قال وزير الثقافة الفلسطينى عماد حمدان، إن وزارة الثقافة تثمن الموقف التاريخي والشجاع الذي اتخذه أكثر من 1300 من أبرز صُناع السينما في العالم، بينهم ممثلون ومخرجون ومنتجون عالميون حاصلون على جوائز الأوسكار والبافتا والإيمي وكان وبرلين والبندقية والسيزار والغويا والبيبودي، والذين أعلنوا رفضهم التعاون مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية المتورطة في الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني. إشادة بالموقف التاريخي للفنانين العالميين وأضاف: "أن أسماء لامعة مثل أوليفيا كولمان، ايو ايدبيري، مارك رافالو، ريز أحمد، تيلدا سوينتون، خافيير بارديم، يورغوس لانثيموس، آفا دوفيرناي، آصف كاباديا، إيما سيليجمان، بوتس رايلي، آدم مكاي، جوشوا أوبنهايمر، ومعهم كبار المخرجين والكتاب والمنتجين من مختلف أنحاء العالم، أكدوا أن الفن الذي يصمت على الجرائم يتحول إلى تواطؤ، أما الفن الذي ينحاز للإنسانية فهو مقاومة، قائلاً إن هؤلاء الفنانين عبروا بقرارهم عن حقيقة أساسية بأن الثقافة وسيلة لمواجهة الظُلم والاضطهاد". وأكد أن هذا الموقف المستمد من تجربة "صُناع الأفلام المتحدون ضد الفصل العنصري" الذين رفضوا في ثمانينات القرن الماضي التعامل مع نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، معتبراً أن ما يجري اليوم يشكل منعطفاً تاريخياً في مسار العدالة الثقافية، مضيفاً: "حين تقر أعلى محكمة في العالم، محكمة العدل الدولية، بوجود خطر معقول لوقوع إبادة جماعية في غزة، فإن التواطؤ مع الاحتلال لم يعد مجرد انحياز سياسي، إنما مشاركة مباشرة في هذه الجريمة". شهادة على حيوية الضمير الإبداعي العالمي وشدد "حمدان" على أن الموقف يشكل شهادة أخلاقية على أن الضمير الإبداعي العالمي مازال حياً، وأن الثقافة والفن يستطيعان التصدي لمحاولات الاحتلال استخدام السينما والفن كأداة لتجميل صورته وطمس جرائمه. فهذا الموقف يتجاوز التضامن العاطفي والوجداني، ليكون وسيلة ضغط عالمي على الاحتلال. وأوضح أن وزارة الثقافة ترى في هذه الخطوة رافعة أخلاقية وإنسانية تعزز من دور الحراك الثقافي والفني في مواجهة الإبادة والظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، داعياً كل المؤسسات السينمائية والمهرجانات الدولية والجامعات الفنية إلى تبني مواقف مماثلة والانضمام إلى هذه المقاطعة العالمية. فلسطين منارة للأحرار واختتم البيان بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني، وهو يواجه أبشع صور الإبادة الجماعية، يجد في مثل هذه المواقف رسالة واضحة بأن معركته غير معزولة عن العالم. قائلاً إن فلسطين ستبقى منارة وعنواناً لكل صوت حر، ولجميع الأحرار في العالم ضد جميع أشكال الاحتلال والاستعمار والاضطهاد حتى تتحقق العدالة والحرية وتنهار آخر قلاع الاستعمار والتمييز العنصري.