أعربت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس عن قلقها العميق إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات الأرمنية بحق الكنيسة الأرمنية الرسولية والمقرّ الروحي الأعلى لها، كرسي إتشميادزين الأم، الذي يُعد من أعرق المؤسسات الدينية في أرمينيا. وفي بيان رسمي صادر عن البطريركية، عبّر البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني، باسم الكنيسة السريانية وأعضاء المجمع المقدس من المطارنة، عن "تضامن كامل ودعم أخوي عميق" مع قداسة كاريكين الثاني، كاثوليكوس عموم الأرمن، ومع الإكليروس والشعب الأرمني في هذه المرحلة "العصيبة والدقيقة". إدانة احتجاز الكهنة واقتحام المواقع المقدسة أكد البيان أن أي محاولة للمساس بقدسية المقر الروحي، أو عرقلة إدارته الكنسية الداخلية، أو استهداف الكهنة والأساقفة، تُعدّ "انتهاكاً خطيراً لحرية الدين واستقلالية الكنيسة". وأشار إلى أن "احتجاز رجال دين والتعدي على الأراضي المقدسة والتدخل في الحياة الكنسية يعد تقويضاً للأسس الروحية للأمة الأرمنية، وانتهاكاً لاستقلال الكنيسة العريق والمصون." دعوة للحوار وحماية الإرث المسيحي وأعلنت الكنيسة السريانية رفضها القاطع لمثل هذه التصرفات، مجددة التزامها الراسخ بمبادئ الحرية الدينية وحق الكنائس في إدارة شؤونها دون تدخل سياسي أو أمني. واختُتم البيان بالدعاء "من أجل القوة والحكمة والسلام للكنيسة الأرمنية"، مع دعوة صريحة للحكومة الأرمنية إلى "اتباع طريق الحوار العادل، واحترام المؤسسات الدينية التي شكلت هوية الأمة وساهمت في حفظ التراث المسيحي على مدار قرون طويلة".