ويلات الحروب والنزاعات المسلحة تلقى بظلالها الكارثية على أبناء الشعوب التي تواجه خطر غياب الأمن والاستقرار وتعم الفوضى والدمار وبخاصة الأطفال الذين يريدون عالم هادئ خالى من أصوات السلاح والقنابل والمدافع والصواريخ البالستية وغيرهما ، إذ أن الآلم الذي تجلبه لنا تلك الصراعات هو من صنعنا نحن لا من صنع الحياة. في اليمن الغريق مأساة حياة تتشابه أيامها، وتتكرر أشياؤها. فعندما تبدأ الحرب يفتح الجحيم أبوابه ،وتتحول الحياة إلى هجوم وعنف تسقط فيها القتلى والجرحى، مع صعوبة إنهاء هذا الصراع المدمر الذي ترك ملايين اليمنيين على حافة المجاعة. يتحمل الشعب اليمني الجريح يتحمل وطأة الأعمال القتالية العسكرية غير القانونية لميليشيا جماعة الحوثي المدعومة من إيران الإرهابية ،التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب ، حيث قتل وأصيب الآلاف من المدنيين السلميين نتيجة الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في محافظة تعز، خلال السنوات الماضية، وفقا للمرصد اليمني للألغام. أودى الصراع الطاحن في اليمن بحياة عشرات الآلاف وشرد الملايين، وفقا للمنظمات الدولية، مما أثار ما تصفه الأممالمتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم ، إذ أن الحياة في اليمن لا تعبر إلا على قطار الألم. لقد ترتب على الحرب في اليمن أزمة إنسانية كبيرة، حيث تعرض 8.4 ملايين على الأقل من اليمنيين لخطر المجاعة و22.2 مليون شخص، أي 75 في المئة من السكان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، وفقاً لتقارير الأممالمتحدة. ويهدد سوء التغذية الشديد حياه ما يقارب 400 ألف طفل دون سن الخامسة. وانهار النظام الصحي في اليمن الذي أدى إلى تفشي الكوليرا وتسبب في مقتل الآلاف. في اليمن كانت للمدارس نصيب من هجوم ميليشيا جماعة الحوثي، حينما قتل 15 جنديا يمنيا إضافة إلى ثلاثة أطفال في هجوم بصاروخ أطلقه الحوثيون على مدرسة في منطقة تعز حيث ترابط القوات الموالية للحكومة، حسب ما أفاد به السكان . كان للمهاجرين الأفارقة نصيباً أيضاً من هجوم ميليشيا جماعة الحوثي ، إذ تعرض للقصف الدامى مقر احتجاز للمهاجرين في العاصمة صنعاء أوائل الشهر الجاي، الذي أسفر عن مقتل 44 مهاجرا وأصابة 193 آخرون غالبيتهم من المهاجرين الاثيوبيين جراء هذا القصف، وطالبت الأممالمتحدة بفتح تحقيق مستقل في هذه الواقعة. في غضون ذلك، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش قوات الحوثيين بأنها وراء القصف بسبب إطلاقها قذائف في اتجاه المركز. يذكر أن آلاف اللاجئين الفارين من دول عدة في شرق إفريقيا اعتادوا على اتخاذ الأراضي اليمنية معبراً للوصول إلى الجارة الشمالية السعودية ودول خليجية أخرى، ساعد على ذلك قرب اليمن من بلدانهم التي لا يفصلها عنه سوى عشرات من الأميال البحرية على البحر الأحمر وخليج عدن. في اليمن مارست القوات الحوثية بشكل تعسفي جرائم الاختفاء القسري، والاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والمعاملة السيئة. بحق المعارضين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان ، ولم يعد خافيا الآن أمام أعين الجميع انتهاكات وتجاوزات واساءات النظام الإيراني بحق جيرانه والمجتمع الدولي والإنسانية جمعاء ،اذ أن التدخل العسكري لإيران في الملف السوري أطال أمد الحرب، وأقحم النزاع في قالب طائفي لن تسلم البلاد من تبعاته في العقود القادمة. كما أن النظام الإيراني من خلال دعمه جماعة الحوثيين، أصبح اليمن مسرحا لأسوأ كارثة إنسانية في تاريخ البشرية، وفق شهادة الأممالمتحدة والمراقبين ، أضافة إلى تهديد الملاحة الدولية في باب المندب، أهم ممر مائي عالمي مما سبق نخلص على أن المجتمع الدولي يجب عليه ممارسة مزيد الضغوط على إيران وإجبارها على الكف عن تزويد ميليشيا جماعة الحوثي بالسلاح والمال والخبراء الذي يسعى لإطالة أمد الحرب والتمرد على المجتمع المحلي والدولي وتقويض السلام.