تعاني منطقة أرض الجمعيات بالإسماعيلية من العديد من المشكلات بسبب تدني الخدمات بالمنطقة، وسط تجاهل واضح من محافظ الإسماعيلية اللواء أحمد القصاص بالمنطقة التي غرقت في بحور المشكلات. وخلال جولة ل"البوابة نيوز" في شارع مسجد التقوى بمنطقة ارض الجمعيات بالإسماعيلية شاهدنا بحور من مياه الصرف الصحي الراكدة في منتصف الشارع الرئيسي والتي تعيق حركة السير وبدت على وجوه سكان المنطقة الحزن الشديد من الحشرات والقوارض التي تحيطهم من كل الجوانب بسبب مياه الصرف الصحي. في البداية يقول على موسى، أحد سكان المنطقة، إن المشكلة قائمة منذ عشرات السنوات حيث رفضت المحافظة استلام وحدات أرض الجمعيات من الجمعية لعدم مطابقتها المواصفات ومن ضمن المشاكل التي ترتبت على ذلك مشكلة الصرف الصحي في شوارع المنطقة وبالأخص شارع مسجد التقوى. وأضاف موسى: "تقابلنا كثيرا مع مسئولي الجمعية لحل أزمة السكان وكان رد المسئولين تغيير ماكينات الصرف في الوقت الذي أشاروا فيه أنه ليس الحل الجذري للأزمة ونطالب اعادة تقييم المحطة مرة ثانية من حيث الكفاءة الفنية والانشائية لها. وأوضح موسى أن المحطة أقيمت بمواصفات تخدم تقريبا 20% من الكثافة السكانية الموجودة حاليا ومع زيادة الكثافة السكانية ادى إلى عطل في ماكينات الصرف وحرق مولدات الكهرباء". وخلال الجولة التقطت كاميرا "البوابة نيوز" مشهد لأطفال صغار يلهون في مياه الصرف الصحي وصرخات الأمهات لإنقاذهم من الموت وهن يقولن "منك لله يا قصاص احنا عايزين القصاص منك في المرض اللي عايش جوا بيوتنا". وتقول ليلى سعد، أحد سكان المنطقة، إن المجارى دائمًا تطفح به، نتيجة لسوء مواسير الصرف الصحي، مؤكدًا أنه أخطر مسئولي الجمعية بذلك إلا أنهم لم يولوا اهتمامًا. وطالبت ليلى، المسئولين، بسرعة التحرك لحل هذه المشكلة، موضحة أن المسئولين في مصر سيتحركون بعد حدوث الكوارث واختتمت "ياسيادة المحافظ رد علينا نعمل ايه انقذ اطفالنا من الوباء " ومن امام محطة الصرف الصحي بالمنطقة قال الحاج كمال النجار: "نعيش مشكلة محطة الصرف منذ 2004 وتقابلنا مع العديد من المحافظين لوضع مواصفات محطة الصرف وبالمقابلة مع مسئولة هيئة الصرف الصحي لرفع كفاءة المحطة في غضون ثلاثة شهور، ويتم تسليمها بعد ذلك إلى الشركة القابضة للمياه وإلى الآن لم يتم تنفيذ وعود المسئولين وتنصر من الأزمة القيادات التنفيذية بالمحافظة رغم تسديد كل المستحقات المطلوبة من أهالي المنطقة "للأسف المسئولين في انتظار انتشار الملاريا بين سكان المنطقة ". وبالحديث مع أحمد خليفة الذي يعيش في العقار المقابل لمحطة الصرف عبر عن استيائه لما يحدث بالمنطقة وقال "احنا عايشين في عذاب ياسيادة المحافظ.. أولادنا معرضون للوباء يوميًا فهل من مجيب لمطالبنا المشروعة". وأشار خليفة إلى أنه على استعداد لبيع منزله والانتقال للسكن في ضواحي المدينة لأنها تتبع لمحطات صرف نموذجية لنحمي اولادنا من الخطر. وأردف خليفة قائلًا: "يا رئيس جمهورية الإسماعيلية أهالينا أمانة في عنقك، ويجب النظر اليهم ليس مسئوليتك المناطق التي تمر بها ذهابا إلى عملك فقط انت مسئول على كل شبر بالمحافظة وطالب القصاص محافظ الإسماعيلية أن يقوم بزيارة واقعية للمنطقة ليعيش مأساة السكان". وأضاف: "مطالبنا محددة ويجب على المحافظ أن يعترف بأخطائه إذا كان لا يستطيع حل مشكلة ارض الجمعيات ينقل تباعيتها إلى أي محافظة أخرى، مؤكدا أن الصرف الصحي يتم تحصيل مقابل له على فواتير المياه ولم نحصل على الخدمة "المحافظة تحصل أموالا دون وجه حق، القصاص يعيدنا إلى العصر الحجري " وعندما شاهدتنا حنان محمد أحد سكان شارع مسجد التقوى من شرفه منزلها بدأت تلوح بيدها على حال الشارع، مشيرة إلى أن مشاكل الصرف الصحي تطارد الأهالي داخل منازلنا وتضطرهم إلى تأجير سيارات رفع المياه على نفقاتهم الخاصة لصرف المياه بعد رحلة من المعاناة بين المسئولين، حيث زادت معاناتنا بعد انتشار انواع كثيرة من الحشرات التي تنقل لأطفالهم. وتشير فاطمة على إلى أن أهالي المنطقة يعانون من الروائح الكريهة وتجمعات مياه الصرف الصحي وانتشار الحشرات التي تهدد سكان الحي، إضافة إلى الصعوبات التي يواجهونها يوميًا، والتي تمنعهم من الحصول على الراحة في منازلهم وتهدد البيئة الصحية للحي بالكامل. ويعاني الأهالي من سوء النظافة وتجمع المياه بشكل خطير بصورة تتسبب في انتشار الحشرات بشكل كبير، وتعيق الحركة المروية بسبب حالات الهبوط في بعض الشوارع. واضطر أصحاب بعض المنازل والمحال التجارية إلى عرض عقاراتهم للبيع، للهروب من تلك المعاناة مع مياه الصرف الصحي.