خروج ملايين المصريين في تظاهرات 30 يونيو - التي أدت إلى سقوط جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة - أربك خططاً عديدة، وأصاب دولاً وقنوات بهيستيريا بدت واضحة للعيان، وأبرز من ظهرت عليهم أعراض تلك الهيستيريا هي قناة الجزيرة القطرية، التي - وبحسب خبراء إعلام عديدين - وقعت في أخطاء مهنية عديدة، على رأسها نشر أكاذيب إعلامية، في محاولة بائسة لإنقاذ جماعة دينية خرج ضدها ملايين المصريين فأسقطوها. كان واضحاً يوم 30 يونيو أن الجزيرة غير متحمسة للتظاهر ضد الإخوان، فبينما كانت كل قنوات العالم تعرض التظاهرات المعارضة للمعزول محمد مرسي في كل شوارع مصر، قررت الجزيرة أن تنقل بثّاً مباشراً من رابعة العدوية - حيث تواجد أنصار المعزول محمد مرسي - وأعطت مساحة كبيرة لقيادات الجماعة للحديث وترديد أكاذيب، منها على سبيل المثال ما قاله محمد البلتاجي، القيادي في الجماعة الإرهابية المحظورة، والذي وصف مظاهرات 30 يونيو على شاشتها ب "الفوتوشوب" وغير الحقيقية، مؤكداً أنه لم تخرج ملايين ضد مرسي وأن الأمر كله من إخراج المخرج المصري خالد يوسف، قائلاً: "لا يوجد متظاهرون حقيقيون في الشوارع". كلام البلتاجي - الذي يبدو مضحكاً - تعاملت معه الجزيرة وكأنه حقيقة، فالقناة قامت يوم الجمعة الموافق 2 أغسطس 2013 بعرض تقرير وصفته بأنه "تحليل استقصائي عن أعداد المشاركين فى تظاهرات 30 يونيو"، واعتمد تحليل "الجزيرة" على حساب مساحة ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، والتي قدرتها الجزيرة ب 129 ألف متر مربع، ليتسع - على حدّ زعم القناة القطرية - ل 516 ألف شخص فقط، ولكن فات الجزيرة أنها أثناء ثورة 25 يناير 2011 قدرت الأعداد في ميدان التحرير بمليوني متظاهر، بل وصل الأمر إلى أنها نشرت تقريراً على موقعها الرسمي يوم الجمعة 18 فبراير 2011 قالت فيه: "تجمع أكثر من أربعة ملايين مصري، اليوم الجمعة، في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به وسط العاصمة القاهرة، وذلك للاحتفال بسقوط الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، وأدى الملايين صلاة الجمعة خلف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، الذي ألقى فيهم خطبة حيّا فيها الثورة ودعا إلى حمايتها ومتابعة تنفيذ مطالبها". لمشاهدة التقرير: http://www.aljazeera.net/news/pages/964dec38-0997-4d7b-b8ba-926a52a57825 وهو ما جعل معلقين إعلاميين يعتبرون أن الجزيرة تقدر أعداد المتظاهرين بحسب انتماءاتهم لا بحسب أعدادهم الحقيقية، وقد أخذت السخرية من تقرير الجزيرة حيّزاً كبيراً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فعلق أحد نشطاء تويتر قائلاً: "إذا حضر القرضاوي أصبح الميدان يتسع ل 4 ملايين، لكن إذا حضر متظاهرون ضد الإخوان يصبح ميدان التحرير لا يسع أكثر من 516 ألف شخص". أما على موقع "فيس بوك" فقد تبادل النشطاء فيديو آخر للجزيرة - قبل تنحي مبارك بأيام قليلة - تقدر فيه أعداد المتواجدين في ميدان التحرير ب 3 ملايين مصري. لمشاهدة الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=WFx_r_aV6zA خطأ مهني آخر وقعت فيه الجزيرة، بيّن تحيّزها الواضح ومحاولتها الدفاع المجاني عن جماعة الإخوان الإرهابية بهيستيريا، الخطأ يتعلق بفيديو شهير نقلته العديد من وسائل الإعلام لملتحٍ يلقي أطفالاً من أعلى إحدى البنايات السكنية في منطقة سيدي جابر بمحافظة الإسكندرية، الفيديو تم تصويره من زوايا عديدة، وتسبب في خروج الآلاف من أهالي سيدي جابر في مسيرات ضد الإخوان، وحرق مقراتهم، وصورت وسائل الإعلام مع أحد الأطفال الناجين، وحكى ما حدث بالتفصيل، بل إن قوات الأمن قبضت على الملتحي وظهر عبر فيديو يعترف بما حدث، كل ذلك لم يقنع الجزيرة، فقررت عمل تقرير قالت إنه دليل على فبركة الفيديو وإنه لا يوجد ملتحٍ ألقى بأطفال من أعلى سطح البناية من الأساس، واستعانت الجزيرة في تقريرها بموقع "Middle East Monitor"، وقالت إن الموقع قد أكد أن الفيديو "مُفبرك". رابط تقرير الجزيرة: : http://www.youtube.com/watch?v=kMGCiqbc5fY وفي تقريرها قدمت الجزيرة موقع "Middle East Monitor" على أنه موقع بريطاني مستقل، ولكن الباحث المصري المستقل أحمد عباس، قرر البحث خلف الموضوع، ليكتشف أن ما قالته الجزيرة غير صحيح، فمدير موقع "Middle East Monitor" هو "داود عبد الله"، وهو عضو في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية منذ عام 1976، وهو ما يجرح شهادته وشهادة الموقع، لأنه خِصم في الموضوع. هذه هي صفحة فريق عمل الموقع، وفيها يظهر اسم المدير "داود عبد الله": http://www.middleeastmonitor.com/about-us وهذه هي السيرة الذاتية للدكتور "داود عبد الله" من موقع ويكبيديا، والتي تؤكد أنه أحد أعضاء التنظيم الدولي للإخوان: http://ar.wikipedia.org/wiki/داوود_عبد_الله وهذا موقع آخر يؤكد انتماء الدكتور "داوود عبد الله" للتنظيم الدولي للإخوان: http://globalmbreport.com/?p=1340 الباحث "أحمد عباس" سجل أيضاً ملاحظات عديدة لم تجب عليها الجزيرة في تقريرها، منها كيف لفيديو مُفبرك أن يتم تصويره من أكثر من زاوية؟!، وكيف لمُفبركيه أن يجمعوا مئات الأشخاص أسفل المنزل؟!، وكيف لقناة الجزيرة أن تعتمد في تقريرها على موقع يرأسه عضو في جماعة الإخوان المسلمين - وهي خصم في الموضوع - وتُقدم تحليله للمشاهد على أنه موقع مستقل؟!. "الجزيرة هي قناة الإخوان الرسمية"، كانت لافتة كبيرة علقها أحدهم في ميدان التحرير منذ يوم 30 يونيو 2013، اللافتة تختصر غضب العديدين من المصريين من القناة، التي يصف مراقبون مصريون تغطيتها الحالية للأحداث في مصر ب "الهيستيرية، فقد راهنت القناة على جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، ولم تدرك أن للشارع المصري رأياً آخر في الجماعة، وفي القناة نفسها.