وفقًا لما وصلت إليه دراسة حديثة، فقد تكون هناك علاقة بين المواد المطهِّرة (المضادة للجراثيم) والمواد الحافظة التي تدخل في تركيب المنتجات مثل الصابون ومعجون الأسنان وغسول الفم من جهة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الحساسية لدى الأطفال من جهة أخرى. استخدم الباحثون دراسة استقصائية أجريت على عدد من الأطفال، تتراوح أعمارهم من 6 إلى 18 سنة، لدراسة العلاقة بين المواد المضادة للجراثيم والمواد الحافظة الموجودة في الكثير من المنتجات التي تُستخدم في العناية الشخصية بعد حساب مستواها في البول، ووجود الأجسام المضادة من نوع (آي جي إي IgE) في الدم عند الأطفال. وأظهرت الدراسة، أن الأجسام المضادة من نوع (آي جي إي IgE) هي جزء من جهاز المناعة في الجسم. ترتفع مستوياتها استجابة لتعرض الجسم إلى عامل محسِّس، وتكون مرتفعة في الأشخاص المصابين بالحساسية. ولاحظ الباحثون وجود علاقة بين مستوى التعرُّض (من خلال قياس كمية العوامل المضادة للجراثيم الموجودة في البول) وخطر الحساسية التي يجري تحديدها من خلال تحليل الأجسام المضادة الخاصة بعوامل محسِّسة معيَّنة. وأظهرت النتائج أنَّ الأطفال الذين لديهم أعلى المستويات من مادة التريكلوسان (عامل مضاد للبكتيريا)، كانوا أكثر تعرضًا لخطر الحساسية الغذائية، وخطر الحساسية البيئية بمقدار الضعفين تقريبًا عن الأطفال الذين كان لديهم أدنى المستويات من تلك المادة (تريكلوسان). وكان الأطفال الذين لديهم أعلى المستويات من مادة حافظة تُدعى (البروبيل بارابين)، كانوا أكثر تعرضًا لخطر الحساسية البيئية بمقدار أكثر من ضعفين عن الأطفال الذين كان لديهم أدنى المستويات من تلك المادة (البروبيل بارابين). ولكن لم ترتبط مستويات البروبيل بارابين مع خطر الحساسية الغذائية، وأوضح الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها لا تثبت أن مضادات الجراثيم والمواد الحافظة هي بنفسها التي تسبب الحساسية، ولكنها تشير إلى أن هذه المواد الكيميائية قد تلعب دورًا في تطوُّر جهاز المناعة في الجسم.