تتجه أنظار العالم، إلى "مسبار الأمل" الذي سيصل إلى كوكب المريخ غدا الثلاثاء. ويأتي ذلك في أول مهمة تقودها دولة عربية أو إسلامية لاستكشاف الكواكب، وسط حالة من الترقب والانتظار لمصير هذه المهمة التي تحمل معها آمال وطموحات شعوب أكثر من 56 دولة عربية وإسلامية في الوصول لأول مرة إلى مدى الكوكب الأحمر، علمًا بأنه سيكون هناك بثًا حيًا لحدث وصول المسبار عند الساعة السابعة مساءً تنقله محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. ومع اقتراب "مسبار الأمل" الذي انطلقت رحلته الفضائية في 20 يوليو 2020، قاطعًا نحو 493 مليون كليومتر، من الوصول إلى محطته النهائية حول مدى المريخ، تواجه الرحلة المريخية ذات المهمة العلمية غير المسبوقة عالميًا أصعب مراحلها وأكثرها دقة وتعقيدًا، وهي مرحلة الدخول إلى مدى المريخ. وكان المسبار قد أنجز بنجاح، منذ انطلاقه قبل نحو 7 أشهر من قاعدة تناغاشيما اليابانية على متن الصاروخ "إتش 2 إيه"، مرحلتين هما مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، وهو الآن على وشك إنجاز المرحلة الثالثة وهي "الملاحة في الفضاء" التي استغرقت أطول مدة زمنية، وجرت فيها بنجاح 3 مناورات دقيقة لتوجيه المسبار ليكون في المسار الأكثر دقة للوصول إلى وجهته، قبل أن تبدأ بعد 4 أيام (يوم التاسع من فبراير 2021) المرحلة الرابعة والأكثر صعوبة ودقة وخطورة وهي مرحلة الدخول إلى مدى المريخ، ويعقبها مرحلتان هما الدخول إلى المدار العلمي ثم المرحلة العلمية. وتكمن صعوبة ودقة وخطورة المرحلة الرابعة من رحلة المسبار "مرحلة الدخول إلى المريخ" في كون المسبار سيعمل بشكل ذاتي ومن دون تدخل بشري، بخفض سرعته البالغ متوسطها 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة خلال 27 دقيقة تكون خلالها الاتصالات منقطعة مع المسبار بشكل مؤقت. والتحدي الأكبر في هذه الدقائق هو تأخر اتصال المسبار مع المحطة الأرضية في الخوانيج في دبي بالمسبار خلال هذه الفترة الحرجة والتي تسمى "ال27 دقيقة العمياء"، حيث إن المسبار يعالج كافة تحدياته في هذه الفترة بطريقة ذاتية، وفي حال تعطل أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية "دلتا في" التي يستخدمها المسبار في عملية إبطاء سرعته، سيتسبب ذلك في أن يضيع المسبار في الفضاء العميق أو يتحطم وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاعه. ونظرًا لأن هذه المرحلة تعد الأخطر في مهمة المسبار بالكامل، فإنه بعد إنجازها بنجاح وعودة الاتصال بالمسبار مجددًا، سيتم إعادة فحص واختبار جميع الأنظمة والأجهزة الفرعية للمسبار قبل الانتقال إلى المرحلتين اللاحقتين "الانتقال إلى المدار العلمي" ثم "المرحلة العلمية" التي سيقوم خلالها المسبار عبر أجهزته العلمية بجمع وإرسال البيانات حول الكوكب الأحمر، ولكل من هذه المراحل طبيعتها الخاصة وتحدياتها النوعية ومخاطرها المتعددة التي تتطلب التعامل معها بكل دقة وكفاءة ومهارة من جانب فريق العمل. ويتولى فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" الاتصال مع المسبار عن طريق مركز التحكم الأرضي في الخوانيج بدبي، ويكون التواصل مع المسبار بعد وصوله إلى المرحلة العلمية مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، ومدة كل مرة 6 إلى 8 ساعات يوميًا، علمًا بأن التأخر في الاتصال نظرًا لبعد المسافة يتراوح ما بين 11 إلى 22 دقيقة، وذلك لإرسال الأوامر إلى المسبار وأجهزته العلمية، وكذلك لاستقبال البيانات العلمية التي يجمعها المسبار طوال سنة مريخية كاملة (687 يومًا بحسابات كوكب الأرض). وقد تم تجهيز مركز التحكم الأرضي على أعلى مستوى للقيام بهذه المهمة من خلال الكوادر الوطنية الشابة.