السفارات المصرية في 18 دولة تفتح أبوابها لاستقبال الناخبين في جولة الإعادة بمجلس النواب    محافظ قنا يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة العام الميلادي    الجامعة المصرية بكازاخستان تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من مركز "تراث"    بدء صرف الدفعة الثانية من الأسمدة الشتوية لمزارعي الجيزة عبر كارت الفلاح    موسكو تعلن تقدما ميدانيا شمال شرق أوكرانيا.. وبوتين يأمر بتوسيع المنطقة العازلة    زد يستدرج حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    4 قضايا أمام الإسماعيلى لرفع إيقاف القيد بعد إزالة مساعد جاريدو    أمم أفريقيا 2025| التشكيل المتوقع للجزائر وغينيا الاستوائية في لقاء اليوم    نظر جلسة محاكمة 3 فتيات بتهمة الاعتداء على الطالبة كارما بالتجمع بعد قليل    فتح التقديم بالمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026/ 2027 غدا    القبض على المتهمين بسرقة محل بلايستيشن فى مدينة 6 أكتوبر    الأمل فى 2026 التحليل النفسى لأبراج العام الجديد    الليلة... نجوم الطرب في الوطن العربي يشعلون حفلات رأس السنة    108 دقة جرس كيف يحتفى العالم برأس السنة كل عام؟    "هتعمل إيه في رأس السنة"؟.. هادعي ربنا يجيب العواقب سليمة ويرضي كل انسان بمعيشته    طبيبة تحسم الجدل| هل تناول الكبدة والقوانص مضر ويعرضك للسموم؟    «ماء الموز» موضة غذائية جديدة بين الترطيب الحقيقي والتسويق الذكي    لماذا ترتفع معدلات الأزمات القلبية في فصل الشتاء؟ 9 إرشادات طبية للوقاية    الصحة تؤكد أهمية تطعيم الحمى الشوكية لطلاب المدارس للوقاية من الالتهاب السحائي    إيمري يقلل من أهمية عدم مصافحة أرتيتا بعد مواجهة أرسنال وأستون فيلا    ليلة استثنائية.. نجوم الأوبرا وعلاء عبد السلام يفتتحون عام 2026 بأغانى الخلود    الحكومة تصدر قرارًا جديدًا بشأن الإجازات الدينية للأخوة المسيحيين| تفاصيل    الإمارات تستجيب لطلب السعودية وتنهي وجودها العسكري باليمن    «اتصال» وImpact Management توقعان مذكرة تفاهم لدعم التوسع الإقليمي لشركات تكنولوجيا المعلومات المصرية    التضامن: إلزام الأسر المستفيدة بالمشروطية التعليمية ضمن برنامج تكافل وكرامة    مطار الغردقة الدولي يستقبل 19 ألف سائح على متن 97 رحلة طيران احتفالا بليلة رأس السنة    محمد جمال وكيلاً لوزارة الصحة ومحمد زين مستشارا للمحافظ للشؤون الصحية    تجديد حبس عاطلين قتلا مالك كافيه رفض معاكستهما لفتاة في عين شمس    اليوم.. نظر محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة الإرهابية    تعرف على سعر الدينار البحريني أمام الجنيه في مصر اليوم الأربعاء 31-12-2025    أسعار البيض اليوم الأربعاء 31 ديسمبر    اليوم.. نظر محاكمة المتهم في قضية «صغار الهرم»    دميترييف يسخر من تمويل أوروبا المتحضرة للمنظمات غير الحكومية لغسل أدمغة الناس    وفاة إيزايا ويتلوك جونيور نجم مسلسل "The Wire" الشهير عن 71 عاما    نتنياهو: عواقب إعادة إيران بناء قدراتها وخيمة    نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    قبل المباراة المقبلة.. التاريخ يبتسم لمصر في مواجهة بنين    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستوى الذهبي.. مصر تقضي على 5 أمراض وبائية بشهادة منظمة الصحة العالمية.. الصحة العالمية: خلو مصر من الملاريا إنجاز جديد.. وخلوها من شلل الأطفال رسميا منذ 2006
نشر في البوابة يوم 11 - 12 - 2024

إشادات واسعة بالإجراءات الوقائية والاحترازية التى تطبقها الدولة
بدران : القضاء على الأوبئة إنجاز لم تقم به دول متقدمة
بلغت نسبة الأطفال الحاصلين على أول جرعة من لقاح الحصبة 83٪ فى عام 2023

فى نهاية أكتوبر الماضي، تسلم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة، شهادة خلو مصر من الملاريا من المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، لتصبح الإشهاد الخامس الذى تحصل عليه مصر فى مجال الأمراض الوبائية التى تؤدى مضاعفاتها للموت.
