بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأطفالَ، الذين لديهم مُستويات مُنخفضة من فيتامين د، قد يُواجِهون زيادةً في خطر الإصابة بفقر الدَّم. حلَّل باحِثون عيِّنات دم لأكثر من 10400 طفل؛ ووجدوا أنَّ مستويات فيتامين د كانت مُنخفضة وبشكلٍ ثابت عند الصغار الذين يُعانون من فقر الدَّم؛ وهي حالة تكون فيها خلايا الدَّم الحمراء أقلّ من المستوى الطبيعيّ. كان الصغارُ، الذين لديهم مستوياتٌ من فيتامين د أقلّ من 30 نانوجرامًا لكل ميلّيلتر، أكثر ميلًا بمرَّتين لإصابتهم بفقر الدَّم، مُقارنةً مع الصغار بمستوياتٍ طبيعيَّة من فيتامين د. أشارت الدراسةُ إلى أنَّ الأطفالَ، بمستويات من فيتامين د أقلّ من 30 نانوجرامًا لكل ميلّيلتر، كان نقصُ هذا الفيتامين بسيطًا لديهم، بينما كان هذا النقصُ شديدًا عندما انخفضت مستوياتُ الفيتامين إلى 20 نانوجرامًا لكل ميلّيلتر أو أقلّ. يحتاج هذا النقصُ في فيتامين د، سواءٌ أكان بمستوى 30 أم 20 نانوجرامًا لكلّ ميلّيلتر، إلى معالجة عن طريق مُكمِّلات الفيتامين. وجد الباحِثون أيضًا أنَّ 14 في المائة من الأطفال السود، كان لديهم فقر في الدَّم؛ وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة فقر الدَّم عند الأطفال البيض، والتي لم تتجاوز 2 في المائة. بشكلٍ عام، كانت مستويات فيتامين د عند الأطفال السود مُنخفضة أكثر، لكن لم تكن هناك زيادةٌ في خطر إصابتهم بفقر الدَّم، إلى أن تجاوزت مستويات الفيتامين في انخفاضها مستوياتِه عند الأطفال البيض. قال مُعدُّو الدراسة إنَّ هذه الاختلافات العرقيَّة تُشيرُ إلى الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث التي تهدُف إلى الوقاية من تلك الحالات أو مُعالجتها. قالت الباحِثةُ الرئيسيَّة الدكتورة ميريديث أتكينسون، اختصاصيَّة الكُلية عند الأطفال لدى مركز جونز هوبكنز للأطفال: "يجب أن يُمارسَ هذا الاختلاف العرقي الواضح، الذي شاهدناه في دراستنا، دور رسالة تذكير بأنَّ ما قد نعتبره مستوى منخفضًا من ناحية مَرضيَّة عند البعض، قد يكون مُناسبًا بشكلٍ كامل عند البعض الآخر؛ وهذا الأمر يُثير بعضَ الأسئلة المهمة حول الطرق الحالية التي نستخدمها في المُعالجة وتقديم المُكمِّلات، والتي تتّسم بالطابع العام بدون مراعاة خصوصيّة بعض الحالات". قال الباحثون إنَّ الدراسةَ لم تُبرهن على علاقة سبب ونتيجة مباشرة بين مستويات فيتامين د وخطر الإصابة بفقر الدَّم. قال الباحثُ الرئيسيُّ الدكتور جيفري فادروسكي، اختصاصيُّ أمراض الكلية عند الأطفال لدى مركز جوبكنز: "إن تمّ تأكيد نتائج دراستنا من خلال المزيد من الأبحاث، قد تُصبح مستويات فيتامين د عامل خطر لفقر الدَّم يُمكن تعديله بسهولة بالمُكمِّلات". قال الباحِثون إنَّ هناك العديد من الآليات التي يُمكن أن تُفسِّر هذا الترافق، بما فيها تأثيراتُ فيتامين د في إنتاج خلايا الدَّم الحمراء في نقيّ العِظام، أو قدرة الفيتامين على تنظيم الالتهاب المناعيّ، وهو مسبِّبٌ مُعروف لفقر الدَّم.