نقيب المحامين بالشرقية: نجاح الإضراب أمام استئناف الزقازيق بنسبة 100%    جامعة أسيوط تحصد 11 جائزة في "مهرجان إبداع 13"    عاجل- 4 قرارات جديدة لرئيس الوزراء تتعلق بنزع ملكيات لأعمال المنفعة العامة    الهند: باكستان استهدفت أراضينا بصواريخ ومسيرات    المستشفى الإندونيسي في غزة يطلق نداء استغاثة: ساعات قليلة وينفد الوقود    43.4 مليون يورو بالمستطيل الأخضر، الأهلي يتفوق على المصري بالقيمة السوقية    أيمن الرمادي في أول محاضرة للاعبي الزمالك: "هذا ليس الفريق الذي أعرفه"    الصحة: المرور على 145 منشأة طبية خاصة للتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية    الأرصاد تُحذر من شبورة مائية وارتفاع درجات الحرارة اليوم الخميس 8 مايو 2025    رابط تسجيل استمارة التقدم لامتحانات الدبلومات الفنية قبل غلق باب ملء البيانات    هند صبري تجسد بطولة جديدة من روايات إبراهيم عيسى.. ما التفاصيل؟    راجح داوود: "الكيت كات" قصة موسيقى صادمة تحوّلت لفهم أعمق لمعنى الفيلم    رئيس الوزراء يتفقد مركز أورام طنطا القديم.. ويُشيد بالخدمات الطبية المقدمة ضمن المبادرات الرئاسية    جامعة المنيا الأهلية تُنشئ منظومة اختبارات إلكترونية وتُجهز 4 معامل لكلية الذكاء الاصطناعي    وزير الري: كاميرات لقياس التصرف على ترعة الإسماعيلية    أسرار دخان الفاتيكان.. تعقيدات طقسية عمرها قرون فى عصر البث المباشر    وزير خارجية إيران: زيارتي للهند تهدف لإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة    بعد جدل الساعات المعتمدة، رئيس جامعة القاهرة يكشف ل فيتو نظام الدراسة ب«الجامعة الأهلية»    رسميًا.. جدول امتحانات الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 الترم الثاني    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    خالد بيبو يكشف كواليس صدامه الأول مع كولر ويؤكد: "ظلم لاعبين بسبب حلمه بالمونديال"    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    جامعة عين شمس تضع 10 إجراءات لضمان سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بنجاح    قرار رسمي يحدد ضوابط التصوير داخل مينائي الإسكندرية والدخيلة    وزير الاتصالات يبحث مع نظيره الياباني التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني    القبض على طالب اعتدى على طفل بعد استدراجه بمدينة الشيخ زايد    الجريدة الرسمية تنشر قرارات رد الجنسية المصرية ل42 شخصا    جثة ال17 طعنة.. المؤبد للمتهمين في جريمة «السلاكين» بنجع حمادي    حملة مكبرة في بورسعيد تصادر زينة حفلات الزفاف من الشوارع -صور    نائب محافظ الأقصر يكرم رائدات الأعمال بمبادرة "ست ب100 ست".. صور    الزراعة: صادرات مصر من العنب تخطت حوالى 181.1 ألف طن فى 2024    تفاصيل الأزمة الكاملة بين أسرة محمود عبد العزيز وبوسي شلبي    وزير الثقافة: وضع أسس علمية ومهنية لإنتاج محتوى درامي يرتقي بالذوق العام    قادة بالفطرة.. 5 أبراج يتألقون تحت الضغط هل أنت من بينهم؟    