رحلة من الإجراءات الوقائية والاحترازية التى تطبقها الدولة ووجود نظام ترصد قوي، قادر على الاكتشاف المبكر للحالات، وذلك من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية.كما يثبت إعلانات خلو مصر من الأمراض أن نظام التطعيمات الذى تنفذه وزارة الصحة من أكفأ أنظمة التطعيم، مقارنة بعدد من الدول المجاورة التى ما زال يستوطن بها تلم الأمراض وهى «شلل الأطفال والملاريا وفيروس سى والحصبة والحصبة الألمانية»، فكيف بدأت تلك الرحلة وما المجهودات التى سبقت إعلان الخلو.
إنجاز جديد
تعد الملاريا، مرضا معديا يصيب الإنسان، وينتقل عبر الباعوض المعدى الحامل للمرض، وهو مرض من الأمراض المهددة لحياة الإنسان.
وقال تيدروس أدهانوم مدير منظمة الصحة العالمية، خلال كلمته بالمؤتمر العالمى للصحة والسكان والتنمية البشرية، الذى انعقد أكتوبر الماضي، إن المنظمة تحتفل بإنجاز مهم آخر، وهو حصول مصرعلى شهادة القضاء على الملاريا.
وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية:" العام الماضى تشرفت بوجودى فى مصر لتقديم منظمة الصحة العالمية، لتصبح مصر أول دولة فى العالم تحقق المستوى الفضى فى مسار القضاء على فيروس سي.
الاستثمار فى القطاع الصحي
وأشاد " تيدروس" بمبادرة «بداية» المصرية للتنمية البشرية، مشيرًا إلى أنها تحتاج إلى تعاون وثيق بين الجهات الحكومية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، لإظهار قوة هذا التعاون فى خدمة المجتمع وتحسين الصحة والتعليم وحماية المجتمع.
وتابع:" الاستثمار فى القطاع الصحى لا يقتصر على حماية الأرواح فقط، بل يساهم فى تحقيق تطور اقتصادى من خلال خلق بيئة عمل صحية، تساعد على الإبداع والإنتاج، وتوفر حماية حقيقية للأجيال القادمة".
ظهور الملاريا
ظهرت الملاريا فى مصر القديمة ومثلها أجدادنا فى نقوشهم القديمة، فجدران معبد دندرة- فترة الحكم البطلمي- تصوّر حالات الإصابة بمرض الملاريا، كما أكدت التحاليل المعاصرة للملك توت عنخ آمون، أحد ملوك الأسرة الثامنة، وفاته بسبب مضاعفات وباء الملاريا.
وتشيرنتائج تحليل الحمض النووى والمسح بالأشعة المقطعية لمومياء الملك توت عنخ آمون الذى توفى قبل نحو 3362 عامًا إلى أنه توفى متأثرًا بمضاعفات مرض الملاريا، وأن والده هو أمنتحتب الرابع (أخناتون) الملقب بفرعون التوحيد فى مصر القديمة.
