في مشهد إنساني يتفاقم قتامة يومًا بعد يوم، أعلنت المصادر الطبية في قطاع غزة، اليوم الخميس، عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 56,259 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر2023. هذه الأرقام المفزعة لا تعبّر عن مجرد إحصائيات صامتة، بل عن مأساة متواصلة تُسحق فيها أرواح الأبرياء تحت وطأة آلة الحرب التي لا تفرّق بين هدف عسكري ومدني. وبحسب التقارير الطبية، فقد بلغ عدد الجرحى 132,458 مصابًا حتى الآن، في حين لا يزال عدد غير معلوم من الضحايا تحت الأنقاض، وسط عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، نتيجة استمرار القصف وغياب أبسط مقومات العمل الإغاثي. يواجه هؤلاء العالقون بين الركام مصيرًا مجهولًا، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والبنية التحتية في القطاع المحاصر. جرائم الاحتلال وتوضح الإحصائيات أن 103 شهداء و219 إصابة جديدة وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، في مؤشر على استمرار الغارات الكثيفة دون هوادة، واستهدافها المتعمد للمناطق المأهولة بالسكان. منذ 18 مارس 2025، وهو التاريخ الذي خرق فيه الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار، ارتفعت حصيلة الشهداء بمقدار 5,936 شهيدًا، وبلغ عدد المصابين 20,417 جريحًا، ما يشير إلى أن استئناف العدوان تم بشراسة مضاعفة، دون أي رادع دولي فعّال، في ظل شلل سياسي أممي وإصرار إسرائيلي على مواصلة الحملة العسكرية. في ظل هذه الأرقام، يتضح أن غزة لا تخوض مجرد حرب عسكرية، بل تواجه إبادة ممنهجة تستهدف مقومات الحياة البشرية والإنسانية، وتكشف عن أزمة أخلاقية وإنسانية عالمية تُترك فيها مدينة بأكملها للنزف، وسط صمت دولي يقترب من التواطؤ أكثر منه من العجز.