بعث البابا فرنسيس، برسالة إلى أسقف أبرشية جوبا، في جنوب السودان، المطران باولينو لوكودو لورو، دعا فيها الجميع إلى وضع حد لأعمال العنف في البلاد، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين وتعزيز السلام. كتب البابا في رسالته أنه لا يمكن تحقيق النمو بغياب السلام، مشيرا إلى أن الحرب الإتنية التي اندلعت في البلاد في ديسمبر الماضي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، وسببت أيضا الانقسامات مولدة الفقر والجوع والأمراض والموت. وأكد البابا فرانسيس، أنه لا يسعنا أن نبقى غير مبالين إزاء هذا الواقع الأليم، مشيرا أيضا إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها المهاجرون واللاجئون الذين تُنتهك كرامتهم، ولم يعودوا أشخاصا إذ تحولوا إلى أرقام وحسب. وشدد البابا فرنسيس، على ضرورة أن تعمل كل الأطراف المعنية، وبدعم من منظمات المجتمع المدني، على وضع حد لأعمال العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية الطارئة إلى السكان المحتاجين، والبحث عن حلول سلمية ليتغلب الخير العام على المصالح الخاصة الضيقة. و تابع البابا، لا بد من تعزيز ثقافة اللقاء، والتي تتطلب قبل كل شيء نبذ الأنانية والقدرة على النظر إلى الآخر لا كعدو بل كأخ نتعاون معه. كما شدد على أهمية الإقرار الواضح والصريح بالتطلعات المشروعة للكائنات البشرية على الأصعدة الخلقية، العرقية و الاجتماعية. وبمناسبة زمن الصوم، اعتبر البابا فرنسيس، في رسالته إلى أبرشية جوبا أن هذه المناسبة تشكل فرصة مميزة للقيام بمسيرة من التنقية وتوبة القلوب والعقول. كما حث على ارتداد الضمائر إلى العدالة والأخوة والمقاسمة، وختم رسالته مؤكدا أن الكنيسة الكاثوليكية تندد بكل أشكال العنف وتعمل من أجل البحث عن أجواء ملائمة للحوار والمصالحة والسلام بين مكونات المجتمع كافة. حملت الرسالة توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، وقرأها على أبناء الأبرشية رئيس المجلس البابوي الكاردينال بيتر توركسون، خلال احتفاله بالقداس الإلهي في كاتدرائية القديسة تيريزا بجوبا، مختتما زيارته لجنوب السودان والتي استغرقت خمسة أيام.