يظلّ يوحنا الرسول شخصية استثنائية بكل المقاييس في تاريخ الكنيسة فهو التلميذ الحبيب، وصاحب البصيرة اللاهوتية العميقة وفق العقيدة المسيحية ، والوحيد من بين الرسل الاثني عشر الذي لم يُستشهد، بل توفي بعد عمر طويل في الخدمة للمسيح. تلميذ المحبة الذي رافق المسيح حتى الصليب يوحنا هو ابن زبدي وأخو يعقوب، وكان يعمل مع والده في مهنة الصيد على شاطئ بحر الجليل دعاه المسيح مع أخيه ليكونا من أوائل تلاميذه و لقّبه المسيح ب"ابن الرعد" مع أخيه يعقوب، لكنه اشتهر لاحقًا بلقب "التلميذ الذي كان المسيح يحبه" كان يوحنا حاضرًا في أهم لحظات حياة المسيح : شهد التجلي، العشاء الأخير، وساعة الصليب، حيث أوصى المسيح إليه بأمه العذراء مريم، فاستقبلها في بيته كأم له و ظلّ يوحنا قريبًا من الكنيسة في أورشليم ثم انتقل إلى أفسس حيث خدم المؤمنين هناك لسنوات طويلة.
كاتب أعظم النصوص اللاهوتية ومَن رأى السماء و فق العقيدة يُعد يوحنا من أهم كتّاب العهد الجديد، إذ كتب إنجيل يوحنا، الذي يركّز على لاهوت المسيح وأعماله الإلهية وفقاً للعقيدة المسيحية ،و ثلاث رسائل تحمل تأملاته في المحبة الإلهية والنور والحق و سفر الرؤيا، الذي كتبه أثناء نفيه إلى جزيرة بطمس، ويُعد أعمق أسفار الكتاب المقدس من حيث الرمزية والنبوءات ووفقًا للتقليد الكنسي، حاول الرومان اضطهاده عدة مرات، حتى إنهم ألقوه في زيت مغلي لكنه لم يُصب بأذى، فنفوه إلى جزيرة بطمس، حيث نال هناك رؤى السماء وكتب سفر الرؤيا.
الوحيد بين الرسل الذي مات ميتة طبيعية على عكس باقي الرسل الذين نالوا إكليل الشهادة، فإن يوحنا الحبيب عاش حتى سن متقدمة، ويُقال إنه توفي بسلام في مدينة أفسس، بعد أن خدم الكنيسة لأكثر من سبعين عامًا ، وقد ترك وصية خالدة في نهاية حياته كان يكررها دائمًا: "يا أولادي، أحبوا بعضكم بعضًا" ، ويُحتفل بتذكاره في الكنيسة يوم 8 مايو (نقل رفاته) و26 سبتمبر ( رحيله )، ويُعتبر شفيعًا للكتاب والمفكرين .