يرى المجتمع الشرقى أن صون المراة دائما ما يكمن في زواجها، ليصبح المصطلح الشائع "جواز البنت سترة"، وكأن صفة الستر انتفت عنها طالما لم تتزوج، ومن هنا يكون الجميع قد أعطى الرجل إشارة خضراء للتعامل معها على انها شئ مصاب بالعوار والعيب، وان الزوج فقط هو من يعطيها الستر والصون. ويرى الزوج أنه طالما، اعطى ذلك الكائن لقب زوجة وخصص لها مسكن وصارت تأكل وتشرب "ببلاش" حسب وجهة نظره تكون بذلك مصانة وادى كل واجباته تجاهها وليس لما الحق في الغضب والامتعاض مدى الحياة، ولكن في المقابل لا يرى أنه مثلما خصص لها منزل فهى من ينظف له هذا المنزل ويجعله مؤهل للحياة فيه، وكما وفر لها طعام فهى من قام بطهيه يعنى بدونها لم يكن أي من ذلك يصلح لإقامة حياة. ورغم أهمية المنزل والمأكل والمشرب، إلا أن تلك الاشياء قادرة على إقامة حياة مجردة وفقط ليصبح لدينا إنسان يتنفس، اما الاشياء القادرة على تميز البشر عن غيره من الكائنات كثيرا ما يتجاهلها الرجل مع تلك المرأة، فهو لا يخاطب عقلها وروحها مكتفيا بتوفير الطعام لها، وحتى في ذلك فهو لم يكن منصف لها، فإذا كان المأكل والمشرب هو الصون، فسنكتشف جميعا أن البهائم أكثر صونا من النساء، فالبهيمة لا تنظف مسكنها ولا تطهى طعامها ولا تتكلف عناء أي شئ فكل شئ يصل جاهز إليها، وحتى عندما تلد يقتصر دورها مع مولودها على إرضاعه وفقط وإذا رفض الرضاعة الطبيعية، يتولى ماليكها الاهتمام به ولا تتحمل هي عناء تجهيز رضعة كل ساعتين! اما المراة هي من تقوم بعمل كل شئ لنفسها وللبية اللى بيدعى أنه صانها، لذا عزيزى الرجل عليك أن تعى إن كان الصون بالمأكل والمشرب والمسكن، فبالطبع ستكون البهائم أكثر صونا من النساء. وعليك أيضا أن تعرف إذا توقفت علاقتك بها على التعامل الجسدى سيأتي يوما وتنحصر أيضا تلك العلاقة فكل مد في الحياة يعقبه جذر، لتجدها تصرخ في وجهك بعزم ما بها معلنة العصيان عليك رافضة لسترك وصونك الذي لا يرقى لمستوى صون البهائم!