في عام 2015، أطلق النحات الكندي "تيم شمالتز" صرخة فنية مدوية عبر تمثال غير تقليدي الي المسيح، حمل عنوان "المسيح الفقير الذي ليس له موضع يسند إليه رأسه". عملٌ فني أثار الجدل، وألهم الكثيرين، وترك بصمة إنسانية وروحية لا تُنسى. المسيح نائمًا على مقعد جسّد النحات تمثالًا بالحجم الطبيعي، يُظهر المسيح وهو نائم على مقعد في الحديقة، حافي القدمين، وعليهما آثار الصلب، وفق العقيده المسيحيه و يظهر جسده من تحت بطانية بسيطة. التمثال لا يُظهر وجه المسيح بوضوح، مما يرمز إلى أن كل متشرّد وكل فقير هو صورة للمسيح. تم تثبيت التمثال في أحد المقاعد العامة التي غالبًا ما يلجأ إليها المشردون للنوم أو انتظار بقايا الطعام، في رسالة فنية وإنسانية قوية. الفكرة: لحظة غيرت حياة النحات جاءت الفكرة لتيم شمالتز عندما كان يقود سيارته في شوارع تورنتو، فرأى المدينة تضج بالحياة، الناس يركضون نحو أعمالهم، الأسواق مزدحمة، والكل في عجل. لكنه فجأة لمح رجلًا مشردًا نائمًا على مقعد تحت بطانية بالية. مشهد واحد أوقفه، وصار شرارة لانعطافة جذرية في مسيرته الفنية. رسالة العمل: المسيح مع الفقراء كلّف التمثال ما يقارب 40,000 دولار أمريكي، وهو الآن موجود أمام إحدى الكنائس في مدينة سيدني، أستراليا. ورغم الهجوم الذي تلقّاه شمالتز بسبب كلفة العمل ووضع يسوع في وضعية النوم بدلاً من الوقوف كما جرت العادة في الكنائس، إلا أن النحات دافع عن فكرته قائلاً:"بهذا المبلغ، أرسل رسالة أقوى: إن المسيح لم يكن له مكان ليسند إليه رأسه، وهو حاضر اليوم في صورة كل فقير ومشرّد."
ردود الفعل: إسعاف لتمثال! أثار التمثال تفاعلاً واسعًا، ووصل الأمر ببعض المارة إلى الاتصال بالإسعاف والشرطة ظنًا أن التمثال رجل حقيقي يرتعش من البرد. وعند وصولهم، اكتشفوا أن الأمر مجرد تمثال، لكنّ الرسالة وصلت بقوة. أثر العمل: دعم أكبر للمشردين تحوّل التمثال إلى رمز عالمي للتعاطف مع المشردين، ونتج عنه زيادة في حملات التبرع والمساعدات للمحتاجين، وأصبح من أكثر الأعمال الفنية التي تتناول الجانب الاجتماعي في حياةالمسيح واقعيةً وتأثيرًا. خاتمة: فنّ يُوقظ الضمير "المسيح الفقير" ليس مجرد تمثال، بل هو دعوة لليقظة، ولرؤية يسوع في كل محتاج ومتروك. أراد تيم شمالتز أن يصرخ بعمله في وجه العالم: "لا تمرّوا على الفقراء وكأنهم غير مرئيين... فربما تمرّون على المسيح نفسه."