رسالة ماجستير بجامعة الأزهر حول "معالجة الإعلام الصهيوني لقضايا العرب" الاثنين    بوتين: التبادل التجارى مع الصين بلغ أكثر من 244 مليار دولار    أمين الفتوى يكشف عن 3 حالات لا يجوز فيها الزواج: ظلم وحرام شرعًا    ضمن مبادرة «صكوك الإطعام».. توزيع 2 طن لحوم على الأسر الأولى بالرعاية في بني سويف    "الصحة": تخريج الدفعة الثالثة من برنامج "مرشدى تعافى الإدمان"    الصحة العالمية تكشف أهداف حملة اليوم العالمى للامتناع عن التبغ لعام 2025    وزير الصحة يبحث مع نقيب التمريض تطوير التدريب المهني وتعميم الأدلة الاسترشادية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 8-5-2025 في محافظة قنا    موعد إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 في مصر    تخفيف الحكم على قاتل والدته بالإسكندرية من الإعدام للسجن المشدد    قسم الأمراض العصبية والنفسية بجامعة أسيوط ينظم يوما علميا حول مرض الصرع    البرلمان الألماني يحيي ذكرى مرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية    هجوم بطائرات درون على مستودعات نفطية في ولاية النيل الأبيض بالسودان    سعر جرام الذهب اليوم فى مصر الخميس 8 مايو 2025.. تراجع عيار 21    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الخميس 8-5-2025 صباحًا للمستهلك    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    الكرملين: محادثات بوتين وشي جين بينج في موسكو ستكون مطولة ومتعددة الصيغ    بروشتة نبوية.. كيف نتخلص من العصبية؟.. أمين الفتوى يوضح    رامي ربيعة يقترب من الموافقة على عرض الأهلي الأخير    تعرف على ملخص احداث مسلسل «آسر» الحلقة 28    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    نقيب المحامين: زيادة رسوم التقاضي مخالفة للدستور ومجلس النواب صاحب القرار    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمن ننحاز.. الاقتباس أم النصوص المصرية؟
نشر في البوابة يوم 20 - 10 - 2021

تظل أزمة التأليف المسرحى قضية تطرح نفسها مجددا على الساحة الفنية والثقافية حتى وقتنا هذا، ويرى بعض المؤلفين أن حركة التأليف تسير بخطى سريعة وغزارة فى الإصدار والدليل على ذلك أن هناك خطة سنوية مخصصة للنصوص المسرحية تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكذلك الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى جانب المسابقات التى ينتج عنها ثلاث نصوص سنوية سواء فى المجلس الأعلى للثقافة أو المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية أو تيمور أو ساويرس وغيرها، ولكن لا تُقدم على خشبات المسرح ولا يعلم البعض ما السبب وراء ذلك؛ بينما يلجأ بعض المخرجين للإعداد المسرحى والاقتباس من النص الأجنبي، وعدم الاستعانة بالنص المصري، بل يمتد أيضا للرواية ومسرحتها مثل روايات نجيب محفوظ، والابتعاد عن النص المسرحي، أحيانًا يكون بطرح فكرة عامة يبنى عليها المخرج مفردات عرضه دون نص واضح.
واحتفى المهرجان القومى للمسرح المصرى فى نسخته الرابعة عشرة بالكاتب المسرحى المصري، تقديرًا لدور المؤلف المصري، الذى سطر بقلمه العديد من النصوص المسرحية، التى ناقشت قضايا الوطن وطرحت مشكلاته، وإلقاء الضوء عليها، وساهمت بدورها أيضا فى إثراء الحركة المسرحية.
فعلى مدى مسيرة المسرح المصرى ازدهر فيه جيل الرواد والمبدعين أمثال: «بديع خيري، وتوفيق الحكيم، وميخائيل رومان، وسعد الدين وهبه، ومحمود تيمور، وألفريد فرج، وصلاح عبدالصبور، ونجيب سرور، ونعمان عاشور، ويوسف إدريس.. وغيرهم، حتى لحقه الجيل المعاصر من بينهم: محمد أبوالعلا السلاموني، ويسرى الجندي، وبهيج إسماعيل، ولينين الرملي» وغيرهم، أتبعهم جيل الشاب الذى من بينهم: «أحمد عبدالرازق أبوالعلا، ومحمد أمين عبدالصمد، وسليم كتشنر، ومحمود جمال الحديني، ومحمد زناتي».. وغيرهم، فكل هؤلاء الرواد ظلوا وما زالوا يثرون الحركة المسرحية بنصوصهم المصرية الخالدة.
