طالب الأزهر الشريف بضرورة مراجعة المناهج الدراسية، وقال بيان صادر عن رابطة خريجي الأزهر اليوم، إنه في إطار الندوة الأسبوعية التي تقيمها الرابطة بعنوان" الوسطية بين الإفراط والتفريط" ضمن مشروع إعداد الكوادر الأزهرية التي أقيمت في أول مارس الجاري والتي تستمر قرابة 3 شهور: إننا اليوم في أشد الحاجة إلى تأكيد مفهوم الوسطية والبعد عن الغلو والتشدد الذي أضر بالمسلمين والإسلام حتى الدرجة التي تشوهت معها صورته الناصعة في نفوسهم. من جانبه أكد دكتور إسماعيل عبدالرحمن أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر – رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط، أن الوسطية لم تكن سمة مميزة للأمة المحمدية فحسب وإنما كانت منهجًا وسبيلًا أمرت به الشريعة وحثت على التخلق به، وأشارت آيات عديدة بالقرآن الكريم إلى القصد والاعتدال، وحذر من الغلو وترك منهج الوسطية. وقال دكتور إسماعيل خلال الندوة إن الوسطية هي التوازن والاعتدال في الأمور وكذلك هي الأحسن والأخير دون إفراط ولا تفريط، مؤكدًا أن الوسطية منهج حياة يجب التحلي به في كل شئون حياة المسلم، وإذا تخلى المسلم عن هذا المنهج فلا شك أنه سيجنى ثمارًا سيئة تلحق به وبالمجتمع والأمة بأسرها. وأشار إلى أن الوسطية تستدعي طرفين الأول: هو المتساهل في الطاعات والمقصر في العبادات والواجبات مما يؤدي لانتشار الفواحش والمنكرات وهذا محظور ومنهي عنه شرعًا، أما الثاني: فهم المغالون والمتشددون الذين التزموا بمنهج التطرف والشدة مخالفين هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ينتج عنه مجتمع منغلق يري أنه الأصوب وما عداه ضلال ويستبيحون دماء وأموال غيرهم وهذا هو السعي في الأرض فسادًا. ثم تطرق دكتور إسماعيل إلى مفهوم التفريط والإفراط، فأوضح أن التفريط هو التقصير والتضييع، أما الإفراط هو مجاوزة الحد والإسراف فيه والزيادة على ما أمر به الإنسان، فكلاهما يستعمل في تجاوز لحد من جانب الزيادة والنقصان. وأكد على أن الإفراط والتفريط في العبادة قد حرمه الإسلام على المسلمين لما فيه من غلو وتنطع وتشدد، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية دعت في العديد من نصوصها الواردة في الكتاب والسنة إلى القصد والاعتدال في كل الأمور، حيث يستلزم علينا كمسلمين إقرار هذا المنهج واتباعه ولا يتأتى ذلك إلا بعدة سبل أهمها: إعداد مشروع متكامل يتبنى منهج الوسطية والاعتدال وتتولاه جهات معنية بهذا الشأن ومنها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والتعليم العالي والتربية والتعليم والإعلام. ولفت إلى أهمية التذكير الدائم بمنزلة الوسطية في الإسلام والتعريف المتواصل بأهميتها، موضحًا أنه من الضرورى في هذا الشأن مراجعة المناهج الدراسية لتتواءم مع منهج الوسطية وحذف كل ما يدعو للتطرف والغلو في الفكر من إرهاب الآمنين وتكفير للمؤمنين، وتخصيص برامج إعلامية مرئية ومسموعة وبتقنية الإنترنت لبيان حقيقة الإسلام ونبذه للغلو والتطرف وتوضيح أضراره على الفرد والأمة، فضلًا عن إصدار الكتيبات وإقامة المؤتمرات والندوات التي تبحث هذه الظواهر لتصحيح فكر هؤلاء الضالين والأخذ بأيديهم إلى منهج الاعتدال. وشدد على ضرورة نبذ طرفي الوسطية سواء الغلو أو التفريط فكلاهما لا يتفقان مع روح الوسطية والاعتدال، موضحًا أهمية دور الدعاة والمفكرين في محاورة المغالين ودعوتهم بالحسنى لترك التشدد والرجوع لساحة الوسطية وفكرها الرحيب وإبعاد أفكارهم عن المواقع التربوية التي تؤثر في تربية النشء.