"القهوة السعودية" رمز الكرم والضيافة عند القبائل البدوية المصرية

تعتبر القهوة أحد المشروبات الموروثة في ثقافة المملكة العربية السعودية، وترمز عبر التاريخ لقيم تعبر عن الكرم والضيافة، ويتشارك الشعبان السعودي والمصري تاريخيًا في استخدام القهوة كمشروب ترحيبي بالضيوف، ويُقدم معها التمر والشوكولاتة خلال المناسبات والتجمعات.
وبمناسبة إقرار العام الحالي كعام للقهوة السعودية، فقد تم بشكل رسمي تمييزها على أنها إحدى الموروثات الشعبية، وعلامة ثقافية تتميز بها المملكة، سواءً من خلال زراعتها، أو طرق تحضيرها وإعدادها وتقديمها للضيوف.
وسيكون عام 2022 مناسبة للاحتفاء بالقهوة السعودية بوصفها منتجاً ثقافياً مميزاً للمملكة، وتأكيدًا على ارتباط البن المحلي بالهوية السعودية، وانطلاقاً من خصوصية تعامل المجتمع السعودي مع القهوة ومع أجوائها المميزة.
وتهدف الفعاليات الرئيسية لحملة وزارة الثقافة "عام القهوة السعودية 2022" إلى إبراز مظاهر الكرم والضيافة السعودية الأصيلة، المرتبطة بالقهوة السعودية، وعاداتها الفريدة، بجانب إظهار التنوع الثقافي الكبير في المملكة، من خلال التنوع في طرق إعداد وتقديم القهوة السعودية، مرورًا بتسليط الضوء على البُن الخولاني السعودي بوصفه منتجاً سعودياً أصيلاً.
الفارق بين القهوة السعودية والقهوة المصرية
تعتبر "القاهرة" من أوائل العواصم في العالم التي عرفت مذاق القهوة على أيادي المُستعمرين، وفي نهاية القرن السابع عشر ضمت العاصمة المصرية أكثر من 643 بيت قهوة، وهي مقاهي أصبحت مراكز ثقافية وأماكن يتجمع فيها العامة من أجل تبادل الأحاديث والطرائف وأمور الحياة.
في مصر عند طلب القهوة من الضروري تحديد كمية السكر، على النقيض مع القهوة السعودية التي لا تمزج إلا نادرًا بالسكر، ويمكنك الاختيار من بين القهوة ذات السكر الخفيف أو ذات السكر المتوسط أو ذات السكر الزائد، وتبقى القهوة المرّة حي عنوان المناسبات الحزينة مثل العزاء.
وتعتبر مصر من الدول المستوردة للبن، حيث دخلت منهجية زراعة البن مؤخرًا إلى مصر، وتحديدًا في عام 2017 من أجل تحقيق جزء ولو بسيط من الاكتفاء الذاتي، بعدما بلغ حجم الإنفاق على استيراد حبوب القهوة من الخارج 2.3 مليار جنيه سنويًا.
وعلى الشق الآخر، تنتج السعودية وفق آخر الإحصائيات 800 طن من البن سنويًا، من 600 مزرعة داخل المملكة، وتستهدف مع حلول عام 2025 زراعة أكثر من مليون شجرة بن خولاني، الذي يعتبر رمزًا لصناعة القهوة السعودية وأحد أندر وأغلى حبات البن على مستوى العالم كله.
ويتم تحضير القهوة في السعودية بعدة طرق، من ضمنها الطريقة المعتادة بتجفيف البُن، ووضعه تحت أشعة الشمس لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، أما الطريقة الثانية فتسمى ب"المغسولة"، وفيها تستخلص القشرة الخارجية لحبة البن عن طريق نقعها في الماء، ثم تترك لتجف.
ومن الطرق المعروفة لتحضير القهوة داخل المملكة، طريقة "العسلية" وهي مزج بين الطريقة الأولى والثانية، وتعطي نكهة ممتازة ومختلفة معتدلة الحموضة والحلاوة.
بالعودة إلى مصر تتعدد ثقافات تحضير القهوة نظرًا لتعدد أنواع البن المستورد، ولكن تبقى "القهوة التركية" هي الأشهر على الإطلاق، نظرًا لكونها النوع المورث منذ العهد العثماني، وفيها يتم مزج حبات البن مع البهارات بنكهات مختلفة ويسهل تحضيرها في أي مكان، على عكس القهوة الأوروبية والأمريكية التي تحتاج لماكينات صناعة القهوة.
ومن المعروف أن هناك أنواع للقهوة تصنع على طريقة "القهوة السعودية" داخل مصر، وتحديدًا في المناطق الصحراوية والمحافظات الحدودية مع المملكة، حيث تعتبر أنواع القهوة العربية والسعودية هي المشروب الأكثر انتشارًا بين القبائل البدوية، حيث تستخدم حبوب البن الخضراء سواء المزروعة في الصحراء، أو المستوردة من مُدن المملكة المختلفة، ويتم تحضيرها على الطريقة السعودية وتقديمها للضيوف مع التمور.
القهوة في العيد
ومن المتعارف عليه في السعودية مع أول صباح لعيد الفطر المبارك، يتم تجميع الأحباب والاحتفال بالإفطار في جماعات، من خلال أباريق القهوة الساخنة، لتكون أول ما يقدم للضيف بعد الترحيب والسلام، ودومًا ما تكون "القهوة السعودية" هي الرابطة الرئيسي بين الأقارب والأصدقاء في أيام العيد، وعنوان الضيافة.
وهناك عادة مشهودة ترتبط بالأسرة السعودية وكذلك المصرية خلال اليوم الأول من العيد، حيث تستقبل الزوجات أزواجهن وأبناءهن لدى عودتهم من صلاة العيد، بفناجين القهوة التي يُقدم معها المخبوزات والحلوى وبعض الأنواع الفاخرة من التمر.
ومن جانبها أعلنت وزارة الثقافة "عام القهوة السعودية 2022" عامًا للقهوة السعودية كأحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، خلال أيام عيد الفطر المُبارك هذا العام، من خلال حملات في مختلف مناطق المملكة ومنها مركز الرياض بارك التجاري بمدينة الرياض، ثم في الظهران مول بالمنطقة الشرقية، وصولًا إلى العرب مول في مدينة جدة.
وتم تخصيص ركن خاص بالقهوة السعودية في هذه المراكز التجارية، وسيتم استقبال المتسوقين وتقديم الضيافة لهم بخمسة أنواع من القهوة لعددٍ من المناطق بحسب اختيار الزائر مع تمر فاخر، وعرض المكونات ودرجة التحميص بحسب كل منطقة.