بعد أن سقطت الجماعة الإرهابية في مصر، وخلع الشعب مرسي وجماعته، عاد التيار القطبي الذي يحكم الإخوان، للتخطيط من جديد، وبدأ عمليات إحلال وتجديد لعدد من مسئولي الأقسام والمحافظات، وتم تعيين مسئولين محل المقبوض عليهم، خاصة قسم الطلبة، والذي كان يديره نائب المرشد الدكتور رشاد البيومي، القطبي القوي المعروف داخل الجماعة بالبروفسيور المجاهد. وتنفرد "البوابة نيوز" بنشر تفاصيل الخطة التي توصل الإخوان للحكم، حيث عثرت الأجهزة الأمنية، على برامج "الأسر الإخوانية"، وبرامج المناطق والشعب، في أثناء القبض على قيادات من الجماعة خلال الأسبوع الماضي، حيث يدرس داخل اللقاءات التربوية، خطة محكمة للوصول إلى حكم مصر 2017، وتتركز الخطة في مقدمتها على شرح الواقع على الأرض الآن، وأنه ليس أمام الجماعة سوى الاعتماد على كوادرها فقط، بعد تخلّي الشعب عنها، وتخلّي النخب وجميع القوى، ثم بعد ذلك تشرح الخطة.. أن الاعتماد سيكون على الذين قاموا بتأدية البيعة والقسم على المصحف، والخطة تقضي حِسَبًا متوالية كالتالي: أن عدد الإخوان يتزايدون كل عام إلى الضعف عبر العمل بأسلوب الدعوة الفردية، وأن عدد الإخوان الآن 800 ألف، وهم الإخوان العاملون، وهذا العدد لا يشمل المحبين والمؤيدين للجماعة، وكذلك لا يشمل المستويات ( أ، ب، ج )، فهؤلاء في عرف الجماعة ليسوا إخوانًا ولم يقوموا بالبيعة بعد، والخطة تلزم كل إخواني عامل بتجنيد مواطن آخر مثله، حتى يصلوا إلى العدد المطلوب، وهو تجاوز العشرة ملايين إخوانى، في عام 2017، حيث العدد الآن 800 ألف، وفى عام 2015 يصبح طبقا لمتوالية الدعوة الفردية مليون وستمئة ألف، وفى عام 2016، سيكون العدد ثلاثة ملايين ومئتى ألف، وفى بداية عام 2017، سيكون العدد ستة ملايين وأربعمئة ألف، وفى نهاية عام 2017 يصل العدد إلى 12.8 مليون عضو عامل، وحددت الخطة ساعة الصفر، بالوصول إلى هذا العدد، والجماعة لن تتحرك قبل تجاوز العدد عشرة ملايين، وهذا أيضا ما أكدته دراسة أعدها أحد الإخوان وعلق عليها مؤخرا ثروت الخرباوي، القيادي السابق في الجماعة، الخلايا النائمة أو القوة المؤجلة، قامت الجماعة باستخدامها أكثر من مرة استعدادا لسيناريو الثورة وحرب الشوارع المنتظرة في 2017. وقد بدأت البرامج التربوية الآن داخل الجماعة، وبإشراف القطبيين بتدريس الكتب التي تدعو تؤيد الفكرة والخطة، ومنها كتاب "عقبات في طريق الدعوة" الجزء الثانى، من تأليف الإخوانى عبد الله ناصح علوان، حيث دعا فيه لتكوين القاعدة وإيجاد القاعدة الشعبية انتظارا لساعة الحسم في ص 368، وفي ص 408 من نفس الكتاب "لم يبق أمام الجماعة سوى الثورة للوصول إلى الحكم"، كما اعتمد القطبيون كتاب "دور المسلم "لتوفيق الواعي"، لأنه يحمل نفس الأفكار، مع إعطاء وقت أكبر لدراسة كتاب "الإسلام فكر وحركة وانقلاب"، لفتحى يكن. وأكد مصدر أمني أن القطبيين بهذا الإعداد قد حسموا أمرهم وأخذوا قرارا بعقر كل من يعطلهم، معلنين أنفسهم خنجرا