيعية وسنية وبعد أن كانت المواجهة بين أمريكا والقاعدة في أفغانستان انتقلت الآن إلى العراق ولم تجد أمريكا وسيلة غير أن تلجأ إلى الدول العربية بعد أن خربت العراق". وأكد الكاتب أن أمريكا كانت وراء إنشاء القاعدة واحتلال أفغانستانوالعراق وسقوط الاتحاد السوفيتي وما حدث في ليبيا وتونس وسوريا واليمن وهي الآن تدفع الثمن أمام منظمة إرهابية لا أحد يعلم من أين جاءت وكيف ظهرت، موضحا أن داعش التي انتشرت قواتها في العراق تمثل سرا غامضا لا أحد يعرف كيف نشأ وما هي الأيدي التي شيدته، لافتة إلى أنه امتداد للقاعدة وهو يمثل صورة جديدة من صور الإرهاب المسلح والأخطر من ذلك أنه يملك المال والسلاح فقد وضع يده على عدد من مناطق البترول في العراق وله جسور مع سوريا وقد يمتد تأثيره إلى ليبيا ومناطق اخرى. وقال جويدة إنه رغم أن أمريكا تخلصت من زعيم القاعدة بن لادن وحاولت حصار هذا التنظيم الإرهابي الخطير إلا أنه من وقت لآخر يطل عليها ويهدد استقرار المنطقة بل العالم كله". واختتم الكاتب مقاله بالقول إن " الشبح الذي أقامته أمريكا ليحارب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان قد تكاثر في العالم كله ليصنع أسطورة جديدة للإرهاب على طريقة الأفلام الأمريكية في صناعة الوحوش والخوارق التي تكبر في المستنقعات"، مشيرا إلى أن أمريكا حاولت تصدير الإرهاب للعالم واكتشفت أنه يحاصرها وليست بعيدة عنه. أما الكاتب مكرم محمد أحمد فقال في مقاله "نقطة نور" إنه عندما يتغاضى البعض عن مواقف وتاريخ دبلوماسي مصري قدير في وزن سامح شكري، تعرف دوائر الدبلوماسية العالمية حقيقة دوره وقدراته، ليتم إبتسار مواقف الرجل وتاريخه في إنه عمل سكرتيرا للمعلومات في مكتب الرئيس الأسبق حسني مبارك، باعتبار ذلك عيبا خطيرا يصادر حقه في أن يكون وزيرا للخارجية، يصبح من الضروري أن تكون هناك وقفة جادة مع لون جديد مع ألوان الابتزاز يسود حياتنا السياسية، بسبب مفاهيم مغلوطة يروجها بعض إدعياء الثورة، تحاول حرمان البلاد من الاستفادة من طاقات وكفاءات عالية تحت ذرائع كاذبة وخائبة لاتستقيم مع الحقيقة والمنطق. وأوضح الكاتب" أن سامح شكري كان يخدم في مكتب رئيس جمهورية مصر بترشيح من وزير الخارجية يومها عمروموسي، وفق معايير محددة تتعلق بالكفاءة والقدرة لتمثيل الخارجية في هذا المنصب الذي تناوب علي شغله عدد من كبار الدبلوماسيين تم اختيارهم جميعا عن طريق وزير الخارجية باعتبارهم موظفين تكنوقراط يؤدون مهام محددة داخل مؤسسة الرئاسة، ولم يكن تعيينا سياسيا لأسباب تتعلق بالانتماء السياسي أوالحزبي أو الشللي لكنه كان تكليفا من وزير الخارجية المصرية". وفي مقاله "خواطر" بجريدة "الأخبار" قال الكاتب جلال دويدار إن أخطر ما يهدد مستقبل هذا الوطن هي جماعة محترفي "مسك العصاية من النص" الذين سرعان ما يتلونون ويظهرون على سطح الأحداث في كل عهد وعصر. وأضاف أن هذه العناصر مارست التصفيق والتهليل والتطبيل والتزمير، للعصابة التي تآمرت على تخريب وتدمير هذا الوطن، مشيرا إلى أنه على ضوء هذا الواقع فإن لا أحد يمكن أن يطلب المستحيل من هؤلاء المرضى ليقولوا الحقيقة أو التصدي للأخطاء ولكن على الأقل ولصالح ما يمكن أن يحدث في المستقبل فقد كان يمكنهم تجنب السير في الزفة بهذه الصورة الفجة والممجوجة، متابعا " ليس هذا ما كان يجب أن يكون عليه سلوكهم فحسب حفاظا على أي ذرة من الوطنية تكون قد علقت بهم.. وإنما كان عليهم على الأقل السعي لكسب قليل من الاحترام". وأكد أن الشيء المؤسف وغير الأخلاقي هو لجوء هذه الفئة إلى تغيير المواقف والمبادئ 180 درجة ليصبحوا ضد من كانوا يصفقون ويهللون لهم. ورأى الكاتب أن مسئولية استمرار وجود هذا الصنف من الناس تقع على عاتق من يقعون في حبال خداعهم وتدليسهم، لافتا إلى أنه لا أمل في بلد يقع بخطره وسذاجته في هذا الكمين ناسيا متناسيا الحكمة التي تقول «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».. هذا الاستسلام لألاعيب هذه العصابة يعد مؤشرا وللأسف بان لا أمل في خروجنا من محنتنا.