«البوابة نيوز» تلقي الضوء على أزمة النص المسرحى ولماذا يلجأ بعض المخرجين إلى النصوص الأجنبية.
مؤلفون: النصوص المصرية موجودة.. والأزمة تكمن فى الإدارة المسرحية
الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني
«السلامونى»: النص عقل الحركة المسرحية.. ومسئولية «الفنى للمسرح» البحث عن الكُتاب
قال الكاتب المسرحى محمد أبوالعلا السلاموني، إن المسرح لا بد أن يكون له كاتب، وتاريخ المسرح فى العالم لا يؤكده إلا الكتاب، فعرف المسرح الإغريقي، والإنجليزي، والأمريكي، والفرنسى من خلال كتابه، فكيف نعرف المسرح المصرى من خلال كتابه أيضا وليس من مُعدّينه أو مُقتبسينه أو مُلفقينه من ضمن الأعمال التى يقومون بها، فهم الآن يقومون بالتلفيق حتى بالترجمة فقط، ولكن يأخذ المخرج النص الأجنبى ويعبث به ويُثير كثيرا من الأفكار البعيدة عن النص الأصلي، هذه مسألة مزيفة.
وأضاف «السلامونى»، أن التأليف هو أساس المسرح، فالعملية المسرحية تعتمد عقليا على التأليف، والنص المسرحى هو العقل الدائم للحركة المسرحية، مؤكدا لا يوجد افتقار فى كتاب المسرح على الإطلاق فهذه أكذوبة أيضا كما يدعى البعض، فهم موجودون سواء الكُتاب القدامى، والمعاصرين، وكذلك الشباب والدليل على ذلك إصدارت النصوص المسرحية السنوية، سواء فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وكذلك مسابقات النصوص للمركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، والمجلس الأعلى للثقافة، وتيمور، وساويرس، ينتج عنها نصوص سنوية ولكن لا تقدم على خشبة المسرح.
وأوضح «السلامونى»، أن الحركة المسرحية موجودة ولكن للآسف الشديد الأزمة تكمن فى الإدارة المسرحية، لأنها لا تضع خطة أو استراتيجية لاستثمار الكتاب المسرحيين، فهؤلاء الكتاب موجودون على الساحة، ولكن دون استثمارهم، ومع الأسف مديرو المسارح سواء فى القطاع الحكومى أو الخاص يأتون بالمخرج لاستحضار نصا لإنتاجه، بينما العكس صحيح لا بد من جهة الإنتاج أن تملك خطة نصوص مسرحية ويقدمها للمخرجين مثلما كان متبعا سابقا، فكان مديرو المسارح سابقا لا ينتظرون المؤلف ليأتى لهم بنص، ولكنه يملك خطة نصوص دائمة.
وتابع أن الدولة تأتى بمديرين للمسارح لترويج الحركة المسرحية، ومن مهام عملهم البحث عن النصوص، فكان المديرون مسبقا يتواصلون مع كبار الكتاب أمثال سعد الدين وهبة، ألفريد فرج، صلاح عبدالصبور وغيرهم بشأن أعمالهم المدرجة ضمن خطة الإنتاج السنوية، وهذا ما يدفع الكاتب للتأليف والإحساس بعظمة شأنه، لكن فى الوقت الحالى لا أحد يتواصل مع كتاب المسرح إطلاقا، فما مصير الكتاب الشاب الآن؟ إذن كتاب المسرح مظلومون من الكتاب الجدد والشاب، فمسئولية البيت الفنى للمسرح البحث عن هؤلاء الكتاب وإلحاقهم بالمكاتب الفنية بالمسارح حتى يشعروا بالانتماء للمسرح متسائلا أين دور لجنة القراءة المركزية؟
وأكد «السلامونى» التجاء المخرجين للنص الأجنبى فى المسرح لا بد أن يكون فى حالة الإفادة للمجتمع خاصة فى الوقت الراهن، مشيرًا إلى الدولة الآن تأتى بمشروع «حياة كريمة» فأين كتاب المسرح من هذا المشروع.