فى عام 2010 أعلنت وزارة الثقافة المصرية، أن نتائج تحليل الحمض النووى والمسح بالأشعة المقطعية لمومياء الملك توت عنخ آمون الذى توفى قبل نحو 3362 عامًا أثبتت أنه توفى متأثرًا بمضاعفات مرض الملاريا.
وبحسب البحث الذى نشره الأكاديمى المصرى رضا عبد الفتاح فى دراسته "وباء الملاريا فى مصر 1942-1945" أنه فى بداية الأربعينيات من القرن ال20 تعرضت مصر لموجة وبائية حادة من مرض الملاريا بدأت فى مارس 1942 فى محافظة أسوان جنوبى البلاد، وانتقلت شمالا لتصل مع نهاية نوفمبر من العام نفسه إلى مدينة منفلوط شمالى أسيوط.
وبحسب دراسة "عبدالفتاح" خلّفت الموجة الوبائية التى انتهت عام 1945 خسائر بشرية ومادية فادحة، وراح ضحيتها نحو 20 ألفا من أهالى مديريات جنوب الصعيد، بجانب التكاليف المادية الباهظة لأعمال المكافحة وتوفير العلاج، وتعطل عمليات الإنتاج الزراعى فى المناطق الموبوءة.
رحلة التخلص من الملاريا
منذ 1998 وحتى هذه اللحظة لا يوجد أى سريان داخلى لمرض الملاريا داخل مصر، إنما الحالات التى تظهر جاءت من الخارج، بحسب حسام عبد الغفار المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة.
وخاطبت وزارة الصحة والسكان، بتاريخ فبراير 2023 مدير عام منظمة الصحة العالمية بجنيف، بملف يتضمن جهود الوزارة فى مواجهة المرض وإجراءات الحصول على شهادة بخلو مصر من الملاريا، للبدء فى اتخاذ الخطوات اللازمة للتحقق من خلو مصر من المرض.
وفى يونيو الماضى استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، وفدًا من منظمة الصحة العالمية (برنامج الملاريا العالمي) تمهيداً لحصول مصر على الإشهاد الدولى بالخلو من مرض الملاريا.
زيارات ميدانية
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي، لوزارة الصحة والسكان، أن فريق المنظمة قام بزيارة ميدانية، خلال الفترة من 22 إلى 29 يونيو الماضي، للتحقق من عدم حدوث سريان لمرض الملاريا داخل مصر، مؤكدًا أن جميع الحالات المكتشفة كانت حالات وافدة من دول يتوطن بها المرض، ووجود نظام ترصد قوي، قادر على الاكتشاف المبكر للحالات، وذلك من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية.
ولفت «عبدالغفار» إلى أن برنامج البعثة فى مصر تضمن زيارات ميدانية للتأكد من تطبيق إجراءات مكافحة البعوض الناقل للمرض، والمناطق التى تشكل خطورة فى تزايد أعداد البعوض، وكذلك مراجعة إجراءات الإصحاح البيئي، وأدلة العمل القياسية الخاصة بترصد المرض، والإبلاغ الفورى عن أى حالات مكتشفة، والتأكد من تنفيذ إجراءات التقصى الوبائى والحشرى اللازم لجميع المخالطين، لافتاً إلى أن البعثة قامت أيضاً بزيارة مكاتب المسافرين الخاصة بتنفيذ إجراءات الوقاية من مرض الملاريا للمسافرين إلى الدول التى يتوطن فيها المرض.
القطاع الوقائي
وأشار المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، إلى تشكيل فريق عمل من القطاع الوقائى بوزارة الصحة، لمرافقة الفريق، حيث تم زيارة عدد من المستشفيات، والوحدات الصحية بمحافظات القاهرة، والفيوم، وأسوان، وذلك لمراجعة الإجراءات الوقائية والاحترازية التى تطبقها الدولة لمنع إعادة توطن مرض الملاريا بالبلاد، من خلال مراجعة ملفات الحالات، وكذلك المعامل والأنظمة المساعدة ونظام الإحالة، وبروتوكولات العلاج المطبقة.
