شهدت محافظة المنوفية اليوم الجمعة واحدة من أقسى أيامها، بعدما تحولت قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف إلى سرادق عزاء مفتوح عقب الحادث المروع على الطريق الإقليمي، والذي أسفر عن مصرع 19 شخصًا معظمهم من الفتيات والأطفال، وإصابة آخرين. في السطور التالية نرصد تفاصيل هذا اليوم المؤلم منذ لحظة وقوع الحادث وحتى دفن الضحايا، مرورًا بالتحرك النيابي والمطالب الرسمية والشعبية.
بداية الفاجعة.. اصطدام مروع في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وبينما كان ميكروباص يقل عمالًا وفتيات من أبناء كفر السنابسة متجهًا للعمل، اصطدمت به سيارة نقل ثقيل (تريلا) على الطريق الإقليمي بنطاق مركز منوف. الحادث وقع بشكل مفاجئ وبقوة هائلة، أسفر عن تهشم الميكروباص بالكامل ووفاة معظم الركاب في الحال، بينما تم نقل المصابين بحالة حرجة إلى مستشفيات قويسنا، الباجور، أشمون وسرس الليان. القبض على المتسبب في الحادث
عقب وقوع الحادث مباشرة، فرَّ سائق التريلا من موقع التصادم، لكن الأجهزة الأمنية تمكنت من تتبعه والقبض عليه خلال ساعات قليلة، وتم التحفظ عليه للتحقيق في ملابسات الحادث، تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة. تحرك نيابي عاجل ومطالبات صارمة
في استجابة سريعة، تقدم النائب كريم طلعت السادات، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل موجَّه لرئيس الوزراء ووزير النقل، مطالبًا بتحرك فوري لإعادة تأهيل الطريق الإقليمي الذي وصفه ب«طريق الموت»، بسبب كثرة الحوادث الدامية التي تقع عليه. وأكد النائب أن الطريق بحاجة عاجلة إلى: * تركيب رادارات وكاميرات مراقبة. * إنشاء مطبات وإشارات تحذيرية. * تطوير المداخل والمخارج الخطرة. كما شدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن إهمال صيانة وتأمين الطريق، حمايةً لأرواح الأبرياء.
حزن ثقيل في القرية منذ ساعات الصباح الأولى، تحولت شوارع كفر السنابسة إلى ما يشبه سرادق عزاء كبير، حيث اجتمع الأهالي في حالة صدمة وصمت، وتم تجهيز 19 نعشًا داخل مسجد القرية استعدادًا لصلاة الجنازة الجماعية. وفى المساء، تم دفن الضحايا بعد استكمال التصاريح والإجراءات القانونية، وسط بكاء الأمهات وانهيار أفراد العائلات الذين فقدوا أبناءهم في لحظة. استجابة رسمية وتعويضات عاجلة أصدر اللواء إبراهيم أبوليمون محافظ المنوفية بيان نعي رسمي قدّم فيه خالص العزاء لأهالي الضحايا، وأكد المتابعة اللحظية منذ وقوع الحادث، مع تكليف القيادات التنفيذية بالتواجد في المستشفيات ومساندة أسر الضحايا. كما أعلنت مديرية التضامن الاجتماعي البدء في صرف تعويضات عاجلة للمتوفين والمصابين، وتقديم الدعم النفسي للأسر المنكوبة. صوت الأهالي: «كفى دمًا على الطريق» وسط الحزن العميق، عبّر الأهالي عن غضبهم الشديد من تكرار الكوارث على الطريق الإقليمي، مطالبين الحكومة بسرعة التدخل قبل وقوع المزيد من الضحايا، مؤكدين أن «كفر السنابسة دفعت اليوم ثمن الإهمال بعد أن فقدت 19 من أبنائها في يوم واحد».