قال الروائى يوسف زيدان “,”إلى المخدوعين بالوَهم المسمى (إحياء الخلافة) لعلكم لا تعلمون أني في زمن الصِّبا، كنتُ مثلكم مُتعلّقًا بهذا الحُلم الورديّ الذي سرعان ما رأيته ينقلبُ كابوسًا مريعًا في الصومال، وفي أفغانستان، وفي العراق، وفي سوريا الحالية، وفي نواحٍ أخرى تاليةٍ من ديار المسلمين، يظنُّ بعضُ أهلها أن الظنَّ يُغني عن الحقّ شيئًا، وسَاءَ ما يحكمون. وتابع زيدان قائلًا: على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “,”فيس بوك“,”: اعلموا أيها الإخوة أن “,”تجارة“,” الخلافة راجت في ديار المسلمين مرتين؛ الأولى عندما أراد العسكرُ الحاكمون الذين لم يُعرف لهم أهلٌ ولا آباء المماليك أولاد الناس إكساب حُكمهم لمصر والشام شرعية، فأحيوا الخلافةَ العباسيةَ بأن حبسوا في قلعة الجبل بالقاهرة مسكينًا من ذرية العباسيين أسموه سلطانًا، وهو لا سلطةَ له ولا بيديه أمرٌ أو نهي، وباسمه حكموا الديار. وقال زيدان: وفي المرة الأخرى جرت عَقب إسقاط مصطفى كمال، المُلقّب بأبي الأتراك أتاتورك لخلافة العثمانيين التي كانت قد اهترأت، وهرَّأت البلاد، فأراد ملوكُ ذاك الزمان استغلال هذا الإسقاط في إسقاط الدين على الدنيا، وتنادوا لإحياء الخلافة ليكون سلطانهم هم أوسع وأرسخ، وقد نادى هؤلاء الملوكُ على الجُهّال والمُتجاهلين والمخدوعين وعلماء السلطان؛ للاستعانة بأوهامهم لتحقيق حلمهم. فانتشرت الخُرافةُ التي ما أنزل الله بها من سلطان، وظنَّ البعضُ أن الخلافة بالمعنى السياسيِّ هى أصلٌ من أصول الإسلام، وعبث ما بذله النابهُ المصريُّ“,” علي عبد الرازق “,”لتبيان أن هذا الوهم محض تهويلٍ وتهليل، إذ صخب عليه أصحابُ المصالح، وآذوه.. ثم أوذي من بعده مسلمون كثيرون، تركوا قيادهم لهذا الوهم الذي يروّج له المتوسّلون بالدين للدنيا. واختتم زيدان حديثه قائلًا: “,”استفيقوا أيها الإخوة، رحمكم الله، وأرجعوا البصر كرّتين ينقلبُ إليكم البصرُ خاسئًا وهو حسير“,”.