منح الجنسية المصرية للمخرج الكبير محمد خان، قرار تأخر كثيرا، خاصة وأنه حالة إنسانية وفنية عاشت على أرض مصر 72 عامًا، ورغم ما قدمه للدولة من أعمال فنية، وجوائز رفعت باسم مصر، في المحافل والمهرجانات الدولية، إلا أن "خان" لم يحصل على مصريته التي لا يستطيع أحد أن ينكرها عنه إلا اليوم، بقرار جمهوري أنصفه في النهاية. وُلد المخرج السينمائي محمد خان في مصر في 26 أكتوبر عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، ويعدّ أحد أبرز مخرجي السينما الواقعية التي انتشرت في جيله من السينمائيين نهاية السبعينيات وطوال ثمانينيات القرن الماضي وقد انحسر نشاطه السينمائي خلال السنوات الأخيرة وشارك في كتابة 12 قصة من 21 فيلمًا قام بإخراجها. وعاش محمد خان، فترة طويلة في إنجلترا، دامت سبع سنوات، حيث أنهى دراسته في معهد السينما عام 1963. بعدها عاد إلى القاهرة وعمل في الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي، تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف، بقسم القراءة والسيناريو مع رأفت الميهي ومصطفى محرم وأحمد راشد وهاشم النحاس، ولم يستطع خان الاستمرار في العمل في هذا القسم أكثر من عام واحد، ليسافر بعدها إلى لبنان ليعمل مساعدًا للإخراج مع يوسف معلوف ووديع فارس وكوستا وفاروق عجرمة، وبعد عامين هناك، سافر مرة أخرى إلى إنجلترا إبان حرب 1967 وفي عام 1977 عاد إلى مصر وأخرج فيلمًا قصيرًا قبل أن يبدأ مشواره السينمائي بفيلم ضربة شمس عام 1978. وكون محمد خان، مع بشير الديك وسعيد شيمي ونادية شكري وعاطف الطيب وخيري بشارة وداوود عبد السيد جماعة سينمائية أطلق عليها "جماعة أفلام الصحبة"، جمعتها رابطة الصداقة والقضايا والهموم الفنية التي دفعتهم لإنتاج أفلام ذات مستوى جيد وتقدم جديدًا، والفيلم الوحيد الذي قامت الجماعة بإنتاجه هو "الحريف". وقدم خان، أعمالا يراها النقاد من كلاسيكيات السينما المصرية ومنها "موعد على العشاء" و"زوجة رجل مهم" و"أحلام هند وكاميليا" و"خرج ولم يعد" و"سوبر ماركت" و"الحريف" و"أيام السادات".