وعن متى نشاهد نصوصًا مصرية على خشبة المسرح بعيدا عن لجوء بعض المخرجين للنصوص الأجنبية، أكد «السلامونى» لديه ما يقرب من 20 نصًا مسرحيًا لا تقدم على خشبة المسرح حتى الآن، وهى فى جميع الاتجاهات، سواء شعبية أومقاومة الإرهاب أو تاريخية أو اجتماعية وغيرها، بالإضافة إلى إصدار نصين جديدين عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الأول بعنوان «ابن دنيال والأمير وصال»، والذى يتناول دور ابن دانيال فى مقاومة الإرهاب والتطرف، والثانى بعنوان «جهاد الفواحش فى زمن الدواعش»، ويواجه هذا النص قضية جهاد النكاح، وهما موضوعان فى غاية الأهمية فلماذا لا ننظر إليهما، مشيرا إلى شعار المهرجان القومى للمسرح المصرى هذا العام «الكاتب المسرحى المصرى» أين كتاب المسرح منه الآن؟ فليس منطقيًا اختيار كاتب مسرحى واحد فقط لتكريمه بين 10 آخرين من الفنانين، والمخرجين، والنقاد، ما يفعله المهرجان الآن يؤكد محو اسم الكاتب المسرحى بهدف الترويج لهذه الأكذوبة، هناك عشوائية وعدم استراتيجية واضحة المعالم وهذا شيء مؤسف ومُحزن لكتاب المسرح.
الكاتب والناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا
«أبوالعلا»: ناقصو الموهبة يروجون لمفاهيم خاطئة تتعلق بالتأليف
وقال الكاتب المسرحى والناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا، إن بعض المخرجين الذين يرون أن المسرح المصرى منذ بداياته، وحتى فى قمة نهضته اعتمد على النص الأجنبي، والاقتباس والتمصير، ومن ثم يصبح من الطبيعى أن نفعل هذا الآن، أقول لك يقولون ما يحلو لهم، ولكنهم- إذا قالوا هذا بالفعل- فهذا دليل على جهلهم بتاريخ مسرحنا، ودليل على سطحية ثقافتهم، لأن الحديث عن البدايات التى تشكلت فيها ملامح المسرح المصرى فى أوائل القرن الماضى شيء، وواقعه فى القرن الواحد والعشرين شيء آخر.
وتابع: «الاقتباس والتمصير والتعريب كانت وسائل لتقديم أعمال مسرحية فى ظل ندرة الكاتب المسرحي، ولكن مع وجود المؤلف المصري، الذى قدم أعمالا كثيرة ومتميزة، وله- أيضا- تجارب خارج مفهوم المسرح الغربي، ومع تعدد الأجيال من كتابه، لا يمكن أن نعتبر مثل هذا الكلام الذى يقوله- أيا من كان- كلاما عاقلا، فمع وجود المؤلف المسرحي، لا ينبغى أن نذهب إلى تقديم النصوص الأجنبية إعدادا، تمصيرا، اقتباسا إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك، وتُعد الضرورة استثناء، وحين تكون القاعدة ترجمة لهذا الهُراء، فقل على المسرح المصرى السلام، وهنا أشعر أن أيادى خفية تعبث فيه، من أجل تراجعه، ومن أجل نسيان تاريخه المضيء».
وأضاف «أبوالعلا»، أنه ليس صحيحا أننا نفتقر إلى النصوص المسرحية المُؤلفة الصالحة للتقديم على خشبة المسرح، فهناك عشرات النصوص، وأستطيع أن أقدم لك قائمة تتضمن عشرات النصوص- الجديدة- التى لا يذهب إليها المخرجون لأسباب متنوعة، أهمها أنهم- على ما يبدو لا يقرأون، ولا يتابعون حركة التأليف المسرحى جيدا، وحركتهم قاصرة على الشلل الصغيرة، التى تضم أفرادا قلة يقدمون بعضهم بعضا، ويعملون مع بعضهم البعض فاختلط الحابل بالنابل، وصار المخرج مؤلفا، وصار مُعدا، وصار دراماتورجيا- كما يصرحون ويكتبون على أفيشات مسرحياتهم، والاعتداء على حقوق المؤلف المسرحى بلا خجل، تلك الظاهرة، لم تكن بهذه الصورة القاتمة من قبل، فمنذ سنوات كانت هناك معارك تدور بين المؤلف والمخرج، إذا اضطر المخرج، أن يتدخل بالحذف أو الإضافة فى النص المكتوب.
