تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، وسط ضغوط قوية من صعود الدولار بالبورصة العالمية، وذلك على الرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية ومخاوف الأسواق بشأن أزمة الديون الأمريكية، التي تمنح الذهب عادة دعما باعتباره أحد أهم أصول الملاذ الآمن. ووفقا لتقرير "آي صاغة"، انخفضت أسعار الذهب في السوق المحلية بنحو 20 جنيها مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولا بين المواطنين نحو 4635 جنيها، بينما هبط سعر الأوقية عالميا بنحو 31 دولارا لتسجل 3292 دولارا. تفاصيل الأسعار في السوق المحلي قال سعيد إمبابي، خبير المعادن الثمينة والمجوهرات، إن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل اليوم نحو 5297 جنيها، فيما بلغ سعر عيار 18 نحو 3973 جنيها، وسجل عيار 14 مستوى 3107 جنيهات. كما تراجع سعر الجنيه الذهب إلى 37080 جنيها. وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت خلال تعاملات أمس الأربعاء بقيمة 25 جنيها، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4630 جنيها، واختتم عند 4655 جنيها، بينما ارتفعت الأوقية العالمية من 3294 دولار إلى 3323 دولار. الذهب يتراجع من أعلى مستوياته في أسبوعين وأوضح إمبابي أن الذهب تخلى عن مكاسبه التي حققها في وقت سابق من الأسبوع، ليهبط إلى مستوى 3300 دولار للأوقية بعد أن سجل ذروته عند 3345 دولار، مدفوع بارتفاع الدولار الأمريكي الذي زاد من الضغط على أسعار المعدن الأصفر. ورغم هذا التراجع، أكد إمبابي أن التوقعات لا تزال إيجابية على المدى المتوسط، مشيرًا إلى أن الذهب يلقى دعم مستمر من تفاقم أزمة ديون الولاياتالمتحدة، التي تدفع المستثمرين للبحث عن أدوات تحوط آمنة في مواجهة تقلبات الأسواق. وأشار إمبابي إلى تصاعد المخاوف في الأسواق بعد تمرير لجنة القواعد في مجلس النواب الأمريكي لمشروع قانون طرحه الرئيس السابق دونالد ترامب، يهدف إلى خفض الضرائب، وسط تحذيرات من أنه سيؤدي إلى زيادة الدين العام الأمريكي بنحو 3.8 تريليون دولار خلال 10 سنوات، بحسب مكتب الميزانية في الكونغرس. ولفت إلى أن تمرير هذا القانون قد يعمق أزمة العجز المالي، ويرفع كلفة الفائدة على الحكومة الأمريكية، في ظل بيئة اقتصادية مضطربة بفعل السياسات التجارية الحمائية التي تفرضها واشنطن. وفي تطور آخر يزيد من الضغوط على الأسواق، قامت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني بخفض التصنيف السيادي للولايات المتحدة من Aaa إلى Aa1، مبررة القرار بعدم وجود اتفاق واضح بين الحكومة والكونجرس بشأن خفض العجز وتقليص كلفة خدمة الدين العام. التوترات الجيوسياسية تعزز الذهب وقال إمبابي إن التوترات الدولية الحالية ساهمت أيضًا في دعم أسعار الذهب، رغم الضغوط من ارتفاع الدولار، مشيرًا إلى فشل محادثات الهدنة بين روسيا وأوكرانيا، واستمرار التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين، بعد فرض قيود أمريكية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي لبكين. وأوضح أن هذه الأزمات تفاقم المخاوف بشأن استقرار سلاسل الإمداد العالمية، ما يدفع المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوط تقليدية وملاذ آمن. الركود التضخمي تطرق إمبابي إلى القلق المتزايد من احتمالية وقوع الاقتصاد العالمي في ركود تضخمي، خاصة مع استمرار مستويات الفائدة المرتفعة في الولاياتالمتحدة. وفي هذا السياق، صرح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورجان تشيس"، بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتبع نهجا حكيما بالانتظار قبل اتخاذ قرارات جديدة بشأن أسعار الفائدة. وأكد ديمون لا أرى أننا في وضع اقتصادي مثالي، محذرا من أن استمرار معدلات الفائدة المرتفعة لفترة طويلة قد يلحق الضرر بالأصول غير المدرة للعائد، مثل الذهب. الأسواق تترقب بيانات اقتصادية حاسمة تتجه أنظار المستثمرين حاليًا نحو البيانات الاقتصادية الأمريكية المنتظرة، وعلى رأسها مؤشر مديري المشتريات (PMI) الأولي لشهر مايو، والذي من المتوقع أن يلعب دور في تحديد مسار الذهب خلال الفترة المقبلة.