وفقًا لدراسة جديدة وجدت أنَّ العديد من البالغين في الولاياتالمتحدة معرضون للخطر بسبب الجرعة الزائدة لمسكنات الألم المحتوىة على الأسيتامينوفين التي تُصرف من دون وصفة طبية. الأسيتامينوفين هو الدواء المسكِّن للألم والذي يُصرف من دون وصفة الأكثر شيوعًا في الولاياتالمتحدة؛ والجرعة الزائدة من عقار أسيتامينوفين هي السبب الأول في فشل الكبد الحاد، وفقًا لباحثين من جامعة نورث ويسترن في إيفانستون بولاية إيلينوي. قام الباحثون بإجراء مقابلات مع 500 من المرضى البالغين في العيادات الخارجية المتعلِّقة بالطب العام في أتلانتا وشيكاغو. فكان أكثر من النصف قد استخدم الأسيتامينوفين في الأشهر الستة الماضية، وقال 19% منهم إنهم كانوا من المستخدمين المسرفين لهذا العقار بمعنى أنهم أخذوا أسيتامينوفين كلَّ يوم أو مرتين في الأسبوع. ثم قام معدوا الدراسة بعد ذلك بتقييم ما إذا كان المرضى فهموا الجرعة الموصى بها من أسيتامينوفين، وإذا ما كانوا قادرين على أخذها بطريقة آمنة. أظهرت النتائج أنَّ ما يقرب من ربع المرضى كانوا عرضة لخطر الجرعة الزائدة من دواء الأسيتامينوفين من خلال تجاوز الجرعة الموصى بها وهي 4 غ (4000 ملغ) في فترة مدتها 24 ساعة. وأخذ خمسة بالمائة من المرضى أكثر من 6 غ (6000 ملغ) على مدى 24 ساعة. هذا وتحتوي كل كبسولة من هذا الدواء على نحو 500 مغ من عقار أسيتامينوفين. وإضافة إلى ذلك، كان ما يقرب من نصف المرضى معرضين لخطر الجرعة الزائدة وذلك باستخدام اثنين من الأدوية المحتوىة على الأسيتامينوفين في نفس الوقت. وكتب الدكتور مايكل وولف، وهو أستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة نورث وسترن، وزملاؤه: "تشير نتائجنا إلى أن العديد من المستهلكين لا يدركون أو لا يميِّزون المكونات الفعالة في أدوية تسكين الألم التي تُصرف من دون وصفة طبية، كما أنهم حتمًا لا يلتزمون بدقَّة بتعليمات النشرة المرفقة بعلبة الدواء. ونظرًا لانتشار هذه المشكلة، فإنَّ الخطر الناجم عن التأثيرات الضارة البليغة وعدم وجود وسيط متعلِّم - أي طبيب لتوجيه عملية صنع القرار وإعطاء المشورة للمستهلكين بشأن الاستخدام السليم لهذه الأدوية – نعتقد أنَّ هذا سيشكل تهديدًا على الصحة العامة يتطلَّب اهتمامًا عاجلًا".