وتابع: «أما الآن يُعتدى على حق المؤلف الأدبي، وتشويه ما كتبه تحت زعم مسميات استخدمت خطأ، كوسيلة لمداراة فقر الموهبة، وشُح الثقافة المسرحية، مثل استخدامهم لمصطلح «الدراماتورج» وهو يعنى شيئا آخر غير هذا الذى يذكرونه، مثل هؤلاء ينبغى التصدى لهم، من حقك أن تقوم بالإعداد، لكن لوسيط آخر غير المسرح، فلتكن رواية مثلا، أو قصة قصيرة، أو أى جنس أدبى آخر، يمكنك القيام بمسرحته هذا شيء مشروع، ولكن أن تفعل ذلك مع نص مسرحى مؤلف، وله صاحب، فتلك جريمة، ينبغى التصدى لها بحسم، لأن من يقومون بارتكابها يريدون موت المؤلف، وهم بالفعل يعملون على ذلك، حين يهملون أعماله، أو يتهمونها بأنها مجرد أدب مسرحى ولا تصلح للعرض على خشبة المسرح، وكلها حجج يدارون بها فقر الموهبة، فيفعلون ما يحلو لهم فى مسرحنا المصري، الذى يتراجع دوره على أيديهم».
الكاتب المسرحي محمود جمال الحديني
«الحدينى»: قضية المؤلف الأساسية التواصل مع الجمهور
وقال الكاتب المسرحى محمود جمال الحديني: «نحن نعيش فى عصر التجربة المسرحية، هناك مؤلفين مصريين كثيرين على قدر الموهبة والمهارة الإبداعية على مستوى الكبار والشباب، فأن الاتجاهات التجريبية التى حدثت فى المسرح من حيث غزارة الإنتاج سنويا أصبح أكثر مما مضى، فى الستينيات مثلا، كما صار للمسرح جمهورا كبيرا عن الماضي، وأصبح لدينا فرقا كبيرة مثل عروض مسرح الدولة، والثقافة الجماهيرية، والجامعة، كل هذا يعرف بعصر التجربة المسرحية، لدينا الكثير من التجارب الشبابية، فالمخرج يبدأ الفكرة مع المؤلف وينطلقا معا فيها».
وأضاف «الحدينى»، أن المسرح فى مصر عموما سواء كان للمحترفين أو الهواة فى النهاية يتساوى الجميع لأن عدد الجمهور هو نفسه العدد فى كل الحالات، وهو أيضا نفس العدد الذى يشهد مسرحية ليحيى الفخرانى مع اختلاف سعر التذكرة، فالقضية ليست أن مخرجا ما صرح بأنه لا يوجد مؤلفين أو لا يوجد نصوص، فهناك آخرون يتعاملون مع نصوص ومؤلفين مصريين كثيرين، والمقصود أنه لا يوجد ثوابت ووجهة نظر واحدة، ولا يمكن الحكم بعدم وجود مؤلفين أو مخرجين جيدين فى حكم مطلق، هذا خطأ طبعا.
وأوضح «الحدينى»، أن قضية المؤلف الأساسية هى الجمهور وكيفية التواصل معه، ففى نهضة الستينيات كان الجمهور يعرف طريقه للمسرح مع وجود مؤلفين مبدعين كبار، لكن الجمهور ضل طريقه للمسرح بعد ذلك فى العقود التالية، وهذه الأجيال بعضهم بنى أعماله الجماهيرية على مسألة الاستلهام من التراث، وكلهم ليست لهم أعمال أخرى بنفس القدر من الإبداع، فنحن لدينا مؤلفين وكل جيل يتبعه أفضل من السابق، لأن الثقافة تراكمية تستوعب تاريخ من سبق من معرفة الجيل الحالي، ومساحات البحث والمعرفة تتسع عن ذى قبل.