وأضاف أن بعثة المنظمة قامت بزيارة عدد من وحدات الرعاية الصحية الأولية للوقوف على قدرات الأطقم الطبية فى الاكتشاف والإحالة لأى حالة ملاريا وافدة، كما تم زيارة معامل وحدات الملاريا، لمراجعة قدرة العاملين على التشخيص السليم والترصد المستمر للحالات، وزيارة وحدات مكافحة نواقل الأمراض بالمحافظات، بالإضافة إلى مقابلة مجموعة من الرائدات الريفيات للتعرف على النظام المجتمعي، وطرق توصيل الرسائل الصحية المختلفة للمواطنين.
ولفت«عبدالغفار» إلى إشادة البعثة بجودة المنظومة الصحية المصرية، والتى تتيح حصول المريض على الخدمات الصحية، بالإضافة إلى وجود نظام ترصد قوي، واستجابة عالية لسرعة اكتشاف والتعامل مع أى حالة ملاريا وافدة، ومكافحة نواقل الأمراض (البعوض الناقل للمرض)، ومنع إعادة توطين المرض عن طريق وجود خرائط محددة ومحدثة، كما أشادت بدور مكاتب تقديم خدمات الوقاية من مرض الملاريا للمسافرين إلى الدول التى يتوطن بها المرض.
تابع «عبدالغفار»:" أن الوزير توجه بالشكر للبعثة على جهودها فى دعم حصول مصر على الإشهاد الدولى لخلوها من مرض الملاريا، موجهاً فى هذا الصدد بسرعة دراسة توصيات البعثة، وعرض تقرير بالخطوات الجادة التى اتخذت لتنفيذ التوصيات".
المستوى الذهبي
فى أكتوبر 2023، تقدمت منظمة الصحة العالمية بالتهنئة إلى مصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد C، لتصبح أول بلد يبلغ «المستوى الذهبي» على مسار القضاء على التهاب الكبد C وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
ويعنى بلوغ المستوى الذهبى أن مصر قد أوفت بالمتطلبات البرمجية التى تؤدى إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التى تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C.
وقد شخصت مصر 87٪ من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وقدَّمت العلاج الشافى إلى 93٪ من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبى لمنظمة الصحة العالمية، وهى تشخيص 80٪ على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70٪ من الأشخاص المُشخَّصين به.
حملة 100 مليون صحة وفيرس سي
فى عام 2014، أطلق رئيس مصر حملة قومية للقضاء على التهاب الكبد C، وهو ما تعزز مجددًا فى عام 2018، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C، والعلاج منه دون مقابل مادي.
وأسفرت حملة «100 مليون صحة» عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 ملايين شخص.
ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المُصنَّعة محليًّا عاملًا رئيسيًّا فى النجاح الملحوظ الذى حققته الحملة - حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد C، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99٪..
تمويل قدره 250 مليون دولار من البنك الدولي
وحصلت هذه الحملة على تمويل قدره 250 مليون دولار من البنك الدولي، فى إطار مشروع تطوير نظام الرعاية الصحية فى مصر بتكلفة بلغت 530 مليون دولار.
وفى عام 2015، كان لدى مصر أعلى معدل للإصابة بفيروس سى فى العالم بلغت نحو 7٪ بين السكان البالغين.
ووفقا لتقديرات البنك الدولي، فإن أكثر من واحد من بين كل خمسة مصريين تتراوح أعمارهم بين 50 و 59 عاماً كان مصاباً بفيروس سي، وأدى هذا إلى انخفاض متوسط الإنتاجية بنسبة 7.5٪ بين المصابين، وانخفاض سنوى بنسبة 1.5٪ فى إجمالى الناتج المحلي.
