تشهد دول جنوب أوروبا موجة شديدة لارتفاع درجة الحرارة اليوم الاثنين دون أي انفراجة قريبة في الأفق وتعاني إسبانيا والبرتغالوإيطالياوفرنسا من موجة حر خانقة منذ أيام حيث وصلت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية (114 درجة فهرنهايت). فرنسا وضع خبراء الأرصاد الجوية 84 مقاطعة من بين 95 مقاطعة في البلاد (باستثناء أقاليم ما وراء البحار) في حالة تأهب برتقالي يومي الاثنين والثلاثاء مع احتمال أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية (104 درجات فهرنهايت) ومن المتوقع أن تستمر موجة الحر حتى منتصف الأسبوع على الأقل. وصرحت وزيرة التحول البيئي الفرنسية أنييس بانييه روناشيه بأن هذا الانتشار الجغرافي غير مسبوق. ودعت الوزيرة الشركات إلى حماية موظفيها وسيتم إغلاق حوالي 200 مدرسة حكومية من بين 45 ألف مدرسة جزئيًا أو كليًا أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، كما أوردت قناة تي في 5 موند الفرنسية. مدريد وصلت درجة الحرارة إلى ما يقارب 40 درجة مئوية وأمس الأول السبت سجلت إسبانيا بالفعل أعلى درجة حرارة حيث بلغت 46 درجة مئوية في جرانادو الأندلس (جنوب غرب البلاد). وبلغت درجة الحرارة ذروتها السابقة في إشبيلية في يونيو 1965 عند 45.2 درجة مئوية. وتم تسجيل رقم قياسي في المياه أيضًا: تجاوزت درجة الحرارة في البحر الأبيض المتوسط 26 درجة مئوية في جزر البليار، وهي عتبة "معتادة في منتصف أغسطس وفقًا للوكالة الوطنية للأرصاد الجوية. إيطاليا أعلنت 21 مدينة حالة تأهب قصوى أمس الأحد تحسبًا لارتفاع شديد في درجات الحرارة بما في ذلك ميلانو ونابولي والبندقية وفلورنسا وروما، حيث تمركزت سيارات الإسعاف بالقرب من المواقع السياحية. وأبلغت أقسام الطوارئ في المستشفيات الإيطالية عن زيادة بنسبة 10% في حالات الإصابة بضربة الشمس وفقًا لماريو جوارينو نائب رئيس الجمعية الإيطالية لطب الطوارئ خاصة في المدن التي لا تسجل درجات حرارة مرتفعة فحسب، بل أيضًا نسبة رطوبة أعلى. وقال إن الضحايا الرئيسيين هم كبار السن ومرضى السرطان أو المشردون الذين يعانون من الجفاف أو ضربة الشمس أو الإرهاق. وتم تركيب ملاجئ مناخية في بولونيا وتم توزيع أجهزة إزالة الرطوبة على المحتاجين في أنكونا. وأشار إيمانويل بيرفيتالي الباحث في المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث إلى أن موجات الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط أصبحت أكثر تواترًا وشدة في السنوات الأخيرة حيث وصلت ذروتها إلى 37 درجة مئوية أو أكثر في المدن حيث يفاقم تأثير جزيرة الحرارة الحضرية من ارتفاع درجات الحرارة. ويشير العلماء إلى أن موجات الحر المتكررة تعد مؤشرًا قاطعًا على الاحتباس الحراري ومن المتوقع أن تصبح هذه الموجات أكثر تواترًا وأطول وأكثر شدة. ووفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وهي مجموعة خبراء تابعة للأمم المتحدة تهتم بتغير المناخ من شبه المؤكد أن وتيرة وشدة موجات الحرارة الشديدة ومدة موجاتها قد ازدادت منذ عام 1950 وستستمر في الازدياد مع الاحتباس الحراري. البرتغال تم إعلان حالة التأهب القصوى في عدة مناطق في النصف الجنوبي من البلاد بما في ذلك العاصمة لشبونة حتى مساء اليوم كما أن خطر اندلاع حرائق الغابات في أعلى مستوياته كما هو الحال في صقلية حيث كافح رجال الإطفاء 15 حريقًا السبت.