- الغضب يجتاح الجمهور والصحفيين في حفل ختام مهرجان "كان" - "البيات الشتوي" يفوز بالسعفة الذهبية والسينما الفرنسية تخرج من المولد بلا حمص! خيبة أمل وحالة غضب أصابتا جمهور حفل ختام مهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته السابعة والستين التي اختتمت فعالياتها، مساء أمس السبت، خاصة من الصحفيين والنقاد الذين حضروا الختام في قاعة مجاورة تبث وقائع الحفل على الهواء مباشرة، ولكن البث تعطل عدة مرات أثناء الحفل لدرجة أن الجمهور الذي وقف لأكثر من ساعة في الشمس الحارقة انتظارا للدخول لم يستطع مشاهدة معظم الحفل. وأضيف لخيبة الأمل في الاستمتاع بالحفل صدمة كبيرة في بعض نتائج الجوائز، التي جاءت خارج توقعات الأغلبية، مع أنها لم تخرج كثيرا عن التوقعات التي كتبتها أمس. ومن الواضح أن لجنة التحكيم التي ترأستها المخرجة النيوزلندية جين كامبيون، قررت استبعاد المخرجين الذين حصلوا على السعفة من قبل، وهو قرار راح ضحيته فيلمي "يومان وليلة" للأخوين داردان و"السيد تيرنر" لمايك لي، وفيما عدا ذلك جاءت الجوائز حسب توقعاتي وأمنياتي وأيضا حسب مخاوفي. جائزة التمثيل ذهبت إلى تيموثي سبال عن فيلم "السيد تيرنر"، وهو ما توقعته بالأمس بالإضافة إلى أنني كتبت بالنص في رسالة سابقة عندما عرض الفيلم أول أيام المهرجان: والفيلم يتميز، بجانب تصويره الفذ ومواقع تصويره الساحرة بأداء ممثليه، وعلى رأسهم الممثل تيموثي سبال الذي أدى دور تيرنر، في أداء يصعب أن تتجاهله لجنة التحكيم، حتى لو كنت أكتب ذلك قبل مشاهدة باقي أفلام المسابقة!". جائزة سبال كانت متوقعة، ولكن الصدمة الأكبر في الجوائز كانت عدم فوز ماريون كوتيار بجائزة أفضل ممثلة، والتي كانت تستحقها بجدارة، وقد كانت جائزتها هي الفرصة الوحيدة لأن تفوز فرنسا، منظمة المهرجان، بجائزة، طبعا إذا نظرت إلى جودار، الذي فاز بجائز لجنة التحكيم باعتباره سويسري مقيم في فرنسا. جائزة التمثيل نسائي ذهبت إلى الأمريكية جوليان مور عن فيلم "خريطة للنجوم"، وهو دور رائع بالفعل حتى لو كانت كوتيار هي الأحق، وقد وصفت هذا الدور في رسالة سابقة عقب مشاهدة "خريطة للنجوم": و" تؤدي مور دور الممثلة التي تغادر شبابها وتودع أنوثتها بأسلوب ساخر جدا من المؤكد أنه سيجلب لها ترشيحا للأوسكار العام القادم"! جائزة لجنة التحكيم الخاصة مثلت صدمة أخرى بعد أن قررت اللجنة منحها مناصفة بين أكبر وأعظم مخرج في المسابقة وهو جان لوك جودار وأصغر وأتفه مخرج فيها وهو زافير دولان مخرج فيلم "الأم" الذي أبديت تخوفي الشديد بالأمس من أنه يمكن أن يفوز. الفكرة خاطئة أن يحصل أي من الاسمين على الجائزة : جودار لأنه أكبر من الجائزة بكثير، ودولان لأنه أقل منها بكثير، ولجنة التحكيم زادت الطين بلة بفكرة مشاركتها بين الاثنين. جائزة أفضل سيناريو حصل عليها فيلم "الحوت" للمخرج أندريه زيجانتسيف، وهي أفضل الجوائز في رأيي وقد تمنيت بالأمس أن يحصل الفيلم عليها وكتبت بالحرف: و"بشكل شخصي يمكنني أن أدافع عن سيناريو فيلم "الحوت" الذي يحتوي أيضا على سيناريو مركب ومختلف وشديد البراعة." جائزة الإخراج ذهبت إلى فيلم "فوكس كاتشر" للمخرج الأمريكي بينيت ميلر، وهو يستحقها بالفعل، وكتبت بالأمس: "ربما تذهب جائزة الإخراج كنوع من الترضية لفيلم "البحث" أو "فوكس كاتشر"، كما كتبت أيضا: " في حالة خروج "فوكس كاتشر" من سباق الجوائز السابقة، يجب أن يتم ترضيته بجائزة التمثيل على الأقل". الجائزة الكبرى التي تعد أهم الجوائز بعد السعفة الذهبية ذهبت إلى الفيلم الإيطالي "الأشياء الرائعة"، وكنت تقريبا الوحيد في العالم الذي توقع فوزه بالأمس بالرغم من أنني رشحته لجائزة لجنة التحكيم وليس للجائزة الكبرى، ولكن بما أن اللجنة استبعدت فيلمي داردان ولي، فقد سمح ذلك بالتقدم خطوتين. السعفة الذهبية ذهبت إلى "البيات الشتوي" للتركي نوري بيلج جيلان، وهو يستحقها بالفعل، وقد رشحته بالأمس للجائزة الكبرى، ولكن لنفس السبب المذكور أعلاه فقد تقدم خطوتين لينتزع السعفة الذهبية!.