نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالاً للمحلل ماكس فيشر تحت عنوان «الرئيس الإيراني الجديد: أفضل أمل لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب»، استهله مشيراً إلى الفوز الساحق الذي حققه رجل الدين المعتدل والمفاوض النووي السابق، حسن روحاني، في انتخابات الرئاسة الإيرانية ليحل محل الرئيس محمود أحمدي نجاد. وأوضح الكاتب، أن عدداً من مراقبي إيران في الولاياتالمتحدة رأوا أن روحاني هو المرشح الرئاسي الأكثر احتمالاً لتخفيف حدة التوتر مع الغرب، وربما نزع فتيل الأزمة النووية الإيرانية المتفاقمة. ولفت الكاتب إلى أن سجل روحاني على صعيد القضايا النووية يدل على أنه يؤيد تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية على غرار الكثير من الإيرانيين، ولكنه أيضاً مستعد للتفاوض والتعاون، وكلها مؤشرات واعدة على حل التوترات النووية. فقد قاد روحاني المفاوضات النووية الإيرانية في الفترة ما بين عامي 2003 و2005، واكتسب سمعة جعلته يُلقب ب«الشيخ الدبلوماسي»، حيث وافقت إيران خلال هذه المرحلة على وقف تخصيب اليورانيوم والتعاون مع المفتشين النوويين الدوليين، كما عمل روحاني خلال ولاية الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، وكتب مذكرات عن ولايته، دافع فيها عن برنامج التخصيب السلمي، ولكنه أكد أيضاً على أهمية التواصل دبلوماسياً مع الغرب. وقال فيشر، إن كثيرين لا يتوقعون حدوث تحول مفاجئ في البرنامج النووي الإيراني أو موقف طهران تجاه الغرب عقب وصول مرشح معتدل إلى مقعد الرئاسة، غير أنه في المسألة الأخيرة، بدت المؤسسة السياسية الإيرانية في خضم نقاش حول ما إذا كان الوقت قد حان للدخول مع الولاياتالمتحدة في محادثات واسعة النطاق. وقد أكد روحاني مراراً على حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير، ولكن يبدو أن فوزه يُعزى إلى حد كبير إلى موقفه إزاء القضايا الاجتماعية والاقتصادية الداخلية التي تفوقت على السياسة النووية في حملة انتخابات الرئاسة. وقال الكاتب، إن هناك ثلاثة أسباب تفسر قدرة روحاني على دفع خامنئي والشعب الإيراني نحو تسوية نووية مع الغرب، وذلك وفقاً لرئيس المجلس الأمريكي الإيراني الوطني تريتا بارسي: أولاً: سوف يلجأ روحاني على الأرجح إلى تعيين ساسة براجماتيين وتكنوقراط في أهم المناصب الوزارية والمؤسسية، التي هيمن عليها المتشددون خلال السنوات الثماني الماضية. ثانياً: يتمتع روحاني بسجل من العثور على «المصالح المشتركة» بين الغرب وإيران، وتأييد المقترحات التي تعد مستساغة بالنسبة للولايات المتحدة وخامنئي على حد سواء. ثالثاً: يرى خامنئي على ما يبدو أن مخاطر المواجهة تتجاوز مخاطر التسوية، ومن ثم، فقد يزود روحاني المرشد الأعلى بفرصة اتباع نهج تصالحي مع الغرب دون تقويض مصداقية تشدده. واختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أن إيرانوالولاياتالمتحدة حاولتا التواصل مع بعضهما البعض عدة مرات في الماضي، ولكن لم تكونا قط على استعداد للتنازل سوياً، ولم تأت هذه المرحلة بعد، ولكن روحاني يبدو مؤهلاً لقيادة إيران إلى هناك.