الزكام أحد أمراض الأنف، لكن ذلك ليس كل شيء، فالغشاء المخاطي الأنفي مرتبط بشكل مباشر بأعضاء أخرى: الحنجرة، الجيوب الأنفية، الأذنان وحتى الدماغ والعينين والشُعَب. قد تصاب الأعضاء كلها بفيروس الزكام أو ببكتيريا تُحفّزها هذه الإصابة الفيروسية. عندئذٍ يكون المقصود التهاب اللوزتين، التهاب الأذن (خصوصًا لدى الأولاد)، أو التهاب الجيوب الأنفية. وفي حالات نادرة قد يؤدي ذلك، بما أن الجيوب الأنفية متّصلة مباشرةً بالعينين والدماغ، إلى التسبّب بدُمل بالقرب من العينين، وفي حالات أكثر ندرة بالتهاب السحايا. مما لا شك فيه أن هذه المضاعفات النادرة لا تظهر إلا في صفوف عدد صغير من المصابين بالزكام، لكن ذلك ليس سببًا لتجاهل هذا المرض الحميد الذي يظهر بانتظام. الزكام عبارة عن فيروس يظهر باستمرار لكن من الممكن الوقاية منه أقلّه جزئيًا. إليك نصائح تساعدك في ذلك: - إذا كان أحد المحيطين بك مريضًا، إحرص على الابتعاد عنه مسافة أكثر من متر لتفادي التقاط العدوى. - لا تخرج كثيرًا عندما يكون الطقس باردًا، خصوصًا إذا كان لديك استعداد للإصابة بالزكام. فالبرد يحفّز الأنف بشدة على تسخين الهواء الذي يدخل إلى رئتينا؛ وبذلك قد لا يتمكّن الغشاء المخاطي الأنفي من مكافحة الإصابات بفاعلية. - حتى إن كان الطقس باردًا، عليك الخروج من وقت إلى آخر وتهوئة الغرف باستمرار. البقاء في المنزل سبب أساسي للإصابة بالزكام. يعالج الطب التقليدي العوارض باستعمال قطرات مضادة للاحتقان لتحسين وضع الأنف، وعقار الباراسيتامول لتسكين الألم. تستطيع التعامل مع الإصابة بالزكام بشكل طبيعي إذا اتبعت النصائح التالية: - نظّف الغشاء المخاطي الأنفي من وقت إلى آخر باستعمال مصل فيزيولوجي، وبذلك تتخلص من المخاط ما يسهل عليك عملية التنفس. - تجنب الهواء البارد أو الجاف جدًا الذي سيزيد تهيّج الغشاء المخاطي الضعيف أصلًا بسبب الزكام. - ارتَح وانعم بالدفء.. مدّ جسمك بالطاقة التي يحتاج إليها لمقاومة المرض. - رطّب نفسك باستمرار، فسيلان الأنف يسبّب خسارة في السوائل ينبغي تعويضها. - استشِر الطبيب إذا استمرت العوارض لأكثر من 10 أيام أو إذا تفاقمت بعد 5 أيام. في الشتاء، السعال أحد العوارض الحميدة التي تظهر بانتظام وهو في معظم الأحيان دليل على إصابة فيروسية. كيف تريحين طفلك من السعال؟ يذهب بعض الأهل إلى الصيدلية لشراء شراب مقاوم للسعال بغية إراحة طفلهم في حين يؤثر البعض الآخر إعطاءه شرابًا ساخنًا (أو نقوعًا) محلى بالعسل، أو حتى يجعله يتناول ملعقة عسل صغيرة. لكن ما هو الحل الأمثل لمقاومة السعال؟ درس عدد من الباحثين هذه المسألة وقارنوا فاعلية 3 أنواع من العلاجات لدى مئة طفل ما بين سنتين و18 سنة يعانون من سعال تفاقم نتيجة لالتهاب الجهاز التنفّسي. تناول البعض ملعقة من العسل، والبعض الآخر عقارًا مقاومًا للسعال (يحتوي في تركيبته بشكل أساسي على مركب دكستروميثورفان dextrométhorphane) أو علاجًا وهميًا يتناوله قبل النوم. بعدئذ راقبوا وتيرة السعال، قوته والمضاعفات المرتبطة بالنوم لدى هذه المجموعات الثلاث، وحصلوا على المعلومات عبر الهاتف من خلال الاتصال بأمهات الأولاد. منذ اليوم التالي، تحسّن سعال الأولاد الذين تناولوا ملعقة من العسل. خفّت قوة سعالهم ووتيرته وتحسّن نمط نومهم. في المقابل، كان التحسّن ضئيلًا جدًا بالنسبة إلى الأولاد الذين تناولوا عقارًا مقاومًا للسعال أو علاجًا وهميًا. كذلك، لم يحقق الدواء نتيجة أفضل من العلاج البديل وهذا ما يثير الشكوك بشأن فائدة الأدوية المقاومة للسعال وفاعليتها. يمثّل العسل أكثر حل فاعليةً لمعالجة السعال (لدى الأولاد ما بين عامين و18 عامًا) وهو أفضل بكثير من الأدوية التي لا تأتي بأي نتيجة. من هنا يفضَّل عدم إعطاء الأولاد أي أدوية والاكتفاء بإطعامهم ملعقة عسل. أما إذا استمر السعال لأكثر من أسبوع، فينبغي استشارة الطبيب. الزكام مرض حميد وغير خطير لكنه يظهر بانتظام لدى الأولاد والكبار، خصوصًا في الشتاء. كمعدّل متوسّط، يُصاب البالغون بالزكام مرتين إلى 4 مرات سنويًا، والأولاد 6 إلى 10 مرات. قد تُعزى الإصابة بالزكام إلى 200 فيروس مختلف (الفيروسات الأنفية rhinovirus والفيروسات التاجية coronavirus)، لكن لا يمكن تحديد أسباب معينة له ومن هنا، نحن لا تتوافر أي علاجات وقائية لتفادي الإصابة بالزكام، أو حتى أدوية فعلية لمعالجته. عشبة الردبكية البنفسجية أو الأكناسيا Echinacea معروفة بخصائصها المقاومة للزكام، وقد أصبحت منتشرة جدًا في الولاياتالمتحدة: يستعملها 40 في المئة من الأميركيين مرة على الأقل سنويًا، بشكلها الطبيعي أو ضمن مكملات غذائية. تطرقت عشرات الدراسات السريرية إلى فاعلية هذه النبتة المفترضة في مكافحة الإصابة بأمراض الأنف والحنجرة والأذن، وقد خلصت إلى نتائج متناقضة أحيانًا. لكنّ تحليلًا عامًا للنتائج المتوافرة أفضى إلى الخلاصة التالية: تسمح الأكناسيا بالحدّ من خطر الإصابة بالزكام بنسبة 58 في المئة وتقليص فترة الإصابة بالمرض بمعدل يوم ونصف اليوم تقريبًا. لا تزيد فاعلية هذه العشبة إذا تناول المريض بالتوازي مركبات أخرى يفترض أنها تكافح الزكام كالفيتامين C، نبتة الكينا eucalyptus والصعتر.تقدّر أكثر جرعة فاعلية وتنصح بها منظمة الصحة العالمية ب3 غرامات يوميًا. تحفّز هذه العشبة جهاز مناعتنا وقد يُعزى ذلك إلى وجود مركب كيماوي من فصيلة مركبات الفينول ويسمى الردبكية البنفسجية E. purpurea.