وكان مرضى فيروس سى أكثر تعرضاً لمخاطر السقوط فى براثن الفقر بنسبة خمسة أضعاف مقارنة بغيرهم لأنهم كانوا سينفقون مبالغ كبيرة على العلاج ولن يتمكنوا من العمل بسبب اعتلال صحتهم.
الكشف مجانا
كانت حملات الفحص والعلاج متاحة وغير مكلفة ومريحة لجميع المواطنين، كانت فى الشوارع وفى محطات مترو الأنفاق، وجميع وحدات الرعاية والمستشفيات.
كانت حملات عاصرها جيلنا ليجد أنها أتت بثمارها مع الرعيل الأكبر من آبائنا وأمهاتنا، من فيروس التهم صحة وحياة الملايين على مدار سنوات.
واستهدفت الحملة فحص جميع المصريين والمقيمين فى جميع أنحاء مصر الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً على ثلاث مراحل، وتضمنت كل مرحلة من 7 إلى 11 محافظة، باستخدام ما يقرب من 6000 موقع فحص ثابت وأكثر من 8000 فريق فحص متنقل فى جميع أنحاء الجمهورية. وللوصول إلى 57٪ من المصريين الذين يعيشون فى المناطق الريفية، تم نشر 1079 سيارة طبية مجهزة للوصول إلى المناطق النائية والتى تعانى من نقص الخدمات. وتم إنشاء مركز اتصال محترف للمتابعة اللازمة والرد على استفسارات المواطنين.
حملة فيروس سي
واستفادت مصر من الحملة من خلال فحص ضغط الدم ومستويات السكر فى الدم ومؤشر كتلة الجسم لجميع المشاركين. وساعد ذلك على إنشاء قاعدة بيانات عن الأمراض غير السارية وخرائط بيانية عن الحالة الصحية للشعب المصري. على ذلك، أعدت وزارة الصحة والسكان المصرية لوحة بيانات إلكترونية لتتبع معدلات الفحص على الفور وتوجيه فرق الفحص للتحرك بشكل استراتيجى إلى المناطق التى كانت معدلات الفحص فيها منخفضة.
ووفرت لوحة البيانات الإلكترونية أيضا خدمات الإحالة التلقائية إلى مستويات أعلى من الرعاية إذا وُجد أن بيانات الفحص تستدعى ذلك.
وصاحب ذلك حملة توعية واسعة النطاق من خلال إعلانات تليفزيونية وإذاعية وكوادر صحية محلية تواصلت شخصياً مع سكان المناطق الريفية والمناطق التى تعانى من ضعف معدلات التنمية لضمان معرفة المواطنين فى جميع أنحاء البلاد بالحملة وتشجيعهم على الاستفادة منها.
وتم إرسال الكوادر الصحية إلى مناطق التجمعات الجماهيرية مثل المصانع، والمساجد، والكنائس والساحات العامة.
وركزت هذه الحملة الإعلامية على تعريف الجمهور بفيروس سى وأخطاره، وعدم الخجل من إجراء الفحص والتشخيص، بل وضرورة القيام بذلك. وكانت الرسائل الرئيسية للحملة هى تشجيع الناس على عدم استخدام الأشياء الشخصية التى تخص الآخرين، والتأكيد على أنه لا ضرر من مخالطة مرضى التهاب الكبد الوبائى سي؛ وإيضاح أن الحبوب أكثر أمانا من الحقن؛ وتشجيع الجمهور على استشارة الطبيب وإجراء فحص فيروس سي؛ وطمأنة الجماهير بأن العلاج متاح وفعال.
