بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ مُكمِّلًا غذائيًا شائعًا، يُسمَّى إينوزين inosine، يُعزِّزُ بشكلٍ آمن من مستويات مُضادِّ أكسدةٍ يُعتقَد أنَّه يُفيد مرضى باركنسون (الشلل الرعَّاش). الإينوزين هو طليعةٌ لأحد أنواع مُضادَّات الأكسدة التي تُعرف باسم اليُورات؛ وهو يتحوَّل بشكلٍ طبيعيٍّ في الجسم إلى يُورات، لكنَّ اليورات التي تُؤخَذ عن طريق الفم تتحلّل في الجهاز الهضميّ. قال الدكتور أندريو فيغين، طبيبُ الأمراض العصبيَّة في مركز اضطرابات الحركة لدى معهد كوشينغ للعلوم العصبيَّة في مانهاسيت: "تترافق المستوياتُ المرتفعة من اليورات مع انخفاض في خطر الإصابة بمرض باركنسون؛ وهي قد تُضفي شيئًا من البطء على مُعدل تفاقم المرض عند مرضى باركنسون". اشتملت الدراسةُ على 75 شخصًا شُخِّصت مُؤخرًا إصابتهم بمرض باركنسون، وكان لديهم مستويات مُنخفضة من اليورات. وبيَّنت الدراسة أنَّ المرضى، الذين تلقُّوا جرعات من الإينوزين بهدف تعزيز مستويات اليورات لديهم، أظهروا ارتفاعًا في مستويات مُضاد الأكسدة بدون أن يُعانون من آثار جانبيّة خطيرة. قال الباحثُ الرئيسيُّ الدكتور ميخائيل شوارزتشايلد، طبيبُ الأمراض العصبيَّة لدى مستشفى ماساشوسيتس العامة: "قدَّمت هذه الدراسةُ دليلًا واضحًا على أنَّه، بالنسبة إلى الأشخاص الذين أصِيبوا بمرض باركنسون منذ فترة قريبة، يُمكن أن ترفع المُعالجة عن طريق الإينوزين وبشكلٍ آمن من مستويات اليورات في الدَّم والسائل الدماغي النخاعيّ، لشهور أو لسنوات". "نحن نعلم أنَّ اليورات تمتلك خواصَّ وقائيَّةً عصبيَّة عند النماذج الحيوانيَّة. كما أشارت عدَّة تجارب على البشر أيضًا إلى أنَّ اليورات قد تُفيد مرضى باركنسون، لهذا تُعدُّ النتائج الإيجابيَّة لهذه التجربة مُشجِّعة جدًا". تُشجِّع نتائجُ الدراسة على القيام بالمزيد من الأبحاث حول قُدرة اليورات على الإبطاء من استفحال مرض باركنسون؛ وهذا ما يسعى إليه فريقُ الباحثين من خلال التخطيط لإجراء تجربة سريريَّة كبيرة تتألّف من 3 مراحل. لكن، قال شوارزتشايلد أنَّه بالرغم من النتائج الإيجابيَّة التي توصَّلوا إليها حتى الآن، يجب ألاَّ يُحاول مرضى باركنسون ومُقدِّمو الرعاية تجربة المعالجة بالإينوزين في هذا الوقت. "بينما تُوجَد أدلَّةٌ لا يُستهان بها لدعم إمكانيَّة استخدام هذا العلاج، لا يزال الإيزونين معالجةً غير مُثبتة لمرض باركنسون. نحن نعلم أنَّ المُستوياتِ المرتفعةَ جدًا من اليورات يُمكن أن تُؤدِّي إلى تشكُّل حصى الكُلى وإلى النِقرس (مرض في المفاصل) وغيرهما من التأثيرات الأخرى غير المُتوقَّعة؛ وهو السبب الذي يجعل من مُحاولة رفع مستويات اليورات أفضل ما تكون ضمن التجارب السريريَّة التي تُصمَّم بعناية، للتقليل من الأخطار والموازنة بين هذه الأخطار والفوائد المُحتَملة". قال الدكتور ستيفن فروشت، طبيبُ الجهاز العصبيّ ومُدير قسم اضطرابات الحركة لدى كلية ماونت سيناي للطبّ في نيويورك: "لم تُصمَّم هذه المرحلة الثانية من الدراسة من أجل إظهار ما إذا كانت المُعالجة أو عدم المُعالجة بالإينوزين قد أدَّت إلى تأجيل الحاجة إلى علاجٍ أعراض مرض باركنسون. ونحن، نحتاج إلى تجربة تتضمَّن مرحلة ثالثة لإظهار ما إذا كان تناولُ الإيزونين عن طريق الفم يُساعد أو لا يُساعد على مُحاربة مرض باركنسون، أو إن كان لديه إمكانيَّة تأجيل الحاجة إلى مُعالجة الأعراض".