مسموما في قلب الوطن، من خلال العمل داخل السراديب مرة أخرى، وأكد أن عمليات عمليات التجنيد القطبى معتمدة الانتقاء، فالقطبيون لا يريدون أسلمة المجتمع، وإنما يهدفون لضم الناس لتنظيمهم، وأكد أن الجماعة تعكف حاليا على دراسة تجربة حزب الله في جنوبلبنان، الذي بدأ بتقديم الخدمات للفقراء، ثم أصبح هو الحاكم الحقيقى، بفرض الأمر الواقع ودراسة ما قام به فرع الإخوان في غزة "حماس" من انقلاب، ودراسة طريقة الحوثيين وكيف وصلوا إلى ذلك. وقال المصدر الأمنى، إن القطبيين يهدفون لنمو الجماعة أفقيا ورأسيا، الأفقى يهتم بالعدد، والرأسى للارتقاء بمستوى الأفراد وتدريبهم بهدف تقوية التنظيم، واستعدادهم للتضحية، وقال كتاب فقه الدعوة الصادر عن دار التوزيع والنشر الإسلامية، ومؤلفه عميد السريين مصطفى مشهور، قال في ص 56: "أقول للذين لا يعجبهم اتساع القاعدة أكثر من صلابتها ومتانتها.... نقول إن هذا ربما يحقق كسبا مظهريا وقد يوصل إلى الحكم في وقت أقل.. ولكن له مخاطره.. فالقاعدة تكون هشة، والنوعيات التي تقوم بالتنفيذ والتمكين تكون غير أصلية". وأكد المصدر أن هذا الكتاب يتم تدريسه الآن داخل الأسر الإخوانية المنضمة حديثا، ويعتبر القطبيون أن قوة الجماعة تقاس بعدد من هم مستعدون للتضحية من أجل الجماعة، ولا تكون بمن يمنحهم الأصوات في الانتخابات، والتغيرات التي تحدث في الجماعة الآن، تؤكد استعداد القطبيين لإشعال النار في ساعة الحسم التي يعدون لها منذ زمن. وفي لقاء تربوي داخل أحد الأسر الإخوانية في مدينة ناصر بمحافظة بني سويف، رصدت الأجهزة الأمنية، ما وصفته بالجيوب الداخلية، والتي تعني أن الجماعة اتخذت قرارًا بفصل كل المثبطين للجماعة، وأن القليل الملتزم أفضل من الكثير الذي فيه بلبلة للجماعة، وطالبت أفراد الجماعة بالثقة في القيادة، مع الوضع في الاعتبار أن المحن تقوي الصف ولا تضعفه.. حسب ما نصت عليه التعليمات التربوية، التي صدرت داخل تلك الأسرة وتم رصدها. كما شملت الخطة، على مهام القسم الخاص، والقسم الخاص غير النظام الخاص، فالقسم الخاص الذي يشرف عليه الآن محمد طوسون، وهو ضابط مباحث سابق بالمنيا، تم فصله من الخدمة وحبسه لمدة عام لعلاقته بالإخوان عام 1983، وهذا القسم يشمل أصحاب الأماكن والمناصب الحساسة الذين انضموا للإخوان مع الحفاظ عليهم بعيدا عن أعين الأمن انتظارا لساعة الحسم، التعليمات الجديدة التي صدرت لهذا القسم تشمل الحرص الشديد منعا لاختراق القسم الخاص من جهات أمنية. هذا ما أكدته الخطة التربوية الجديدة، والتي طالبت بعدم التساهل في تصعيد الأفراد لمواقع القيادة مع إفهام قواعد الجماعة بأنهم قد رجعوا مرة أخرى لمرحلة العهد المكي، بعد أن عاشوا لمدة عام واحد فقط في العهد المدني، وهو فترة التمكين والحكم في عهد محمد مرسي، وهي مرحلة الإيذاء المستمر، بحسب ما ورد في اللقاء التربوي الذي تم رصده، وأكد للأعضاء أن الجماعة مقبلة على مرحلة من الاضطهاد ومصادرة الأموال والحصار.