الشاعر والمؤلف المسرحي محمد زناتي
«محمد زناتى»: أزمة كُتاب المسرح تكمن فى البحث عن مواهبهم
وقال الشاعر والمؤلف المسرحي، محمد زناتي: «مثلما كنا نعتمد على النص الأجنبي، اعتمدنا على العربى أيضا، بل كنا إزاء مشروع قومى يهدف إلى السعى لتحقيق خصوصية المسرح المصرى والعربى بشكل عام، فظهر نجيب سرور، وصلاح عبدالصبور، وعبدالرحمن الشرقاوي، وألفريد فرج، ويوسف إدريس، وميخائيل رومان وغيرهم من كبار الكتاب والمبدعين».
وأضاف «زناتى»، أنه لا يوجد افتقار فى كتاب المسرح، ولكن توجد أزمة بحث عن المواهب الجديدة ورغبة متعمدة فى التجاهل لإبداعات مغايرة تستحق أن تأخذ مكانتها، مؤكدا سنشاهد نصوصا مسرحية جديدة لكتاب مصريين مهمومين بهموم الوطن خصوصية الهوية المصرية، عندما تختفى موجات الإدعاء ونتخلق من عقدة الخواجة.
مخرجون: اقتباس النصوص الأجنبية ليس جديدًا
المخرج اميل شوقي
إميل شوقى: فكرة العرض هى أول من تراودني للكتابة
قال المخرج المسرحى إميل شوقى، لقد لجأت للإعداد عن نصوص أجنبية؛ فالنص المصرى المكتوب نحن كمخرجين نُعيد كتابته أو صياغته مرة أخرى مثلما قدمت نص الكاتب رأفت الدويرى فى عرض «سلقط فى ملقط».
وأضاف «شوقى»، أنه قدم عددا من الكُتاب المصريين منهم: «درويش الأسيوطي، وسليم كتشنر، وصلاح متولي، وغيرهم»، ولكنه يلجأ للكتابة، لأن يراوده فكرة عرض وليس نص، لذلك يدور فى ذهنه مشاهد معينة يرغب فى تقديمها على خشبة المسرح تعمل على تطوير الحدث ذاته، وللأسف تجد كلمات كثيرة فى النص المسرحى المكتوب ليس لها معنى؛ فمثلا تجد إسهابا كثيرًا فى الكتابة لدى الأساتذة الكبار مثل: «أبوالعلا السلاموني، ويسرى الجندي، وغيرهم»، موضحًا أن المخرج يرغب فى تقديم عرض مع الإقلال من كمية الكلمات الكثيرة، وبالتالى يبحث عن النصوص التى تحتمل هذا، مؤكدًا قيامه بعمل هذا مع المؤلف «ماشادو دى أسيس» من أمريكا اللاتينية فى عرض بعنوان «السرايا الخضراء» وهكذا.
المخرج محسن رزق
محسن رزق: يشغلنى فى النصوص العالمية الخروج بفكرة جديدة
وقال المخرج المسرحى محسن رزق، إن اقتباس النصوص الأجنبية ليس جديدا، وهذا موجود منذ زمن بعيد من بدايات المسرح فى مصر، الذى يعتمد على الإعداد من النصوص الأجنبية، كما نجده فى مسرحيات نجيب الريحاني، ويوسف وهبي، وجورج أبيض وغيرهم، فكانت تُمصر النصوص الأجنبية وإعدادها بشكل احترافى.