وساند هذه الجهود قدرة مصر التفاوضية على شراء مستلزمات الفحص والعلاج بأقل الأسعار، وقد ساعد ذلك على علاج المرضى مجاناً. وكانت العلاجات المضادة للفيروسات المباشرة المفعول المصنعة محليا عاملا رئيسيا فى النجاح الملحوظ للحملة - حيث بلغ معدل الشفاء 98.5٪ بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج. وكانت هذه العلاجات بمثابة منفعة عامة عالمية مما ترتب عليه خفض أسعار الأدوية فى جميع أنحاء العالم. وقبل الحملة التى أطلقتها مصر، كان سعر العلاج اللازم لعلاج شخص لمدة ثلاثة أشهر فى حدود 900 دولار فى البلدان منخفضة الدخل ونحو 100 ألف دولار فى البلدان مرتفعة الدخل، وفى مصر، كان السعر 58 دولاراً فقط!.
شلل الأطفال
"نبأ سار تعلنه منظمة الصحة العالمية هو مرور تسعة عشر شهراً على ظهور آخر حالة إصابة بمرض شلل الأطفال فى مصر، ومرور أحد عشر شهراً على آخر عزل لفيروسه من البيئة المصرية".
كان هذا إعلان كل تفاصيل خلو مصر من شلل الأطفال واقترابها من هدف الاستئصال النهائى للمرض خلال انعقاد الاجتماع التاسع للمجموعة الاستشارية التقنية لاستئصال شلل الأطفال من مصر (TAG) فى القاهرة يومى 4 و5 ديسمبر 2005.
وتم تنفيذ حملات التطعيم الوطنية التى جرت فى مصر فى صيف وخريف 2005 والتقييم الذى يقدِّمه المراقبون الدوليون والمستقلون لهذه الحملات، وجهود التعبئة الاجتماعية لتفعيل استجابة فئات المجتمع لها.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية خلو مصر من المرض رسميا منذ 2006 وتسجيل آخر حالة إصابة عام 2004.
كما انضمت مصر إلى قائمة بلدان العالم التى نجحت فى التحرُّر من شلل الأطفال واقترابها من مرحلة الإشهاد على الاستئصال النهائى لهذا المرض والتى تتطلَّب مرور ثلاثة أعوام على ظهور آخر حالة إصابة.
كان"شلل الأطفال" متوطنًا فى مصر قرابة ال 3000 عام كما ظهر فى النقوش الفرعونية وأصاب ملايين الأطفال فى مصر والعالم حتى عام 1955 حين اكتشف العلماء أول تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال وكان بالحقن، ثم تلاه نوع آخر بالتنقيط فى الفم عام 1961.
وبدأت أنشطة البرنامج منذ عام 1984 بالتطعيم ضد 6 أمراض فقط وتم إدراج طعوم جديدة ليصبح الإجمالى 10 طعوم منها التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، بحسب ما صرح به الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان. وأكد، فى تصريحات له فى نوفمبر 2023، أنه فى إطار الحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية فى الحفاظ على مصر خالية من شلل الأطفال تم تنظيم فاعلية بالتزامن مع اليوم العالمى لمرض شلل الأطفال تضمنت عددا من المحاضرات العلمية التى تناولت تاريخ البرنامج الموسع للتطعيمات.
وأعلن "عبدالغفار" عن استراتيجيات الحفاظ على خلو مصر من مرض شلل الأطفال والتى تشمل وصول نسب التغطية التطعيمة لأكثر من 95٪ ودعم نظام ترصد بيئى يستطيع الكشف المبكر عن أى فيروسات، وكذلك خطة الاستجابة والاستعداد. ويعد نظام التطعيمات الذى تنفذه وزارة الصحة من أكفأ أنظمة التطعيم حيث يتم إعطاء الطعم الفموى "سابين" 7 جرعات، وطعم الحقن "سولك" 3 جرعات وهو ما يعد جدول التطعيمات الروتينى الأقوى بين دول العالم المختلفة.
الحصبة
تعرف منظمة الصحة العالمية مرض "الحصبة" بأنه شديد العدوى وخطير ينتقل عبر الهواء ويسببه فيروس يمكن أن يؤدى إلى الإصابة بمضاعفات وخيمة وإلى والوفاة. وتجنب 57 مليون وفاة بين عامى 2000 و2022 بفضل أخذ التلقيح ضد الحصبة.
