قام نبيل فهمي وزير الخارجية بزيارة إلى لبنان، التقى خلالها رئيس الجمهورية ميشيل سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة تمام سلام، فضلًا عن وزير الخارجية جبران باسيل وعدد من القيادات السياسية اللبنانية. وتأتى زيارة "فهمي" للبنان في أعقاب تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس تمام سلام، وهي خطوة إيجابية تدفع نحو الاستقرار في لبنان ونحو حماية هذا البلد المهم والمؤثر بتنوعه من تداعيات التطورات الإقليمية وتأثيراتها السلبية. وأكد السفير بدر عبدالعاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن وحدة اللبنانيين وتوافقهم على الحفاظ على الدولة اللبنانية مسألة تؤثر إيجابًا على الأمن الإقليمي في لحظة دقيقة تمر بها المنطقة العربية، وتتطلب تعزيز منطق الدولة فيها وتفعيل مؤسسات دولها. وأكد المتحدث في هذا السياق أهمية الحفاظ على لبنان كرسالة للعيش المشترك بين مختلف مواطنيه وكعامل استقرار لسائر المنطقة. والتقي وزير الخارجية نبيل فهمي خلال زيارته للبنان بوليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي حيث نقل له "فهمي" تحية الرئيس عدلي منصور والشعب المصري مؤكدًا دعم مصر حكومةً وشعبًا للدولة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق. وذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن الوزير نبيل فهمي أشار خلال اللقاء إلى اهتمام مصر بتطورات الأوضاع في لبنان، مشيرًا في هذا السياق إلى ضرورة التعاون بين البلدين لدعم العمل العربي المشترك، لتحقيق أهداف وتطلعات المواطن العربي، وللتصدي للتحديات التي تواجه شعوب المنطقة. وأضاف المتحدث: أن اللقاء تناول بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة السورية حيث شدد "فهمي" على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة الأراضي السورية ويضمن حقوق اللاجئين السوريين. من جانبه أثني "جنبلاط" على دور مصر الريادي في المنطقة، مشيرًا إلى ما تتمتع به مصر من ثقل اقليمي ودولي، وأعرب في هذا الصدد عن تمنياته بالتوفيق للحكومة المصرية الحالية في إنجاز خارطة الطريق والتصدي للإرهاب. وفي إطار نشاطه المكثف في العاصمة اللبنانيةبيروت، التقي فهمي برئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، وصرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن الوزير فهمي قدم التهنئة لسلام في ضوء أن حكومته حظيت على ثقة مجلس النواب متمنيًا له التوفيق في أداء المهام المنوطة بها على الوجه الأكمل. كما نقل "فهمي" لسلام تهنئة وتحيات كل من رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور ورئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب. وأضاف المتحدث أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى الملفات الاقليمية الهامة وعلى رأسها الوضع الخطير في سوريا، حيث شدد "فهمي" على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية، وعرض في هذا السياق رئيس الوزراء اللبناني أزمة تزايد أعداد النازحين السوريين في الأراضي اللبنانية جراء اشتداد وطأة الصراع، كما تحدث سلام عن رؤيته للوضع في لبنان، والأولويات التي ستتعامل معها حكومته وعلى رأسها ملف إجراء الانتخابات الرئاسية. وذكر المتحدث أن "فهمي" أكد أن مصر لديها سياسة واضحة تهدف إلى دعم لبنان، ومد يد العون له في كل المجالات التي يحتاج فيها إلى مساعدة. كما قدم "فهمي" عرضًا لتطورات الوضع في مصر وما تم إنجازه في خارطة الطريق، وأعرب رئيس الوزراء اللبناني عن تمنياته الطيبة للشعب المصري، متمنيًا عودتها في القريب العاجل لممارسة دورها الريادي والقيادي في المنطقة. وتناول اللقاء بحث مجمل العلاقات بين البلدين في ضوء ما تشهده المنطقة من تغييرات، حيث أكد "فهمي" أن مصر تتطلع إلى مستقبل أفضل للشعب اللبناني في أعقاب تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وهي خطوة ايجابية نحو استقرار الأوضاع بلبنان الذي سيظل دائمًا شعلة تحضر فكري رغم كل ما يواجهه من تحديات. وشدد "فهمي" على دعم مصر الكامل لاستقرار الأوضاع في لبنان، موضحًا في هذا السياق أن مصر تسعي دائمًا لحل الأزمات من خلال الحوار وخلق اليات تساعد على مواجهه ظاهرة التطرف والطائفية التي تعد أخطر التحديات التي تواجه الشعوب العربية لما لها من تبعات تهدد أمن واستقرار المنطقة. من جانبه أثني رئيس مجلس النواب اللبناني على دور مصر في المنطقة، مؤكدًا أن استعادة مصر لمكانتها الاقليمية والدولية ليست مهمة بالنسبة لمصر وحدها، وإنما تهم العالم العربي والإسلامي بأثره، وأعرب "بري" في هذا الصدد عن أمله في انتهاء المرحلة الانتقالية بمصر وإنجاز خارطة الطريق. وذكر عبد العاطى، أن اللقاء شهد بحث الملف السوري حيث أكد فهمي على ضرورة المضي قدمًا في التوصل إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية ويضمن حل لمشكلات اللاجئين السوريين. فيما التقى فهمي بنظيره اللبناني جبران باسيل، وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزير أكد خلال اللقاء على أن الهدف من الزيارة هو نقل رسالة أخوية ورسالة عروبة من الرئيس عدلي منصور والشعب المصري دعمًا للدولة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق، مشددًا على عزم مصر التعاون في كافّةً المجالات مع الجانب اللبناني بما يعود بالفائدة على الطرفين. وأضاف المتحدث أنه تم التطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الملف السوري والقضية الفلسطينية وبعض الموضوعات المتعلقة بأنشطة الأممالمتحدة واللجان والوكالات التابعة لها. من جانبه أعرب وزير الخارجية اللبناني عن ترحيبه بالوزير فهمي، مشيرًا إلى امتنانه للالتقاء به خلال فترة زمنية وجيزة في أعقاب اللقاء الذي تم بينهما قبيل أعمال الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية يوم 9 مارس الجاري، وأكد "باسيل" على أهمية تعاون البلدين لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف اللذان يهددان أمن واستقرار المنطقة بأسرها. كما شدد باسيل على تطلع الشعب اللبناني والشعوب العربية لعودة مصر لممارسة دورها الريادي في المنطقة باعتبارها "قبلة الوطن العربي" وصمام الأمان لاستقرار المنطقة. وذكر المتحدث أنه تم التطرق إلى عدد من الملفات الثنائية ذات الاهتمام المشترك حيث شدد فهمي على اهتمام مصر بحل كافّةً المشكلات التي تواجه الجالية المصرية في لبنان وعلى رأسها تقنيين أوضاع عدد من أبناء الجالية. وفي إطار زيارته الحالية للبنان التقي فهمي، بالرئيس اللبناني، ميشيل سليمان، حيث استعرضا سوياُ مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دفعها في مختلف المجالات، وأكد فهمى اهتمامنا بدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها من خلال كافّة وسائل التعاون المتاحة مع هذا البلد الشقيق.