وأضاف «رزق»، أن هناك نصوصا مصرية لكتاب مصريين، ولكن فكرة الاقتباس عن الأجنبى فهى موجودة أيضا فى كل مسارح العالم، فتجد مثلا فى ألمانيا نسخة من «هاملت» وكذلك فى أمريكا إضافة إلى لندن طبعا، لكن الفكرة تكمن فى أنه عندما يُعد نصا جديدا لهذا المنتج المسرحى هل ينتج عنه شيء جديد أم لا، فلا يهم إن كان كل المخرجين أو حتى المؤلفين يعملون على نصوص عالمية أم مصرية، لكن المهم فى النهاية هو المنتج أو العرض الذى سيخرج للجمهور يكون جيدا ويحمل فكرة وشكلا جديدا.
وأوضح «رزق»، أنه بالنسبة للنص المكتوب فلدينا كُتاب مصريين كبار ويعملون بشكل جيد، وأسماء كُتاب شباب وكبار جيدين أيضا، وكذلك مُعدين ودراماتورجية جيدين وهذا ليس عيبًا.
المخرج كمال عطية
كمال عطية: بعض المؤلفين يكتبون مسرحيات صالحة للقراءة فقط
وقال المخرج المسرحى كمال عطية: «هناك بعض المؤلفين يكتبون المسرحيات تكون صالحة للقراءة فقط، فالأصل فى النص المسرحى أنه كُتب ليقدم على خشبة المسرح وليس للقراءة فقط، وأحيانا نجد المؤلفين يكتبون كتابات صعبة على تنفيذها للعرض أو أن بها استحالة تنفيذ، فمثلا يمكن أن يُعبر المؤلف عما يريد فى كلمة أو فعل أو ينتقل من زمان أو مكان إلى آخر، وعندما أقرأ ذلك كمخرج يمكن أن أتأثر بها وأصدقها، لكنى كى أتخيلها للتنفيذ تكون صعبة فهى تحمل أسلوبا أدبيا فى الكتابة أكثر ما تحمل تخيلا للعرض، لذا يتدخل المخرج للإعداد ويبحث عن دراماتورج، فهذه الإشكالية موجودة منذ القدم وستظل موجودة طالما المسرح موجود».
اقتباس وإعداد
مسرحية أليس في بلاد العجائب
«أليس فى بلاد العجائب»
مسرحية من إنتاج فرقة «تحت 18» التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، من تأليف لويس كارول، إعداد وإخراج محسن رزق.
وقد شارك فى بطولة العمل كل من: مروة عبدالمنعم، ضياء شفيق، هانى عبدالمعتمد، ونجوم فرقة تحت 18، أشعار عادل سلامة، ألحان جون خليل، ملابس نعيمة عجمي، ماسكات د.محمد سعد، استعراضات ضياء شفيق، موسيقى نارك إسكندر.
نصوص مصرية
مسرحية رجل القلعة
«رجل القلعة»
إحدى روائع الكاتب المسرحى محمد أبوالعلا السلاموني، إنتاج فرقة المسرح القومي، التابعة للبيت الفنى للمسرح، التى قدمت على خشبة المسرح القومى فى العام 2006.
وقد شارك فى بطولة العمل كل من: توفيق عبدالحميد، زينب إسماعيل، أشرف طلبة، طارق كامل، ألفريد كمال، ياسر على ماهر، ناصر شاهين، سارة عادل وآخرون، أشعار إبراهيم عبدالفتاح، موسيقى والحان جمال عطية، ملابس نعيمة عجمي، ديكور محمد فهمي، وإخراج ناصر عبدالمنعم.
كما قدمت فى البداية تحت عنوان «رجل فى القلعة» فى العام 1987، بالمسرح القومي، وشارك فى بطولتها يوسف شعبان، ونبيل الحلفاوي، وسميرة عبدالعزيز، وفايق عزب وآخرون، وإخراج سعد أردش.
مسرحية يوم أن قتلوا الغناء
«يوم أن قتلوا الغناء»
مسرحية من إنتاج فرقة الطليعة، التابعة للبيت الفنى للمسرح، التى قدمت على خشبة مسرح الطليعة فى العام 2017.
وقد شارك فى بطولة العمل ياسر صادق، حمادة شوشة، طارق صبري، محمد ناصر، وآداء صوتى للفنان نبيل الحلفاوي، من تأليف محمود جمال الحديني، وإخراج تامر كرم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.