وعلى الرغم من توافر لقاح مأمون وعالى المردودية ضد الحصبة، فقد أشارت التقديرات إلى أن عام 2022 شهد وقوع نحو 000 136 وفاة بسبب المرض فى العالم، معظمها وقعت فيما بين أطفال دون سن الخامسة من غير المُلقّحين أو المنقوصى التلقيح.
بلغت نسبة الأطفال الحاصلين على أول جرعة من لقاح الحصبة 83٪ فى عام 2023، وهى أقل بكثير من نسبتهم فى عام 2019 البالغة 86٪.
إشهاد
قال مجدى بدران استشارى الحساسية والمناعة إن فيروس الحصبة يهد نصف سكان العالم وحذرت منظمة الصحة العالمية من تضاعفه 45 مرة فى أوروبا، ومعنى إشهاد تخلص مصر من مرضين الحصبة والحصبة الألمانية فهذا إنجاز لم تقم به دول متقدمة.
وتابع "بدران" أن مصر فى 2022 بدأت فى عملية الإشهاد وحصلت فى عام 2024 عليه،
ما حدث هو تأكيد خلو مصر من الحصبة والحصبة الألمانية ومضاعفات الموت، خاصة الألمانية التى كانت تسبب مشاكل فى الحمل والإنجاب للسيدات وتشوهات فى الأطفال مثل وجود مياه زرقاء وبيضاء على العين وشاكل والقلب والسمع و تأخر نمو عقلى وجسدى وكبر حجم الرأس وكل هذا لم يعد موجودا لدينا، بحسب تصريحات بدران. واستكمل استشارى الحساسية والمناعة أن الإعلان يتطلب خطوات كثيرة جدا وتحقيق نسب تطعيم عالية .
الحصبة
حصلت مصر على إشهاد خلو من الحصبة والحصبة الألمانية، ضمن 4 دول فى إقليم شرق المتوسط، وذلك خلال الاجتماع الرابع، للجنة الإقليمية فى الرابع من نوفمبر 2022 ، ليؤكد نجاح البرنامج الموسع للتطعيمات، الذى يهدف إلى الحفاظ على مصر خالية من الأمراض المستهدفة بالتطعيم، وتقليل معدلات الوفيات بسبب هذه الأمراض.
قدمت مصر ملفها ، للجنة الإقليمية للقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، للتحقق من القضاء على المرضين، وذلك خلال شهر يونيو 2022 وتضمن الملف تحليلا مفصلا للوضع الوبائي، ومعدلات حدوث المرض ومؤشرات الترصد لحالات الحمى والطفح الجلدي، ونسب التغطية بالطعم المحتوى على الحصبة والحصبة الألمانية فى جرعتيه. اعتمدت خطة وزارة الصحة والسكان، للقضاء على الحصبة، والحصبة الألمانية، على التطعيمات الروتينية للأطفال المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، بجرعتين ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية عند عمر عام، وفى الشهر ال18 من عمر الطفل، بنسبة تغطية تجاوزت ال95٪ لضمان رفع مناعة الأطفال، إلى جانب الحملات التطعيمية القومية من عمر 9 أشهر حتى 10 سنوات بنسبة تغطية أكثر من 95٪ إلى جانب الحملات المحدودة التى يجرى تنفيذها طبقأ للوضع الوبائى الإقليمى للمرض فى دول الجوار.
كما تضمنت العمل على تقوية نظام ترصد الحمى والطفح الجلدي، ضمن برنامج ترصد الأمراض المستهدفة بالتطعيمات، كضمانة لاكتشاف جميع الحالات واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار العدوى، إلى جانب الإجراءات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية فى مواجهة أى فيروس وافد من البلاد المستوطن بها المرض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.